ربما يكون قصورا مني، تتبع الحالة العامة للمكان الذي أعيش فيه مؤقتا برفقة أسرة مكونة من ابنتي وصغيرتيها، حيث منحت الابنة فرصة الدراسة في الخارج مبتعثة من دولتنا التي ترعى أكثر من ثلاثمائة ألف مبتعث ومبتعثه مع مرافقيهم وأبنائهم المنتشرين في عدد من دول العالم تحتضن الولايات المتحدة الغالبية العظمى منهم.
لن أسرد هنا قصة من حياتي لاتهم أحدا، لكنني لم أكن أشعر إطلاقا أنني سأكون هدفا لمحاضرة أمطرتني بها سبطتي «هدى» ذات الخمس سنوات وتدرس مجانا في مرحلة «الروضة» بإحدى المدارس الابتدائية في مدينة «إرفاين» بولاية كاليفورنيا،. كان موضوع محاضرة الصغيرة ترشيد استخدام الماء في الشقة التي نسكنها، فقد شاهدتني وأنا أفتح «صنبور» الماء على آخره لأغسل يدي.. قالت لي بلغة إنجليزية ذات لكنة أمريكية (« Haaai « .. يا جدي ماذا تفعل؟، واستطردت: أنت تهدر الماء هكذا !! وعليك أن تتعلم كيف تحافظ عليه، ألا تعلم أن كاليفورنيا تعاني من جفاف حيث ليس لدينا أمطار كافية منذ أربع سنوات وعلينا جميعا أن نحافظ على الماء ونقتصد في استخدامه) و بدأت في تعليمي كيف أقتصد حيث أحضرت لي كأستها وملأتها بالماء، وقالت إذا أردت تنظيف أسنانك، استخدم هذه الكأس وصب منها على فرشاتك، ثم تمضمض بالباقي واغسل به وجهك، وإذا أردت استخدام الصنبور فافتحه على أدنى درجة وليس كما فعلت الآن )، وأكتفي بهذا القدر لأن الصغيرة الجميلة أخذت تشرح لي كيف نحافظ على الماء عند الاستحمام وغسل المطبخ والمنزل ومتى وكيف نقوم بذلك.
سبطتي الصغيرة عرفت ذلك من معلمتها في المدرسة، ورغم أنني لست مع الذين ينظرون إلى الخارج بإعجاب وينتقدون ما نحن عليه في بلادنا، حتى لكأننا نعيش في قرية أفريقية لم تصلها الكهرباء، فأنا يعجبني العجب والصيام في رجب، وأشعر بأن ما تحقق في وطننا على كافة المجالات يجعلنا أفضل من عدد من الدول التي نستشهد بحضارتها، فالسلبيات التي نعيشها في واقعنا اليومي انطلاقا من المنزل فالشارع والمدرسة والجامعة والدائرة الحكومية أو الخاصة والمتجر.. كلها تعود إلى ثقافتنا وسلوكياتنا، أقول، رغم ذلك فإننا بحاجة إلى ترسيخ المفهوم التربوي جنبا إلى جنب مع العملية التعليمية، وهو ما تنفذه الدول المتقدمة مع شعوبها، ومع من يعيش فيها، فكل الجهود والأموال التي تصرف في الحملات التوجيهية تضيع هباء منثورا، إذا لم نبدأ بالمدرسة، وبالطفل الصغير، لنغرس فيه سلوكيات مجتمعية ضرورية، فما الذي حمل صغيرتي على توجيهي لطريقة ترشيد استخدام الماء؟، وما الذي عرفها وأعلمها بالجفاف الذي تعانيه ولاية كاليفورنيا، إنها التربية الممتزجة بالتعليم والتي تجعل من الإنسان عضوا نافعا في مجتمعه، ولنقس على ذلك أمـورا كثيرة نعاني منها نحن الكبار قبل الصغار.
لن أسرد هنا قصة من حياتي لاتهم أحدا، لكنني لم أكن أشعر إطلاقا أنني سأكون هدفا لمحاضرة أمطرتني بها سبطتي «هدى» ذات الخمس سنوات وتدرس مجانا في مرحلة «الروضة» بإحدى المدارس الابتدائية في مدينة «إرفاين» بولاية كاليفورنيا،. كان موضوع محاضرة الصغيرة ترشيد استخدام الماء في الشقة التي نسكنها، فقد شاهدتني وأنا أفتح «صنبور» الماء على آخره لأغسل يدي.. قالت لي بلغة إنجليزية ذات لكنة أمريكية (« Haaai « .. يا جدي ماذا تفعل؟، واستطردت: أنت تهدر الماء هكذا !! وعليك أن تتعلم كيف تحافظ عليه، ألا تعلم أن كاليفورنيا تعاني من جفاف حيث ليس لدينا أمطار كافية منذ أربع سنوات وعلينا جميعا أن نحافظ على الماء ونقتصد في استخدامه) و بدأت في تعليمي كيف أقتصد حيث أحضرت لي كأستها وملأتها بالماء، وقالت إذا أردت تنظيف أسنانك، استخدم هذه الكأس وصب منها على فرشاتك، ثم تمضمض بالباقي واغسل به وجهك، وإذا أردت استخدام الصنبور فافتحه على أدنى درجة وليس كما فعلت الآن )، وأكتفي بهذا القدر لأن الصغيرة الجميلة أخذت تشرح لي كيف نحافظ على الماء عند الاستحمام وغسل المطبخ والمنزل ومتى وكيف نقوم بذلك.
سبطتي الصغيرة عرفت ذلك من معلمتها في المدرسة، ورغم أنني لست مع الذين ينظرون إلى الخارج بإعجاب وينتقدون ما نحن عليه في بلادنا، حتى لكأننا نعيش في قرية أفريقية لم تصلها الكهرباء، فأنا يعجبني العجب والصيام في رجب، وأشعر بأن ما تحقق في وطننا على كافة المجالات يجعلنا أفضل من عدد من الدول التي نستشهد بحضارتها، فالسلبيات التي نعيشها في واقعنا اليومي انطلاقا من المنزل فالشارع والمدرسة والجامعة والدائرة الحكومية أو الخاصة والمتجر.. كلها تعود إلى ثقافتنا وسلوكياتنا، أقول، رغم ذلك فإننا بحاجة إلى ترسيخ المفهوم التربوي جنبا إلى جنب مع العملية التعليمية، وهو ما تنفذه الدول المتقدمة مع شعوبها، ومع من يعيش فيها، فكل الجهود والأموال التي تصرف في الحملات التوجيهية تضيع هباء منثورا، إذا لم نبدأ بالمدرسة، وبالطفل الصغير، لنغرس فيه سلوكيات مجتمعية ضرورية، فما الذي حمل صغيرتي على توجيهي لطريقة ترشيد استخدام الماء؟، وما الذي عرفها وأعلمها بالجفاف الذي تعانيه ولاية كاليفورنيا، إنها التربية الممتزجة بالتعليم والتي تجعل من الإنسان عضوا نافعا في مجتمعه، ولنقس على ذلك أمـورا كثيرة نعاني منها نحن الكبار قبل الصغار.