يجوز أنها مصادفة، ولكنها من النوع الذي يثير الفضول، فقد كان هناك تزامن بين رد قوات التحالف العربي على ما قام به الحوثيون في نجران وجـيزان، وبين ثلاثة حوادث وقع أحدها قبل العمليات العسكرية، والثاني والثالث بعدها، وكلها تمت في نفس اليوم، وقام في الأولى شخصان من البحرين بمحاولة تهريب كمية كبيرة من المتفجرات وصواعق التفجير إلى المملكة، وذلك عن طريق جسر الملك فهد الواصل بين البلدين، وقد وفقت الجمارك السعودية في ضبطهم وتحريز المهربات، ومن ثم فتشت السلطات الأمنية في البحرين أماكن إقامة المذكورين، ووجدت فيها جوالات وكمبيوترات وشرائح اتصال إيرانية وريالات سعودية وإيرانية ودنانير أردنية، وقبضت لاحقا على خمسة أشخاص قالت إنهم شركاء لمهربي المتفجرات، وأنها وجدت في بيوتهم أوراقا تشرح طرق صناعة القنابل وأساليب تنفيذ الدوريات العسكرية، ومحاولة التهريب الفاشلة كانت في صباح الجمعة، والأهداف التخريبية من وراها ظاهرة ولا تحتاج إلى مطولات، وفي المساء وبمجرد مرور نصف ساعة من عمر عمليات الرد العسكري، ارتكبت جريمة قتل في جنوب الرياض، ذهب ضحيتها قائد دورية لأمن المنشآت، والعملية نفذها مسلحون مجهولون ــ بحسب المنشور في الصحافة المحلية، ورغم أن الأخيرة تشبه أسلوب داعش بالنظر إلى اهتمامه بالأماكن المعزولة والأهداف السهلة، إلا أن استنساخ المنهج وارد من إيـران ومن يمثلها في الخليج واليمن وربما الشام والعراق، وذلك في سبيل خدمة الألويات الإيرانية في الفترة الحالية، وأعتقد أن المملكة تشكل قلقا كبيرا لإيران هذه الأيام، بجانب أن تعاون إيران مع التنظيمات الإرهابية قائم وثابت منذ زمن، وهذا بشهادة المخابرات الغربية وبعض الرسميين في إيران نفسها، ما يعني أن تورط داعش لا يعني براءة الدولة الفارسية.
أما الجريمة الثالثة، فقد أصيب فيها سعودي برصاص آخر في عوامية القطيف، وجاء توقيتها في حدود التاسعة والنصف مساء، ويظهر أن الظلاميين وأصحاب المصالح الطائفية يرون في الانشغال السعودي بالملف اليمني فرصة لتحقيق انتصارات صغيرة، ولا يهم إن أخذت مساحة قصيرة في نشرة إخبارية عابرة، ما دامت الرسالة واضحة ومقروءة في رأيهم، وأتصور أن العمليات الثلاث متوقعة جدا، وأن السلطات الأمنية في المملكة لديها سيناريوهات جاهزة لمواجهة احتمالات أسوأ، خصـوصا أن إيـران أصبحت تتحرك وكأنها ديك مذبوح، ولدرجة لم تعد قادرة معها على ضبط ما يجري في داخلها كما كانت تفعل في السابق، وعلى سبيل المثال، ارتفع صوت أهل الأحواز في الإعلام الدولي وزادت مطالباتهم، والناس في كردستان الإيرانية بدأوا مظاهرة مرشحة لأن تتحول إلى ثورة تطالب بالاستقلال، على خلفية انتحار عاملة فندق إيرانية من أصول كردية؛ رفضا لمقايضة اغتصابها من قبل موظف في وزارة السياحة، وبمباركة صاحب الفندق الذي وافق على الاغتصاب، مقابل رفع تصنيف فندقه إلى فئة خمس نجـوم، ورصيـد الضحايا والمصابين في المظاهرة يرتفع والمعتقلـون بالمئات، وكالعادة تتغافل عنها المنظمات الحقوقية في العالم، وتنظر إليها الديموقراطيات الغربية بعين الحنان والمودة، وكأنها سفيرة السلام والمحبة في المنطقة العربية، ولا أجد تفسيرا منطقيا.
قادة دول الخليج يحضرون إلى أمريكا ضيوفا على رئيسها، وبرنامج قمة مجلس التعاون وأمريكا موزع على استقبال في البيت الأبيض واجتماع في منتجع «كامب ديفيد»، وسيحاول أوباما في الاجتماع إقناع القادة الخليجيين بسلامة المقاصد الأمريكية، والتلويح بمنظومة دفاعية تحتوي على صواريخ «باتريوت» طيبة الذكر، إضـافة إلى صواريخ «ثاد» وتدريبات عسكرية لتطوير الحماية البحرية في مياه الخليج، وسيتعهد بتدخل واشنطن ضد أي اعتداءات إيرانية ومنعها من امتلاك سلاح نووي، وبشرط أن توافق دول الخليج على تحسين علاقاتها بإيران في حال التزامها بوقف التهديدات، وكـأنه يتكلم بلسان إيران.
الوعود الأمريكية جميلة إلا أنها ليست كافية، وأسباب الحماية كالتجهيزات والآليات تشتريها الخليج وفي مقدمته المملكة بالمال السياسي، وعن طريق تدريب الجنود الخليجيين لمواجهة أعدائهم بالأصالة لا الوكالة، ودول الخليج تعرف بأن إيران لن تتنازل عن مشروعها النووي بدون مقابل؛ لأن المشروع قائم منذ الخمسينات الميلادية وقبل ثورة الملالي في السبعينات، والمعنى أن عمره يتجاوز الثلاثين سنة، والمطلوب أن تضمن المفاوضات امتيازات نووية لدول الخليج تساوي ما ستحصل عليه إيران بعد الاتفاق النووي نهاية يونيو القادم.
أما الجريمة الثالثة، فقد أصيب فيها سعودي برصاص آخر في عوامية القطيف، وجاء توقيتها في حدود التاسعة والنصف مساء، ويظهر أن الظلاميين وأصحاب المصالح الطائفية يرون في الانشغال السعودي بالملف اليمني فرصة لتحقيق انتصارات صغيرة، ولا يهم إن أخذت مساحة قصيرة في نشرة إخبارية عابرة، ما دامت الرسالة واضحة ومقروءة في رأيهم، وأتصور أن العمليات الثلاث متوقعة جدا، وأن السلطات الأمنية في المملكة لديها سيناريوهات جاهزة لمواجهة احتمالات أسوأ، خصـوصا أن إيـران أصبحت تتحرك وكأنها ديك مذبوح، ولدرجة لم تعد قادرة معها على ضبط ما يجري في داخلها كما كانت تفعل في السابق، وعلى سبيل المثال، ارتفع صوت أهل الأحواز في الإعلام الدولي وزادت مطالباتهم، والناس في كردستان الإيرانية بدأوا مظاهرة مرشحة لأن تتحول إلى ثورة تطالب بالاستقلال، على خلفية انتحار عاملة فندق إيرانية من أصول كردية؛ رفضا لمقايضة اغتصابها من قبل موظف في وزارة السياحة، وبمباركة صاحب الفندق الذي وافق على الاغتصاب، مقابل رفع تصنيف فندقه إلى فئة خمس نجـوم، ورصيـد الضحايا والمصابين في المظاهرة يرتفع والمعتقلـون بالمئات، وكالعادة تتغافل عنها المنظمات الحقوقية في العالم، وتنظر إليها الديموقراطيات الغربية بعين الحنان والمودة، وكأنها سفيرة السلام والمحبة في المنطقة العربية، ولا أجد تفسيرا منطقيا.
قادة دول الخليج يحضرون إلى أمريكا ضيوفا على رئيسها، وبرنامج قمة مجلس التعاون وأمريكا موزع على استقبال في البيت الأبيض واجتماع في منتجع «كامب ديفيد»، وسيحاول أوباما في الاجتماع إقناع القادة الخليجيين بسلامة المقاصد الأمريكية، والتلويح بمنظومة دفاعية تحتوي على صواريخ «باتريوت» طيبة الذكر، إضـافة إلى صواريخ «ثاد» وتدريبات عسكرية لتطوير الحماية البحرية في مياه الخليج، وسيتعهد بتدخل واشنطن ضد أي اعتداءات إيرانية ومنعها من امتلاك سلاح نووي، وبشرط أن توافق دول الخليج على تحسين علاقاتها بإيران في حال التزامها بوقف التهديدات، وكـأنه يتكلم بلسان إيران.
الوعود الأمريكية جميلة إلا أنها ليست كافية، وأسباب الحماية كالتجهيزات والآليات تشتريها الخليج وفي مقدمته المملكة بالمال السياسي، وعن طريق تدريب الجنود الخليجيين لمواجهة أعدائهم بالأصالة لا الوكالة، ودول الخليج تعرف بأن إيران لن تتنازل عن مشروعها النووي بدون مقابل؛ لأن المشروع قائم منذ الخمسينات الميلادية وقبل ثورة الملالي في السبعينات، والمعنى أن عمره يتجاوز الثلاثين سنة، والمطلوب أن تضمن المفاوضات امتيازات نووية لدول الخليج تساوي ما ستحصل عليه إيران بعد الاتفاق النووي نهاية يونيو القادم.