يغفل الآباء أحيانا عن الأبناء، وتشغلهم ظروف الحياة عن متابعتهم، يهملون فلذات أكبادهم ويعرضونهم للخطر، ويندمون عندما يتعرضون لسوء ــ لا سمح الله.
هناك أبناء يعتادون على الخدم أكثر من والديهم، وينتهجون سلوكا مختلفا، فمنهم من يكون ضحية فراغ الأبوين، إما بسبب الانفصال أو المشاغل، ويكونون في مفترق الطريق بين هاوية الانحراف أو تجاوز الظروف لمستقبل لا يعتمد فيه على والديه.
الحياة مليئة بالمواقف والعبر، ولكن من يتعظ، فمهما كانت مشاغلنا وأعمالنا، فهذا لا يعفي الأب من متابعة أبنائه ومعرفة جلسائهم وتحركاتهم خارج المدرسة والمنزل، إذ إن مراقبتهم جزء لا يتجزأ من الحياة.
الأب بطبيعته لا يتمنى أن يكون أفضل منه إلا ابنه، وفي الماضي كان الآباء يحفزون أبناءهم بعبارات "النار ما تخلف إلا رماد" ، ذلك ليس من باب الانتقاص منهم، بل دافع لإثبات عكس ما يرددون ويهدفون إلى أن يكون الابن مثل والده أو أفضل منه.
روى لنا أحد الآباء، ممن أشغلتهم الحياة في دوام صباحي وأعمال مسائية والركض وراء لقمة العيش، أنه ابتعد كثيرا عن أبنائه بحكم مشاغله وصدم وفرح في ابنه في وقت واحد أمام ذهول المسعفين.
هذا الأب العصامي مرت به ظروف قاهرة عجز خلالها عن الوفاء ببعض التزاماته تجاه أبنائه لدرجة أنه نهر ابنه ذات يوم بمجرد أن الابن طلب منه مبلغا من المال، فرد الأب بقسوة "ما عندي فلوس.. مديون" ، ولأن الأب يقضي جل وقته خارج المنزل ولا يعود إلا للنوم، فوجئ ذات يوم أثناء تواجده في مطعم أن العامل الذي يقدم له الطلب ما هو إلا ابنه، إذ تعرض إلى انهيار من شدة الموقف وسط ذهول الناس من مرتادي المكان.
يقول الأب، وهو يشكو حالته لأحد أصدقائه: "صدمت في ابني الذي وجدته يخدم الزبائن في مطعم، وفرحت لأنه عصامي أراد الحصول على المال بطريقة مشروعة رغم صغر سنه، وهذا لم يبعده عن دراسته، وفخرت به كثيرا، لكن الظروف التي أبعدتني عن أبنائي جعلتني أعود لتعويضهم والاقتراب منهم" .
واقعة الابن دفعت الأب لمراجعة الخلل الذي ارتكبه في حق أسرته وغيابه المستمر عن أبنائه، والذي كاد يدمر مستقبل صغيره في لحظة لهو وراء ما أسماه بلقمة العيش، فكم من أب لم يخلف وراءه الرماد، بل خلف شعلة من الشباب الذين تفوقوا على آبائهم في دراستهم وأعمالهم وتناسوا القسوة التي مروا بها ليصبحوا بارين بوالديهم، وكم من أبناء تحولوا إلى وحوش مفترسة وعاقين انتهى بهم المطاف إلى إيداع والديهم في دور العجزة والمسنين.
صرخة الأب التي أوقعته الأرض تجعلنا جميعا نصرخ ونتساءل: هل نحن مقصرون في حق الأبناء، وهل نتغلب على ظروفنا دون إشعار الأبناء بها لتفادي جرفهم إلى المصير المجهول، ومتى يصارح الأب أبناءه؟.. تلك أسئلة يجب على كل أب أن يضعها نصب عينه ليكون قريب من فلذات كبده.
هناك أبناء يعتادون على الخدم أكثر من والديهم، وينتهجون سلوكا مختلفا، فمنهم من يكون ضحية فراغ الأبوين، إما بسبب الانفصال أو المشاغل، ويكونون في مفترق الطريق بين هاوية الانحراف أو تجاوز الظروف لمستقبل لا يعتمد فيه على والديه.
الحياة مليئة بالمواقف والعبر، ولكن من يتعظ، فمهما كانت مشاغلنا وأعمالنا، فهذا لا يعفي الأب من متابعة أبنائه ومعرفة جلسائهم وتحركاتهم خارج المدرسة والمنزل، إذ إن مراقبتهم جزء لا يتجزأ من الحياة.
الأب بطبيعته لا يتمنى أن يكون أفضل منه إلا ابنه، وفي الماضي كان الآباء يحفزون أبناءهم بعبارات "النار ما تخلف إلا رماد" ، ذلك ليس من باب الانتقاص منهم، بل دافع لإثبات عكس ما يرددون ويهدفون إلى أن يكون الابن مثل والده أو أفضل منه.
روى لنا أحد الآباء، ممن أشغلتهم الحياة في دوام صباحي وأعمال مسائية والركض وراء لقمة العيش، أنه ابتعد كثيرا عن أبنائه بحكم مشاغله وصدم وفرح في ابنه في وقت واحد أمام ذهول المسعفين.
هذا الأب العصامي مرت به ظروف قاهرة عجز خلالها عن الوفاء ببعض التزاماته تجاه أبنائه لدرجة أنه نهر ابنه ذات يوم بمجرد أن الابن طلب منه مبلغا من المال، فرد الأب بقسوة "ما عندي فلوس.. مديون" ، ولأن الأب يقضي جل وقته خارج المنزل ولا يعود إلا للنوم، فوجئ ذات يوم أثناء تواجده في مطعم أن العامل الذي يقدم له الطلب ما هو إلا ابنه، إذ تعرض إلى انهيار من شدة الموقف وسط ذهول الناس من مرتادي المكان.
يقول الأب، وهو يشكو حالته لأحد أصدقائه: "صدمت في ابني الذي وجدته يخدم الزبائن في مطعم، وفرحت لأنه عصامي أراد الحصول على المال بطريقة مشروعة رغم صغر سنه، وهذا لم يبعده عن دراسته، وفخرت به كثيرا، لكن الظروف التي أبعدتني عن أبنائي جعلتني أعود لتعويضهم والاقتراب منهم" .
واقعة الابن دفعت الأب لمراجعة الخلل الذي ارتكبه في حق أسرته وغيابه المستمر عن أبنائه، والذي كاد يدمر مستقبل صغيره في لحظة لهو وراء ما أسماه بلقمة العيش، فكم من أب لم يخلف وراءه الرماد، بل خلف شعلة من الشباب الذين تفوقوا على آبائهم في دراستهم وأعمالهم وتناسوا القسوة التي مروا بها ليصبحوا بارين بوالديهم، وكم من أبناء تحولوا إلى وحوش مفترسة وعاقين انتهى بهم المطاف إلى إيداع والديهم في دور العجزة والمسنين.
صرخة الأب التي أوقعته الأرض تجعلنا جميعا نصرخ ونتساءل: هل نحن مقصرون في حق الأبناء، وهل نتغلب على ظروفنا دون إشعار الأبناء بها لتفادي جرفهم إلى المصير المجهول، ومتى يصارح الأب أبناءه؟.. تلك أسئلة يجب على كل أب أن يضعها نصب عينه ليكون قريب من فلذات كبده.