استلهام بعض الذكريات يأتي كمقاربة لأوضاع زمنية مختلفة، وليس هدف المقارنة اختيار الأفضل أو الأسوأ، ولكن للتأكيد على المثل الشهير (لكل وقت أذان)، وجمال كل زمن بما تنتجه ظرفيته الزمانية والمكانية من طيب العيش أو تمنح تلك الظرفية الإنسان بسطة في الوقت لممارسة حياته كيفما يشتهي.
ومع دوامة العمل، فقد الكثير منا متعة وبهجة جريان الزمن، وذلك بانحصار أوقات الفراغ التي كان يمضي جلها بين الأصدقاء والأقارب، ولأن العمل سيطر على جدولنا اليومي واقتنص ساعات النشاط والحيوية؛ لذلك تحول إلى أداة ضغط تلجم كثيرا من مشاريعنا الحياتية، سواء كانت اليومية أو الحولية، ولهذا فإن أي قضية تناقش أوقات العمل تكون قضية أثيرة ومحببة للبحث عن فجوة زمنية سحيقة تمكن المرء من تمرير ساعات العمل إليها.
ولأن العمل أصبح سيد الوقت في عصرنا الراهن؛ لهذا أعتبر أننا جميعا أصبحنا عبيدا لهذا السيد.
ونتنادى من فجاج الأرض لأي فرصة نعتقد فيها أننا سنحصل على صكوك عتقنا من هذا الرق.
سأعود للخلف قليلا، فعندما كنا أطفالا كنا نرى أن الوقت ممتد ويتسع لكل ألعابنا وأفراحنا وشغبنا، ولم نستشعر أن آباءنا يقضون الوقت داخل أعمالهم، فمع أذان الظهر يكون الكل قد وصل إلى منزله، وهذه العودة المبكرة للأب كانت الصبايا يذكرنها في أهازيجهن:
تي ري ري ته بابا يجي متى
يجي الساعة ستة
واسعوا له السكة
واضربوا له سلام
ولأن التوقيت حينئذ كان (غروبيا)، فالساعة ستة هي الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت الزوالي.
وها هو شهر الخير والبركة يقف على الأبواب، ومع مقدمه نتذكر المنغصات التي تقف في خاطرنا في محاولة مستميتة للقضاء عليها قبل أن تحل أيام وليالي رمضان.
ومن المنغصات في أيام رمضان فترة دوام العمل التي لم يرق توقيتها الحالي أو المقترح على إجماع غالبية الناس.
وقد تناقلت بعض وسائل الإعلام أن وزارة الخدمة المدنية تدرس مقترحا يقضي بأن يكون دوام القطاعات الحكومية في رمضان في الفترة الصباحية إلى ما قبل الظهر، على أن يبدأ من السابعة صباحا للثانية عشرة ظهرا أو قبلها بنصف ساعة، وأن يكون الدوام 5 ساعات.
وهذا المقترح قديم يتم استلهامه كلما جرت في بال الناس فكرة زحزحة مواعيد العمل، مع ذكر المسببات والحيثيات لفكرة عودة الدوام من السابعة إلى ما قبل أذان الظهر، وكما تقول الحيثيات أن شهر رمضان يأتي هذا العام في ذروة ارتفاع الحرارة في فصل الصيف، بالإضافة لقلة المراجعين وتجنب بعضهم الحضور بعد الظهر، وقلة إنتاج الموظفين في فترة الظهيرة وتعدد غياباتهم واعتذاراتهم.
وأعتقد لو أن وزارة الخدمة أرادت إشراكنا في تحديد الوقت الملائم لدوام رمضان، فلن تجد اثنين يتفقان على وقت محدد؛ لهذا عليها اتباع أهزوجة الصبايا وهن ينتظرن مقدم آبائهن ليضربن لهم تحية العودة المبكرة.
Abdookhal2@yahoo.com
ومع دوامة العمل، فقد الكثير منا متعة وبهجة جريان الزمن، وذلك بانحصار أوقات الفراغ التي كان يمضي جلها بين الأصدقاء والأقارب، ولأن العمل سيطر على جدولنا اليومي واقتنص ساعات النشاط والحيوية؛ لذلك تحول إلى أداة ضغط تلجم كثيرا من مشاريعنا الحياتية، سواء كانت اليومية أو الحولية، ولهذا فإن أي قضية تناقش أوقات العمل تكون قضية أثيرة ومحببة للبحث عن فجوة زمنية سحيقة تمكن المرء من تمرير ساعات العمل إليها.
ولأن العمل أصبح سيد الوقت في عصرنا الراهن؛ لهذا أعتبر أننا جميعا أصبحنا عبيدا لهذا السيد.
ونتنادى من فجاج الأرض لأي فرصة نعتقد فيها أننا سنحصل على صكوك عتقنا من هذا الرق.
سأعود للخلف قليلا، فعندما كنا أطفالا كنا نرى أن الوقت ممتد ويتسع لكل ألعابنا وأفراحنا وشغبنا، ولم نستشعر أن آباءنا يقضون الوقت داخل أعمالهم، فمع أذان الظهر يكون الكل قد وصل إلى منزله، وهذه العودة المبكرة للأب كانت الصبايا يذكرنها في أهازيجهن:
تي ري ري ته بابا يجي متى
يجي الساعة ستة
واسعوا له السكة
واضربوا له سلام
ولأن التوقيت حينئذ كان (غروبيا)، فالساعة ستة هي الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت الزوالي.
وها هو شهر الخير والبركة يقف على الأبواب، ومع مقدمه نتذكر المنغصات التي تقف في خاطرنا في محاولة مستميتة للقضاء عليها قبل أن تحل أيام وليالي رمضان.
ومن المنغصات في أيام رمضان فترة دوام العمل التي لم يرق توقيتها الحالي أو المقترح على إجماع غالبية الناس.
وقد تناقلت بعض وسائل الإعلام أن وزارة الخدمة المدنية تدرس مقترحا يقضي بأن يكون دوام القطاعات الحكومية في رمضان في الفترة الصباحية إلى ما قبل الظهر، على أن يبدأ من السابعة صباحا للثانية عشرة ظهرا أو قبلها بنصف ساعة، وأن يكون الدوام 5 ساعات.
وهذا المقترح قديم يتم استلهامه كلما جرت في بال الناس فكرة زحزحة مواعيد العمل، مع ذكر المسببات والحيثيات لفكرة عودة الدوام من السابعة إلى ما قبل أذان الظهر، وكما تقول الحيثيات أن شهر رمضان يأتي هذا العام في ذروة ارتفاع الحرارة في فصل الصيف، بالإضافة لقلة المراجعين وتجنب بعضهم الحضور بعد الظهر، وقلة إنتاج الموظفين في فترة الظهيرة وتعدد غياباتهم واعتذاراتهم.
وأعتقد لو أن وزارة الخدمة أرادت إشراكنا في تحديد الوقت الملائم لدوام رمضان، فلن تجد اثنين يتفقان على وقت محدد؛ لهذا عليها اتباع أهزوجة الصبايا وهن ينتظرن مقدم آبائهن ليضربن لهم تحية العودة المبكرة.
Abdookhal2@yahoo.com