شهدت المدينة الصناعية الأولى في الدمام قبل فترة عدة حوادث تسرب غاز واحتراق مواد كيماوية أدت إلى وفاة عمال مصانع. آخر الحوادث مقتل عامل وإصابة اثنين إثر تسرب مادة كيماوية من خزان سعة 5000 لتر، في أحد مصانع تدوير النفايات على طريق بقيق ــ الدمام أثناء إجراء عملية صيانة تمهيدا لإدخاله ضمن التشغيل، ما دفع الأهالي إلى طلب نقل المصانع عالية الخطورة من المدينة الصناعية الأولى في الدمام، ورفع الشاكون طلباتهم إلى لجنة شكلت لهذا الغرض، وعززوا مطالبهم بتأكيد أن المصانع المذكورة تهدد سلامة الأرواح وصحة الناس وهو الأمر الذي ينبغي أن تدفع تلك المنشآت الخطيرة إلى الرحيل بعيدا عن النطاق السكني والتجمعات البشرية لضمان عدم تكرار حالات تسرب غازات. فضلا عن اتخاذ إجراءات وتدابير دقيقة تمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وكشفت جولة «عكاظ» عن وقوع 16 حيا من أحياء مدينة الدمام تحت دائرة خطر المصانع العشرة عالية الخطورة وهي أحياء: عبدالله فؤاد، إسكان الدمام، الناصرية، الخالدية الأولى، الثانية، الخطوط الحديدية، الريان، حي الجامعيين، المريكبات، الروضة، مدينة العمال، حي الأمير محمد بن سعود، الحرس الوطني، الصفا، بترومين وحي النزهة.
حيث يؤكد المواطن محمد عبدالله أن سكان هذه الأحياء عايشوا من قبل حادث تسر غازات النتروجين والهيدروجين والايبوكسي من الأنبوب الرئيس في أحد المصانع بالمنطقة الصناعية الأولى في الدمام في 14/11/1432هـ، حيث تم إخلاء المنطقة المحيطة بالمصنع ومنع الدخول إليها، كما تم إخلاء المدارس في جميع الأحياء الستة عشر، وعاش الاهالي وقتها ساعات عصيبة حتى تمت السيطرة على الأوضاع ومحاصرة تسرب الغازات وبعد هذه الحادثة تم إقرار نقل المصانع الخطرة التي تمثل خطورة عالية على سكان الأحياء القريبة من المدينة الصناعية الاولى.
ارحلوا بعيدا عنا
ويروى كل من المواطنين علي الفدعاني ومحمد القحطاني أن المنطقة شهدت حادثا مماثلا سيطرت عليه فرق الدفاع المدني تمثل في تسرب غاز النشادر من أحد المصانع في المدينة الصناعية الاولى بالدمام، ولم يسفر الحادث عن خسائر في الأرواح، مشيرين إلى أن خطورة المصانع قد تختلف من مصنع لآخر بحسب نوعية المصنع وطبيعة إنتاجه وحسب ما تقوم به المصانع من أعمال صناعية. ويضيف المتحدثون: نحن ندرك أن هناك مصانع خطرة وأخرى خطورتها متوسطة وبعضها أقل والمأمول من اللجنة الحكومية المشكلة لنقل المصانع عالية الخطورة بعد الانتهاء من عملها في النقل العمل على إبعاد مصانع اخرى على مراحل حتى يضمن الناس تماما عدم تكرار أي تسرب للغازات عالية الخطورة أو متوسطة الخطورة، خصوصا أن عشرات المنازل تحيط بتلك المصانع في المدينة الأولى.
التسمم الحاد والموت
في المقابل يشير المواطن صالح محمد العقاري إلى أن مادة غاز الإيبوكسي التي تسربت من احد المصانع قبل عدة سنوات في الدمام تعد من الغازات الخطرة إذ تسبب تهيجات في العين والجلد و الجهاز التنفسي وتسبب نوعا من التحسس لدى مرضى الحساسية، وأقصى أنواع مخاطرها في «التسمم الحاد» وتتفاوت الحالات حسب القرب المكاني من مصدر التسرب، فكلما ابتعد الإنسان عنها قلت خطورته وآثاره، مشيرا إلى أن أبرز الغازات التي شهدت تسربا من مصانع المدينة الصناعية الأولى غاز «الإيبوكسي» وتستخدم مادتها في مجالات كثيرة مثل طلاء المواسير والخزانات ولها استخدامات أخرى، حيث يتم خلطها مع مواد عضوية أخرى لتتحول إلى مادة سريعة التجمد وتكمن خطورة هذه المادة كونها سائلة وتتفاعل مع ارتفاع درجة الحرارة أو ضغط المواد الأخرى المخلوطة معها.
يذكر أن مركز القيادة والسيطرة في مديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية تلقى في وقت سابق بلاغا عن حدوث تسرب غاز بالمدينة الصناعية الأولى. سجل جهاز الرصد (ITX)، جهاز يستخدم في قراءة الغازات السامة، وجود تسرب لغاز النشادر في أحد المصانع المقفلة بواسطة هيئة المدن منذ سنتين وسجلت القراءات وجود تسرب في المصنع بنسبة 70 % وخارج المصنع بنسبة 12 %، واتخذت فرقة التدخل في حوادث المواد الخطرة الإجراءات اللازمة للتعامل مع الموقف والسيطرة على التسرب ولم تحدث خسائر في الأرواح وتم تسليم الموقع وقتها إلى هيئة المدن الصناعية.
في المقابل أوضح لـ«عكاظ» المتحدث الرسمي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري حينها أن حادث المدينة الصناعية بالدمام خلف وفاة مقيم وإصابة مقيمين آخرين، وكانت فرقة تدخل في حوادث المواد الخطرة وفرقتا إطفاء وإنقاذ وصلت إلى الموقع وسارعت إلى إغلاق مصدر التسرب وتسليم موقع الحادث إلى شرطة محافظة بقيق للاختصاص.
لا رجعة عن قرار الـ5 سنوات
أكد مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني في المنطقة الشرقية اللواء عبدالله الخشمان لـ «عكاظ» أن التعليمات تقضي بسرعة نقل المصانع ذات الخطورة العالية بشكل فوري وعاجل من مواقعها الحالية في المنطقة الصناعية الأولى القريبة من مواقع التجمعات السكانية في الدمام، مشيرا إلى أن تحديد المصانع عالية الخطورة تم وفق معايير محددة وهناك عدد من ملاك المصانع طلبوا نقل مصانعهم إلى مواقع غير المدينة الصناعية الثالثة. مؤكدا بأنه لا رجعة في قرار نقل المصانع ذات الخطورة العالية ومنح الملاك فرصة كافية لعملية النقل.
وكشف اللواء الخشمان أنه سيتم نقل عشرة مصانع، إذ عقدت اللجنة المشكلة لهذا الغرض والمكونة من إمارة المنطقة الشرقية، الدفاع المدني، الأمانة، هيئة الأرصاد وحماية البيئة وهيئة المدن الصناعية.. عقدت اجتماعا في هذا الشأن وستتم عملية النقل إلى المنطقة الصناعية الثالثة، حيث تم الفراغ من 80 % من بنيتها الأساسية وسيتم إبلاغ المصانع العشرة بآلية النقل.
وعن آلية وطريقة ومعايير تحديد المصانع العشرة الخطرة ذكر مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية أن تصنيف خطورة المصانع يأتي بشكل علمي معروف ومحدد مثل نوعية المواد الكيمائية إن كانت سريعة الاشتعال أو ينتج عنها أبخرة سامة قاتلة وكمية المواد الكيمائية في المصنع وخواصها الفيزائية ودرجة تلويثها للتربة والمياه الجوفية والهواء وقد صنفتها اللجنة العلمية وفقا لمعايير دقيقة. وأضاف أن بعض المصانع عالية الخطورة تقدمت بطلب نقلها إلى خارج المنطقة الصناعية الثالثة وهناك من طلب نقل مصنعه إلى المدينة الصناعية في الجبيل وآخرون يرغبون في المدينة الصناعية الثانية، وليست لدينا مشكلة في عملية النقل إذا كانت لموقع لا يمثل أي خطورة للأحياء السكنية واللجنة المشرفة والمعنية بعملية نقل المصانع ذات الخطورة العالية منحت ملاك المصانع وقتا كافيا لترتيب أوضاعها في عملية النقل وأعتقد أن مدة 5 سنوات فترة كافية.
وحول المصانع الخطرة التي لا يشملها قرار النقل العاجل أوضح اللواء الخشمان أن هناك ترتيبات بنقل كل مصنع يثبت خطورته وهناك زيارات وجولات ميدانية مفاجئة تتم على مدار الساعة لمصانع يتم اختيارها وفي جولات الكشف على جوانب السلامة والاشتراطات التي يطلبها الدفاع المدني أو أي جهة يتم توقيع العقوبات النظامية على المخالفين.
وكشفت جولة «عكاظ» عن وقوع 16 حيا من أحياء مدينة الدمام تحت دائرة خطر المصانع العشرة عالية الخطورة وهي أحياء: عبدالله فؤاد، إسكان الدمام، الناصرية، الخالدية الأولى، الثانية، الخطوط الحديدية، الريان، حي الجامعيين، المريكبات، الروضة، مدينة العمال، حي الأمير محمد بن سعود، الحرس الوطني، الصفا، بترومين وحي النزهة.
حيث يؤكد المواطن محمد عبدالله أن سكان هذه الأحياء عايشوا من قبل حادث تسر غازات النتروجين والهيدروجين والايبوكسي من الأنبوب الرئيس في أحد المصانع بالمنطقة الصناعية الأولى في الدمام في 14/11/1432هـ، حيث تم إخلاء المنطقة المحيطة بالمصنع ومنع الدخول إليها، كما تم إخلاء المدارس في جميع الأحياء الستة عشر، وعاش الاهالي وقتها ساعات عصيبة حتى تمت السيطرة على الأوضاع ومحاصرة تسرب الغازات وبعد هذه الحادثة تم إقرار نقل المصانع الخطرة التي تمثل خطورة عالية على سكان الأحياء القريبة من المدينة الصناعية الاولى.
ارحلوا بعيدا عنا
ويروى كل من المواطنين علي الفدعاني ومحمد القحطاني أن المنطقة شهدت حادثا مماثلا سيطرت عليه فرق الدفاع المدني تمثل في تسرب غاز النشادر من أحد المصانع في المدينة الصناعية الاولى بالدمام، ولم يسفر الحادث عن خسائر في الأرواح، مشيرين إلى أن خطورة المصانع قد تختلف من مصنع لآخر بحسب نوعية المصنع وطبيعة إنتاجه وحسب ما تقوم به المصانع من أعمال صناعية. ويضيف المتحدثون: نحن ندرك أن هناك مصانع خطرة وأخرى خطورتها متوسطة وبعضها أقل والمأمول من اللجنة الحكومية المشكلة لنقل المصانع عالية الخطورة بعد الانتهاء من عملها في النقل العمل على إبعاد مصانع اخرى على مراحل حتى يضمن الناس تماما عدم تكرار أي تسرب للغازات عالية الخطورة أو متوسطة الخطورة، خصوصا أن عشرات المنازل تحيط بتلك المصانع في المدينة الأولى.
التسمم الحاد والموت
في المقابل يشير المواطن صالح محمد العقاري إلى أن مادة غاز الإيبوكسي التي تسربت من احد المصانع قبل عدة سنوات في الدمام تعد من الغازات الخطرة إذ تسبب تهيجات في العين والجلد و الجهاز التنفسي وتسبب نوعا من التحسس لدى مرضى الحساسية، وأقصى أنواع مخاطرها في «التسمم الحاد» وتتفاوت الحالات حسب القرب المكاني من مصدر التسرب، فكلما ابتعد الإنسان عنها قلت خطورته وآثاره، مشيرا إلى أن أبرز الغازات التي شهدت تسربا من مصانع المدينة الصناعية الأولى غاز «الإيبوكسي» وتستخدم مادتها في مجالات كثيرة مثل طلاء المواسير والخزانات ولها استخدامات أخرى، حيث يتم خلطها مع مواد عضوية أخرى لتتحول إلى مادة سريعة التجمد وتكمن خطورة هذه المادة كونها سائلة وتتفاعل مع ارتفاع درجة الحرارة أو ضغط المواد الأخرى المخلوطة معها.
يذكر أن مركز القيادة والسيطرة في مديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية تلقى في وقت سابق بلاغا عن حدوث تسرب غاز بالمدينة الصناعية الأولى. سجل جهاز الرصد (ITX)، جهاز يستخدم في قراءة الغازات السامة، وجود تسرب لغاز النشادر في أحد المصانع المقفلة بواسطة هيئة المدن منذ سنتين وسجلت القراءات وجود تسرب في المصنع بنسبة 70 % وخارج المصنع بنسبة 12 %، واتخذت فرقة التدخل في حوادث المواد الخطرة الإجراءات اللازمة للتعامل مع الموقف والسيطرة على التسرب ولم تحدث خسائر في الأرواح وتم تسليم الموقع وقتها إلى هيئة المدن الصناعية.
في المقابل أوضح لـ«عكاظ» المتحدث الرسمي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري حينها أن حادث المدينة الصناعية بالدمام خلف وفاة مقيم وإصابة مقيمين آخرين، وكانت فرقة تدخل في حوادث المواد الخطرة وفرقتا إطفاء وإنقاذ وصلت إلى الموقع وسارعت إلى إغلاق مصدر التسرب وتسليم موقع الحادث إلى شرطة محافظة بقيق للاختصاص.
لا رجعة عن قرار الـ5 سنوات
أكد مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني في المنطقة الشرقية اللواء عبدالله الخشمان لـ «عكاظ» أن التعليمات تقضي بسرعة نقل المصانع ذات الخطورة العالية بشكل فوري وعاجل من مواقعها الحالية في المنطقة الصناعية الأولى القريبة من مواقع التجمعات السكانية في الدمام، مشيرا إلى أن تحديد المصانع عالية الخطورة تم وفق معايير محددة وهناك عدد من ملاك المصانع طلبوا نقل مصانعهم إلى مواقع غير المدينة الصناعية الثالثة. مؤكدا بأنه لا رجعة في قرار نقل المصانع ذات الخطورة العالية ومنح الملاك فرصة كافية لعملية النقل.
وكشف اللواء الخشمان أنه سيتم نقل عشرة مصانع، إذ عقدت اللجنة المشكلة لهذا الغرض والمكونة من إمارة المنطقة الشرقية، الدفاع المدني، الأمانة، هيئة الأرصاد وحماية البيئة وهيئة المدن الصناعية.. عقدت اجتماعا في هذا الشأن وستتم عملية النقل إلى المنطقة الصناعية الثالثة، حيث تم الفراغ من 80 % من بنيتها الأساسية وسيتم إبلاغ المصانع العشرة بآلية النقل.
وعن آلية وطريقة ومعايير تحديد المصانع العشرة الخطرة ذكر مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية أن تصنيف خطورة المصانع يأتي بشكل علمي معروف ومحدد مثل نوعية المواد الكيمائية إن كانت سريعة الاشتعال أو ينتج عنها أبخرة سامة قاتلة وكمية المواد الكيمائية في المصنع وخواصها الفيزائية ودرجة تلويثها للتربة والمياه الجوفية والهواء وقد صنفتها اللجنة العلمية وفقا لمعايير دقيقة. وأضاف أن بعض المصانع عالية الخطورة تقدمت بطلب نقلها إلى خارج المنطقة الصناعية الثالثة وهناك من طلب نقل مصنعه إلى المدينة الصناعية في الجبيل وآخرون يرغبون في المدينة الصناعية الثانية، وليست لدينا مشكلة في عملية النقل إذا كانت لموقع لا يمثل أي خطورة للأحياء السكنية واللجنة المشرفة والمعنية بعملية نقل المصانع ذات الخطورة العالية منحت ملاك المصانع وقتا كافيا لترتيب أوضاعها في عملية النقل وأعتقد أن مدة 5 سنوات فترة كافية.
وحول المصانع الخطرة التي لا يشملها قرار النقل العاجل أوضح اللواء الخشمان أن هناك ترتيبات بنقل كل مصنع يثبت خطورته وهناك زيارات وجولات ميدانية مفاجئة تتم على مدار الساعة لمصانع يتم اختيارها وفي جولات الكشف على جوانب السلامة والاشتراطات التي يطلبها الدفاع المدني أو أي جهة يتم توقيع العقوبات النظامية على المخالفين.