-A +A
عبدالله القحطاني (أبها)
للهوايات تضحياتها ودفعياتها وغراماتها.. لن ينج أحد من هواة تظليل السيارات وتغيير ملامحها من قسائم المرور مهما تفننوا في التعديل والتظليل والتفنن في كل غريب ومثير.. أبطال التغييرات يدفعون مبالغ كبيرة نظير هواياتهم ولن تقف قسائم المرور عائقا أمام شغفهم كما يقولون.. وعلى خلاف ذلك اتجهت اهتمامات قلة من الشباب إلى علوم الحاسوب والتعامل مع فنون الكمبيوتر.

المرور بالمرصاد
المرور لا يتساهل، فالقانون فوق الهواية والتعليمات هنا واضحة: لا تظليل إلا بضوابط، ولا تعديل في هيكل السيارة ولونها وطبيعتها إلا بإذن رسمي من الجهة المختصة ومع ذلك يتفنن شبان في عسير في تجميل سياراتهم حتى تصبح مثل العروس في ليلة زفافها جمالا وألقا - قالها أحد الهواة - فالسيارة الأنيقة كثيفة بالإكسسوارات والهوائيات الطويلة ثم تهبيطها بأشكال مختلفة أو صبغها بألوان مختلفة وجاءت صرخة جديدة تمثلت في غمر السيارة بالشحم والرمل وكلها مستحضرات تباع في محلات زينة أو كوافير السيارات كما قال أحدهم ضاحكا.


مطلوب رعاة
محمد سعيد العسيري وعبدالله عمر الشهري شغوفان بهواية تركيب الجنوط العريضة والإكسسوارات والأغطية والمصابيح وشمعات الزنون.. والهدف نوع من التغيير وقتل الروتين والاستعراض.. ويقول الشهري إن مثل هذه التغييرات تمنح المركبة جمالا وأناقة ورومانسية ويحرص مع ذلك على متابعة كل جديد في عالم السيارات الرياضية مثل البورش والموستينق وللحاق بركب هذه المركبات غالية الثمن يعمد بعض الشبان إلى إجراء تعديلات جوهرية لتكون من مواصفات البورش والجاكوار وخلافها.
وهذا عبدالرحمن المسعودي يقول إن الشباب يدفعون مبالغ طائلة نظير هذه العمليات، ومعظم سيارات الشباب من الموديلات الجديدة وأحيانا العتيقة التي تخضع إلى تغييرات وزينة وتوليف المقدمة ودعمها بمصابيح ساطعة ومجهرة فتتحول القديمة إلى أخرى مغايرة وموائمة للعصر،
ويعترف المسعودي ورفاقه بتكبدهم خسائر كبيرة نظير القسائم التي يفرضها عليهم رجال المرور، إذ تعد عمليات التظليل والتهبيط والمصابيح الساطعة مخالفات صريحة، ولكن الأغرب -كما يقول المسعودي- أنها تباع في محلات الزينة دون مانع من أحد.
المنتديات والمواقع الإلكترونية من جهتها تحتفي بسيارات الشباب وهواياتهم الغريبة مثل التحجير وتم تخصيص مواقع لهذه الهوايات.. ويقترح الهواة على رعاية الشباب تنظيم بطولات ومنافسات رسمية لهم.

فأرة الحاسوب
على الجانب الآخر، يرى يحيى حسن أحمد ومسعود يحيى أحمد أن هواياتهما اتجهت إلى العولمة ووسائل الاتصال الحديث والإنترنت والتشبع بالمعلومات الإلكترونية، إذ يقضيان جل فراغهم أمام شاشة الكمبيوتر المحمول بحثا عن المعلومة والجديد بعيدا عن المنتديات الفارغة كثيفة المهاترات والشائعات.. ويزيد مسعود أن المحمول يرافقه في كل مكان، منزله وسيارته وحتى في طلعاته، فأصبح رفيق دربه في كل مكان رغم الأضرار الصحية المترتبه عليه من البقاء فترات طويلة أمام وميض الشاشة، أما عبدالله منيف فقد احترف إنشاء مواقع إلكترونية ويتقاضى مقابل ذلك مردودا ماديا مرضيا يعينه على قضاء احتياجاته وقد عرض خدماته على عدة جهات ويقول ضاحكا: لا أصحو إلا على فارة الحاسوب ولا أنام إلا وهي جانبي، أما محمد الشهراني وعبدالطيف القحطاني فهما شغوفان بالصورة الفوتغرافية للمشاهير.