-A +A
فارس القحطاني (الرياض)

أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي عن القبض على منفذي الاعتداء على قائد دورية أمن المنشأة جنوب الرياض والذي نتج عنه استشهاد قائدها.

وقال خلال المؤتمر الصحفي المنعقد أمس في نادي الضباط «هناك ترابط بين منفذ التفجير في قرية القديح والخلية الإرهابية والتي تم كشفها في أواخر شهر رجب الماضي ومن ضمنهم الخمسة الذين نفذوا عملية الاعتداء على دورية قائد دورية أمن المنشأة جنوب الرياض، وذلك من خلال إيواء أحد عناصر الخلية الإرهابية وهو عصام الداوود والذي تم استعادته عام 1430 في لبنان وكان له علاقة بقضية النهر البارد، وصدر بحقه حكم بالسجن لعامين». وأضاف اللواء التركي أن المؤتمر سيسلط الضوء على نتائج التحقيقات الجارية مع الخلية الإرهابية وكذلك الأهداف التي يسعى تنظيم داعش لتحقيقها في المملكة لإثارة الفوضى والتي تمثل جسرا له ولمن يقف وراءه للنيل من أمن المملكة، لافتا إلى أن جريمة القديح أكدت قوة تلاحم المجتمع السعودي وكذلك كشف الغايات التي يرغب في تنفيذها هذا التنظيم من خلال استهداف رجال الأمن والمواطنين.

ومن جانبه، بين العميد بسام عطية من مركز الاستراتيجيات الأمنية بوزارة الداخلية استراتيجية داعش في العمل داخل المملكة العربية السعودية وهي تقوم على تقسيم المملكة إلى خمسة قطاعات (الشمال، الجنوب، الشرقية، الغربية، الوسطى)، وله أهداف لوجستية وتدريبية ويعتمد على أبعاد جيوسياسية واقتصادية والكثافة السكانية والثروات، ويعتمدون في البدء على توزيع العناصر البشرية في المناطق ورصد المواقع ذات الأهمية وبالتالي توفير السلاح وتوزيعه والجانب المالي.

وأضاف: هناك أهداف آنية للتنظيم وتنقسم إلى ثلاثة أهداف تتضمن استهداف رجال الأمن والفتنة الطائفية واستهداف المقيمين، كما أن هناك أهدافا بعيدة المدى لتنظيم داعش تركز على أهداف عسكرية أمنية حيوية.

وأشار إلى أنه في جريمة الاعتداء على دورية أمن المنشأة في جنوب الرياض قسم العمل فيها على أعضاء الخلية حيث أوكل إطلاق النار إلى قائد الخلية «عبدالملك البعادي (20 عاما)»، فيما أوكلت مهمة قيادة المركبة إلى محمد الطويرش (19 سنة)، ومهمة المسح الميداني والأمني أوكل بها محمد الخميس (18 سنة)، ونفذ جريمة القتل محمد العصيمي (19 عاما)، وأوكل التنظيم مهمة تصوير الجريمة إلى عبدالله الشنيبر (19 عاما)، الذين تم ضبطهم خلال 48 ساعة. وذكر العميد بسام أن شقيق المتهم عبدالملك البعادي موقوف سابقا في قضية الاعتصامات وكانت لديه رغبة ملحة للذهاب إلى أماكن الصراع، كما أن شقيقه عبدالعزيز البعادي غادر إلى سوريا منذ 11 شهرا ظل خلالها يتواصل مع عبدالملك عن طريق شقيقهما عبدالعزيز بشأن الخروج لسوريا، كما تواصل عبدالملك مع شخصية مهمة ومطلوبة وهي شخصية حركية نطلق عليه اسم المطلوب والذي تم التعاطي معه في العديد من القضايا خلال أربعة أشهر وأخذ البيعة لزعيم التنظيم وإيصالها لزعيم التنظيم. وأضاف أن عبدالملك كلف باستهداف رجال الأمن ومن الناحية التكتيكية كلف كذلك بتشكيل خلية وعين قائدا لها وقام بتجنيد 23 شخصا خلال أشهر معدودة وأكثر هذه العناصر تربطهم قرابة أو زمالة مع عبدالملك لذلك أصبح التجنيد على مستوى أطر ضيقة، وأصبح التجنيد في داخل البيت والعائلة وهو الأمر الأخطر. وأبان عطية أن الأهداف السهلة التي حددتها الخلية تتمثل في استهداف رجال الأمن وفعلا تم تحديد منازل خمسة من رجال الأمن وحدد عدد من رجال الأمن المتحركين وتم إفشال هذه المخططات، والأقارب العسكريون لذوي عناصر الخلية يعتبرون أهدافا سهلة، وفعلا هناك من حدد ابن عم له ضابط وهناك من حدد عم له ضابط كاستهداف وتم إسقاط هذا التوجه، وكذلك استهداف الآباء والإخوان. وأضاف عطية أن محمد الطويرش حدد دورية أمن المنشأت قبل أسبوع من الحادث وكان يراها خلال تنزهه مع ذويه في المتنزهات، وقبل ثلاثة أيام من الحادث اتفق الشركاء المنفذون في تقسيم الأدوار، كان هناك اختلاف في تقسيم الأدوار وكان الأمر الذي اختلفوا فيه هو مهمة التصوير حيث كان في فكرهم القتل وجز الرقاب وسفك الدماء لا بأس به ولكن التصوير من يتحمل هذا الوزر الكبير، وهذا الاختلاف كاد أن يفشل المهمة. وأشار عطية إلى أن الإرهابيين وجهوا عشر طلقات على الشهيد الجندي ماجد الغامدي وثم حرق الجثة من خلال سكب الديزل وإشعال النار فيها والذي قام بهذا الدور محمد الطويرش وحرق الجثة هو بصمة لعمل داعش وتم إرسال هذا التصوير لداعش وزعمائهم، ورغم هذه الجريمة البشعة إلا أنه طاب لاثنين من منفذي العملية أن يتوجها لحضور حفل زفاف أحد أصدقائهم، ولايزال الطب الشرعي حتى هذه اللحظة يبحث عن سبب الوفاة هل هو الحرق أم إطلاق النار.