لا أدري أين يمكن العثور على مخرج سينمائي مختل عقليا كي يدمج بين ثلاث قصص، هي ــ في نظري ــ من عجائب الزمان وحدثت خلال أقل من أسبوع، الأولى منها لشاب مدمن على المخدرات قتل والدته ثم ذهب إلى العمرة وقبض عليه رجال الأمن أثناء الطواف!، والثانية لعدد من الإرهابيين قتلوا رجل أمن وحرقوا جثته ثم اختلفوا على من يقوم بتصوير العملية؛ لأن التصوير في نظرهم حرام!.. وبعد هذا الجدل الفقهي العجيب بساعتين ذهبوا لحضور حفل زفاف حفاظا على الواجبات الاجتماعية!. والثالثة قد لا تحتوي على جريمة قتل، ولكنها قد تضيف بعدا كوميديا على الفيلم، وهي لشاب مبتعث ينشر فيديوهات لنفسه وهو يقوم بتقبيل النساء الأجنبيات عنوة ثم يهرب، خرج علينا قبل أيام بتغريدات يهاجم فيها من ينتقدون هيئة الأمر بالمعروف ويؤكد أنهم يريدون نشر الرذيلة في المجتمع!.
تحيا الشيزوفرينيا.. والمجد لانفصام الشخصية.. أي تدين هذا الذي يخلو من الرحمة والصدق والإنسانية.. وكيف هي حرارة الإيمان أثناء الطواف بعد أن يقتل المؤمن أمه؟.. وأي إثم هذا الذي يحمله التصوير فيلوث طهارة المعتقد بعد قتل الإنسان وإحراق جثته.. وأي غيرة على الدين والحرمات تلك التي تنبع من القلب بعد اختطاف قبلة ماكرة من أمرأة تسير في دربها؟!.
ما أفهمه.. أن الدين ــ أي دين ــ هو مبادئ ثابتة وموقف من الحياة وضمير حي، ولا قيمة للتدين إذا كان الشكل فوق الموضوع، ولا أثر له في قلب المؤمن إذا كانت القشرة أهم من الجوهر، والإسلام هو دين الحق والله ــ سبحانه وتعالى ــ يرى العبد في كل حالاته، وليس ثمة جريمة أشد بشاعة من قتل إنسان غافل وحرق جثته إلا جريمة قتل الأم.. فأي عقل هذا الذي يحرم تصوير جثة تحترق بعد أن زين وحلل عملية حرقها وقتلها، وأي صدق مع النفس ذاك الذي يبيح لصاحبه الاعتداء على النساء في الخارج والضغط عليهن في الداخل كي لا تنتشر الرذائل!.
ليس ثمة شبه بين الحالات الثلاث.. ففي الأولى كان المجرم مدمنا للمخدرات.. وفي الثانية كان المجرمون مجموعة من الإرهابيين المجانين.. وفي الحالة الثالثة كان الفاعل مبتعثا منفلتا سلوكيا.. العامل المشترك الوحيد يكمن في إقحام الدين في اللحظة الخطأ.. فيرتكب المسلم المحرمات الواضحة والجرائم الفادحة التي لا تخفى على أي إنسان من أي دين، ثم يتشبث بحبال الدين في مسألة صغيرة جدا ليس ملزما بها ويرى أنها نهاية العالم.. هذا هو الخطر الحقيقي على الدين.. تفريغه من محتواه، واعتبار الصدق والرحمة والاحتكام إلى المنطق مسائل هامشية!.. إنه تدين الهوامش الذي يمكن أن يعيدنا بسهوله إلى الجاهلية!.
تحيا الشيزوفرينيا.. والمجد لانفصام الشخصية.. أي تدين هذا الذي يخلو من الرحمة والصدق والإنسانية.. وكيف هي حرارة الإيمان أثناء الطواف بعد أن يقتل المؤمن أمه؟.. وأي إثم هذا الذي يحمله التصوير فيلوث طهارة المعتقد بعد قتل الإنسان وإحراق جثته.. وأي غيرة على الدين والحرمات تلك التي تنبع من القلب بعد اختطاف قبلة ماكرة من أمرأة تسير في دربها؟!.
ما أفهمه.. أن الدين ــ أي دين ــ هو مبادئ ثابتة وموقف من الحياة وضمير حي، ولا قيمة للتدين إذا كان الشكل فوق الموضوع، ولا أثر له في قلب المؤمن إذا كانت القشرة أهم من الجوهر، والإسلام هو دين الحق والله ــ سبحانه وتعالى ــ يرى العبد في كل حالاته، وليس ثمة جريمة أشد بشاعة من قتل إنسان غافل وحرق جثته إلا جريمة قتل الأم.. فأي عقل هذا الذي يحرم تصوير جثة تحترق بعد أن زين وحلل عملية حرقها وقتلها، وأي صدق مع النفس ذاك الذي يبيح لصاحبه الاعتداء على النساء في الخارج والضغط عليهن في الداخل كي لا تنتشر الرذائل!.
ليس ثمة شبه بين الحالات الثلاث.. ففي الأولى كان المجرم مدمنا للمخدرات.. وفي الثانية كان المجرمون مجموعة من الإرهابيين المجانين.. وفي الحالة الثالثة كان الفاعل مبتعثا منفلتا سلوكيا.. العامل المشترك الوحيد يكمن في إقحام الدين في اللحظة الخطأ.. فيرتكب المسلم المحرمات الواضحة والجرائم الفادحة التي لا تخفى على أي إنسان من أي دين، ثم يتشبث بحبال الدين في مسألة صغيرة جدا ليس ملزما بها ويرى أنها نهاية العالم.. هذا هو الخطر الحقيقي على الدين.. تفريغه من محتواه، واعتبار الصدق والرحمة والاحتكام إلى المنطق مسائل هامشية!.. إنه تدين الهوامش الذي يمكن أن يعيدنا بسهوله إلى الجاهلية!.