نسمع كثيرا عن تحديات صناعة النقل الجوي، والخسائر التي ترمي بظلالها على الشركات الناقلة في كل أصقاع العالم، وتراجع الأداء في أغلبها، وانهيارات وخسائر بالمليارات، إلا أن الصناعة متماسكة والعقود لدى البعض طويلة الأجل، والمنافسة على أشدها في جذب العملاء.
المسافر لبعض دول الجوار يلمس بالتأكيد حركة مطاراتها بأنها غير اعتيادية، والسبب في ذلك هو تحويلها إلى محطات لتجميع المسافرين من البلدان المجاورة لهم، والاستثمار هنا مضاعف في ركاب الترانزيت، إذ يستفاد منهم في تشغيل الأسواق الحرة في تلك المطارات من جانب، وتشغيل الطائرات من جانب آخر.
قبل عشرة أعوام مضت، أردت السفر إلى العاصمة اليابانية، ولأن ناقلنا الوطني لا يطير إلى طوكيو ــ آنذاك، قررت البحث عن شركة طيران لأتمكن من خلالها السفر لوجهتي المطلوبة، فوجدت خطوط طيران في دولة مجاورة، تسير رحلاتها بانتظام دون النظر إلى موسم الصيف أو شحن البضائع، وفي مطار تلك الدولة تم تغيير الطائرة التي أقلتنا من جدة إلى أخرى من طراز مختلف وبسعة مقعدية كبيرة، كون الرحلة إلى أوساكا تستغرق قرابة 10 ساعات، وكانت الرفاهية تفوق الوصف، إذ يشعر ركاب الدرجة الأولى بخصوصية وتدليل «دلع غير عادي» ، فضلا عن ثلاجة أمامه وطاولة بها كل ما لذ وطاب من الفواكه والمكسرات والشوكولاتة، والعبرة ليست هنا؛ فهذه المطارات كانت صغيرة ولا تستوعب صالاتها ومدرجاتها الطائرات بأعداد كبيرة، لكنها غيرت استراتيجياتها وباتت اليوم تنافس على المراكز الأولى في العالم، من حيث السعة والنقل، وأصبح لديها أضخم عقود تصنيع في شركات الطائرات وتفوقت في زيادة المرونة التشغيلية خلال أوقات الذروة في الحركة الجوية.
ليس صحيحا ما يتردد حول تراجع الحركة التشغيلية، ولا أقول هذا الكلام جزافا، إذ إن التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) ذكر فيه أن حوالي 40 مليار دولار هي قيمة المشاريع التي يتم استثمارها في البنية التحتية لتوسعة وإنشاء مطارات جديدة، وتتوقع منظمة (إياتا) أن يصل مجموع أعداد الركاب في منطقة الخليج أو العابرين عبر مطاراتها إلى 3.91 مليار راكب.
ولماذا اختارت «إياتا» المنطقة دون غيرها، يعود ذلك لعدة معطيات، منها موقع دول الخليج الاستراتيجي، الطلب المتزايد على الرحلات في المنطقة، ووجود العديد من المطارات الدولية التي تعتمد على ركاب الترانزيت من الرحلات طويلة المدى، والتي تمثل سوقا خصبا وواعدا لشركات الطيران، مما جعل اهتمام دول المنطقة يتزايد لضخ استثمارات إضافية في هذا القطاع الحيوي.
أمام هذا التقرير، أليس من الأجدر بناقلنا الوطني الوحيد أن يتأهب لدخول غمار المنافسة بالتعاقد لشراء طائرات عملاقة، والتخلص من استئجار الطائرات ومعاناة الانتظار وزحام المطارات وزيادة السعة المقعدية في ظل الطلب المتزايد؟
وفي الجانب الأهم البحث عن الأسواق ذات الربحية المناسبة التي تغطي التكاليف، ومن ثم تحقيق الرفاهية للركاب ممن تسمونهم العملاء، وصولا إلى شعار الخطوط السعودية الذي تبدل حاله من «نعتز بخدمتك» إلى «أهلا بك في عالمك»؟.
المسافر لبعض دول الجوار يلمس بالتأكيد حركة مطاراتها بأنها غير اعتيادية، والسبب في ذلك هو تحويلها إلى محطات لتجميع المسافرين من البلدان المجاورة لهم، والاستثمار هنا مضاعف في ركاب الترانزيت، إذ يستفاد منهم في تشغيل الأسواق الحرة في تلك المطارات من جانب، وتشغيل الطائرات من جانب آخر.
قبل عشرة أعوام مضت، أردت السفر إلى العاصمة اليابانية، ولأن ناقلنا الوطني لا يطير إلى طوكيو ــ آنذاك، قررت البحث عن شركة طيران لأتمكن من خلالها السفر لوجهتي المطلوبة، فوجدت خطوط طيران في دولة مجاورة، تسير رحلاتها بانتظام دون النظر إلى موسم الصيف أو شحن البضائع، وفي مطار تلك الدولة تم تغيير الطائرة التي أقلتنا من جدة إلى أخرى من طراز مختلف وبسعة مقعدية كبيرة، كون الرحلة إلى أوساكا تستغرق قرابة 10 ساعات، وكانت الرفاهية تفوق الوصف، إذ يشعر ركاب الدرجة الأولى بخصوصية وتدليل «دلع غير عادي» ، فضلا عن ثلاجة أمامه وطاولة بها كل ما لذ وطاب من الفواكه والمكسرات والشوكولاتة، والعبرة ليست هنا؛ فهذه المطارات كانت صغيرة ولا تستوعب صالاتها ومدرجاتها الطائرات بأعداد كبيرة، لكنها غيرت استراتيجياتها وباتت اليوم تنافس على المراكز الأولى في العالم، من حيث السعة والنقل، وأصبح لديها أضخم عقود تصنيع في شركات الطائرات وتفوقت في زيادة المرونة التشغيلية خلال أوقات الذروة في الحركة الجوية.
ليس صحيحا ما يتردد حول تراجع الحركة التشغيلية، ولا أقول هذا الكلام جزافا، إذ إن التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) ذكر فيه أن حوالي 40 مليار دولار هي قيمة المشاريع التي يتم استثمارها في البنية التحتية لتوسعة وإنشاء مطارات جديدة، وتتوقع منظمة (إياتا) أن يصل مجموع أعداد الركاب في منطقة الخليج أو العابرين عبر مطاراتها إلى 3.91 مليار راكب.
ولماذا اختارت «إياتا» المنطقة دون غيرها، يعود ذلك لعدة معطيات، منها موقع دول الخليج الاستراتيجي، الطلب المتزايد على الرحلات في المنطقة، ووجود العديد من المطارات الدولية التي تعتمد على ركاب الترانزيت من الرحلات طويلة المدى، والتي تمثل سوقا خصبا وواعدا لشركات الطيران، مما جعل اهتمام دول المنطقة يتزايد لضخ استثمارات إضافية في هذا القطاع الحيوي.
أمام هذا التقرير، أليس من الأجدر بناقلنا الوطني الوحيد أن يتأهب لدخول غمار المنافسة بالتعاقد لشراء طائرات عملاقة، والتخلص من استئجار الطائرات ومعاناة الانتظار وزحام المطارات وزيادة السعة المقعدية في ظل الطلب المتزايد؟
وفي الجانب الأهم البحث عن الأسواق ذات الربحية المناسبة التي تغطي التكاليف، ومن ثم تحقيق الرفاهية للركاب ممن تسمونهم العملاء، وصولا إلى شعار الخطوط السعودية الذي تبدل حاله من «نعتز بخدمتك» إلى «أهلا بك في عالمك»؟.