-A +A
عبدالله دحلان
إن ما تعبر عنه حكومة بلادنا تجاه بعض القضايا المحلية والدولية هو في الحقيقة تعبير عن إرادة شعبها. فهي الممثل له في جميع القضايا. وعندما تعلن القيادة السعودية عن استنكارها لجرائم الإرهابيين من قتل الأبرياء من المسلمين والتعدي على حرمة بيوت الله وترويـع الأهالي أطفالا ونساء وشيوخا تعبر القيادة عن استنكار شعبها وسكانها وتعبر عن رأيهم ومشاعرهم. ويشارك مع القيادة بالاستنكار جميع فئات المجتمع كل بطريقته وبأسلوبه، ويبرز الكتاب ورجال الإعلام من خلال وسائل الإعلام بمختلف أنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية ويمثلون المثقفين ورجال الأدب والعلم والمال والأعمال ويستنكر العلماء ورجال الدين كل فعل إجرامي يستهدف المسلمين. ويحرص رجال الأعمال على التعبير عن استنكارهم حتى لو لم تتبنى غرفهم التجارية حملات استنكار معلنة للإرهاب والأعمال الإرهابية، إلا أنهم والقائمين على غرفهم ومجالس غرفهم يقفون صفا واحدا مع قيادتهم لمحاربة الإرهاب والإرهابيين، ونقف جميعا كرجال أعمال وبكل الإمكانيات سدا منيعا أمام الإرهابيين المستهدفين أمن وسلامة بلادنا وشعبنا وسكان هذا الوطن. فالوطن للجميع وشعب هذا الوطن بمختلف مناطقه ومذاهبه وطبقاته يقف متحدا أمام كل من يتعدى على النفس البشرية وحرمة بيوت الله وحرمة الأبريـاء. إن من يعتقد أن اختلاف المذاهب والجذور والأصول هو أسباب الإرهاب يكون مخطئا ومتعسفا تجاه هذا الوطن. فبلادنا ذات شعوب وقبائل متعددة المذاهب واللهجات والعادات والتقاليد عشنا وتربينا وترعرعنا في المائة عام الماضية يجمعنا دين واحد وقيادة واحدة وسط وطن جمع شمله رغم مساحته الشاسعة وآخى بين مواطنيه مؤسس هذه الدولة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. فالتعايش السلمي بين مواطني هذه الدولة كان منذ التأسيس. ولن ننسى قبل أكثر من نصف قرن في مكة المكرمة المجتمع الذي جمع المسلمين من جميع أنحاء العالم بمختلف مذاهبهم وأجناسهم وألوانهم وجمع أبناء الوطن من جميع المناطق سنة وشيعة عشنا في ظل قيادتنا إخوانا وجيرانا وزملاء وأصدقاء وأرحاما ولم نشعر يوما بالتفرقة العنصرية أو المذهبية. وكذلك الحال في بقية أنحاء المملكة. وإن ما نراه ونسمعه اليوم من أعمال إجرامية إرهابية من بعض الخارجين هي ظواهر دخيلة لا تستهدف فئة من دون الأخرى، أي أنها ليس ضد أبنائنا وإخواننا من الشيعة وإنما هي ضد وحدة الوطن وتماسكه وقوته وهي تهدف إلى إثارة الفتنة بين السنة والشيعة والاثنان هما المستهدفان وذلك لخدمة توجهات خارجية تعمل على تجنيد الأبرياء من الأطفال والمعتوهين والمضطربين عقليا ومن الجهلة تجنيدهم للقيام بهذه الأعمال الإرهابية لإثارة شرارة الفتنة ولن يكون لهم هذا إذا تماسكنا وتعاضدنا سنة وشيعة حتى وإن كانت التضحيات كبيرة وأضرارها جسيمة من جراء هذه الأعمال الإرهابية إلا أن الحرب ضد الإرهاب يخلف ضحايا وحروبا ولكنها ستوقف نزيف الهدم والتخريب يوما من الأيام. مؤكدا أن الألم ليس ألم أهالي الأبرياء من إخواننا الشيعة في القطيف فقط وإنما نشاطرهم الألم والحزن في كل أنحاء المملكة. متمنيا أن تتحول آلامنا إلى قوى في التماسك والتعاضد ضد من يستهدف أبناء وطننا في كل مكان وعلى أي مذهب ونقف صفا قويا خلف قيادتنا في محاربة الإرهاب. فالوطن وطننا جميعا وإن كان الوطن غاليا علينا فالمواطنون أغلى.
وهي مشاعر لدى الجميع وأخص منهم رجال الأعمال الذين يحرصون كل الحرص على وحدة هذا الوطن والدفاع عن أمنه وسلامته ويشاركون أهالي الأبرياء الحزن والأسى ويتضامنون مع جميع الجهود التي تهدف إلى محاربة الإرهاب والحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن. لأن الحفاظ على أمن واستقرار الوطن سيضمن سلامة الأرواح وسلامة الأموال ومن يتهاون من القطاع الخاص في قضية محاربة الإرهاب بكل الوسائل فإن الحرارة ستلامسه في ماله والمال سوي الروح كما يقال..