من أخطر العادات أو (الآفات) التي ابتليت بها البشرية هي: اكتشافهم أو اختراعهم لتعاطي شرب (الدخان) بجميع وسائله سواء كانت السيجارة أو السيجار أو الغليون أو الشيشة أو المعسل أو الشمة أو (الجوزة) التي هي أدهى وأمر مما سبق، وقبل هذه البلوى التي نكبت بها الكرة الأرضية عاشت الشعوب قرونا وقرونا دون أن تفتقده أو حتى تحس بوجوده، وها هي الآن تكافحه بشتى الوسائل في معركة ضارية تكلفها الكثير والكثير مالا وأرواحا.
والذي دفعني اليوم إلى الكتابة عن هذا الموضوع هو ما قرأته من أنه تم إغلاق مقهيين يقدمان لزبائنهما (الشيشة)، وتم ذلك بموجب قانون المضايقة والسلوك المناوئ للمجتمع، بعد أن تلقى مجلس (ويستمنستر) في العاصمة البريطانية سلسلة من الشكاوي من السكان.
المقهيان المذكوران هما مقهى (بالم) ومقهى (مون لايت). وقد استقطب المقهيان عددا كبيرا من شكاوي السكان، شملت الضوضاء العالية في ساعات الصباح الباكر، وتسلل الدخان إلى العقارات المجاورة، مما دفع بقاطني الجوار إلى إعادة ترتيب أو تغيير مواقع غرف النوم في عقاراتهم.
وأنني على يقين وأراهن (بقطع ذراعي) أن ما لا يقل عن (90 %) من زبائنهما هم من العرب السياح أو من العرب المقيمين العاطلين عن العمل، فليس هناك من يسهر بصخب إلى ساعات الصباح غيرهم، أو من بعض المدمنين من الجنسيات الأخرى.
ولي موقف غير طريف مع إحدى النساء المدخنات، وذلك عندما كنت خارجا من (مطعم - مقهى) ومررت بجانب طاولتها التي كانت تجلس أمامها وحيدة، وهناك احتمال أنها كانت تنتظر بعض (صويحباتها)، كانت تدخن (المعسل) من تحت البرقع، ولفت نظري سحابة الدخان التي كانت تلفها من كل جانب، إذ أنها تنفثه من تحت البرقع، فيخرج من خلال القماش من الأمام ومن الأجناب ويصعد جميعه إلى الأعلى من خلال طرحتها التي فوق رأسها، في منظر (كرتوني) عجيب، ولا أدري كيف أنها لم تختنق؟!
وعندما حاذيتها قلت لها بصوت خافت ناصحا إياها دون أن أتوقف: انتبهي على حالك لا تولعي وتنحرقي، فما كان منها إلا أن تمطرني بأقذع الألفاظ التي يعاقب عليها القانون، والمشكلة أنها قالتها بدون خجل وبصوت مرتفع، مما لفت الأنظار من حولي، فما كان من المشرف على المكان إلا أن يستوقفني معاتبا.
وأنني أنصح كل امرأة تريد أن (تعسل) دون أن تترك النقاب: فعليها أن تفتح (كوة) - أي تفتح دائرة صغيرة في البرقع أمام فمها مباشرة ومنها تدخل (اللي) - أو (بربيش) الشيشة، فتشفط منه شفطة، ثم تتركه وتنفث الدخان للخارج بفمها من خلال الفتحة مثلما هو حاصل في مداخن المصانع - (ويا دار ما دخلك شر) -، وذلك من أجل الحفاظ على صحتها بأكبر قدر ممكن.
ورحم الله الشاعر الشعبي عندما قال: لا تشرب (التتن) يا المملوح / يخرب ثناياك يا الغالي - و(التتن) باللهجة الدارجة هو التبغ أو التنباك، و(الثنايا) هي الأسنان الأمامية التي تجعل الضحكة (مغناطيسية).
والذي دفعني اليوم إلى الكتابة عن هذا الموضوع هو ما قرأته من أنه تم إغلاق مقهيين يقدمان لزبائنهما (الشيشة)، وتم ذلك بموجب قانون المضايقة والسلوك المناوئ للمجتمع، بعد أن تلقى مجلس (ويستمنستر) في العاصمة البريطانية سلسلة من الشكاوي من السكان.
المقهيان المذكوران هما مقهى (بالم) ومقهى (مون لايت). وقد استقطب المقهيان عددا كبيرا من شكاوي السكان، شملت الضوضاء العالية في ساعات الصباح الباكر، وتسلل الدخان إلى العقارات المجاورة، مما دفع بقاطني الجوار إلى إعادة ترتيب أو تغيير مواقع غرف النوم في عقاراتهم.
وأنني على يقين وأراهن (بقطع ذراعي) أن ما لا يقل عن (90 %) من زبائنهما هم من العرب السياح أو من العرب المقيمين العاطلين عن العمل، فليس هناك من يسهر بصخب إلى ساعات الصباح غيرهم، أو من بعض المدمنين من الجنسيات الأخرى.
ولي موقف غير طريف مع إحدى النساء المدخنات، وذلك عندما كنت خارجا من (مطعم - مقهى) ومررت بجانب طاولتها التي كانت تجلس أمامها وحيدة، وهناك احتمال أنها كانت تنتظر بعض (صويحباتها)، كانت تدخن (المعسل) من تحت البرقع، ولفت نظري سحابة الدخان التي كانت تلفها من كل جانب، إذ أنها تنفثه من تحت البرقع، فيخرج من خلال القماش من الأمام ومن الأجناب ويصعد جميعه إلى الأعلى من خلال طرحتها التي فوق رأسها، في منظر (كرتوني) عجيب، ولا أدري كيف أنها لم تختنق؟!
وعندما حاذيتها قلت لها بصوت خافت ناصحا إياها دون أن أتوقف: انتبهي على حالك لا تولعي وتنحرقي، فما كان منها إلا أن تمطرني بأقذع الألفاظ التي يعاقب عليها القانون، والمشكلة أنها قالتها بدون خجل وبصوت مرتفع، مما لفت الأنظار من حولي، فما كان من المشرف على المكان إلا أن يستوقفني معاتبا.
وأنني أنصح كل امرأة تريد أن (تعسل) دون أن تترك النقاب: فعليها أن تفتح (كوة) - أي تفتح دائرة صغيرة في البرقع أمام فمها مباشرة ومنها تدخل (اللي) - أو (بربيش) الشيشة، فتشفط منه شفطة، ثم تتركه وتنفث الدخان للخارج بفمها من خلال الفتحة مثلما هو حاصل في مداخن المصانع - (ويا دار ما دخلك شر) -، وذلك من أجل الحفاظ على صحتها بأكبر قدر ممكن.
ورحم الله الشاعر الشعبي عندما قال: لا تشرب (التتن) يا المملوح / يخرب ثناياك يا الغالي - و(التتن) باللهجة الدارجة هو التبغ أو التنباك، و(الثنايا) هي الأسنان الأمامية التي تجعل الضحكة (مغناطيسية).