لم تكن الرصاصات الخمس التي أزهقت روح الفتاة الثلاثينية في مقر عملها بجدة، على يد شقيقها منذ أيام، سوى تتويج لرصاصات معنوية تعود أشقاء تلك الفتاة على إطلاقها عليها دون أن يجدوا رادعا يحول بينهم وبين ممارساتهم ضد شقيقتهم، التي لا ذنب لها سوى انعدام ما يحول بينهم وبين ظلمها، من رادع ديني أو وازع أخلاقي أو مانع نظامي، فتفننوا في تعنيفها وإنزال الأذى بها، ثم تبرع أحدهم بإطلاق خمس رصاصات عليها، وكأنما هو يطلق عليها رصاصات الرحمة التي أسدلت الستار على حياتها ووضعت حدا لمعاناتها.
وذلك يعني أن حادثة القتل تلك لم تكن حادثة عارضة ومفاجئة، فالأخوة لم يتناولوا العشاء مع أختهم ثم تمنوا لها نوما هانئا وأحلاما سعيدة ثم جن جنون أحدهم أو مشى في الليل نائما وأطلق عليها الرصاصات القاتلة، حادثة القتل تلك جاءت خاتمة لمسرحية تعددت فصولها وتوالت كي تكون نتيجة متوقعة لكل ما سبقها، وكان بالإمكان التدخل بحزم وعزم لإيقاف تلك المسرحية السوداء والحيلولة دون النهاية الأشد سوادا التي انتهت إليها.
بدأت فصول المسرحية بعضل إخوة تلك الفتاة والحيلولة دون زواجها ممن تقدم للزواج منها رغم موافقة والدها، مما اضطرها لتقديم شكوى استبق فيها أحد الإخوة قرار القضاء بأن أنهى الخلاف مع شقيقته بالرصاص انطلاقا من شعوره أنه هو ولي أمر الفتاة، والقاضي الذي نظر قضيتها، ومنفذ الحكم بالقتل الذي يرى أنها تستحقه لمجرد أنها ترغب بالزواج من رجل وافق والدها على زواجها منه.
بين العضل والقتل توالت الجرائم التي ارتكبها أولئك الإخوة ضد شقيقتهم من خطف وحبس وتعنيف وترويع، وكان تدخل الجهات المسؤولة ــ وقد كانت متابعة ومطلعة على كل تلك الممارسات ــ كفيلا بإنقاذ تلك الفتاة، كان التدخل الحازم وردع أولئك الإخوة ووضع حد لممارساتهم جديرا بأن لا تنتهي تلك الممارسات بالقتل الذي أنهى حياتها، والتدخل الحازم لا يعني التوقف عند حدود ما قامت به الرعاية الاجتماعية من استضافة لها، إذ لم يكن للرعاية الاجتماعية أي هيبة تكفل الحيلولة دون الجريمة، وحسبنا دليلا على ذلك تعرض الشقيق القاتل لسيارة الرعاية الاجتماعية ومحاولة خطفها منها قبل حادثة القتل بيومين.
أزهقت روح تلك الفتاة في خاتمة الأمر على يد شقيقها، غير أن اعتباره القاتل الوحيد لها مسألة فيها نظر، ذلك أن المجتمع الذي لم يردع أولئك الأشقاء وعجز عن توفير حماية لها أمر لا يخلو من مشاركته في جريمة قتلها.
suraihi@gmail.com
وذلك يعني أن حادثة القتل تلك لم تكن حادثة عارضة ومفاجئة، فالأخوة لم يتناولوا العشاء مع أختهم ثم تمنوا لها نوما هانئا وأحلاما سعيدة ثم جن جنون أحدهم أو مشى في الليل نائما وأطلق عليها الرصاصات القاتلة، حادثة القتل تلك جاءت خاتمة لمسرحية تعددت فصولها وتوالت كي تكون نتيجة متوقعة لكل ما سبقها، وكان بالإمكان التدخل بحزم وعزم لإيقاف تلك المسرحية السوداء والحيلولة دون النهاية الأشد سوادا التي انتهت إليها.
بدأت فصول المسرحية بعضل إخوة تلك الفتاة والحيلولة دون زواجها ممن تقدم للزواج منها رغم موافقة والدها، مما اضطرها لتقديم شكوى استبق فيها أحد الإخوة قرار القضاء بأن أنهى الخلاف مع شقيقته بالرصاص انطلاقا من شعوره أنه هو ولي أمر الفتاة، والقاضي الذي نظر قضيتها، ومنفذ الحكم بالقتل الذي يرى أنها تستحقه لمجرد أنها ترغب بالزواج من رجل وافق والدها على زواجها منه.
بين العضل والقتل توالت الجرائم التي ارتكبها أولئك الإخوة ضد شقيقتهم من خطف وحبس وتعنيف وترويع، وكان تدخل الجهات المسؤولة ــ وقد كانت متابعة ومطلعة على كل تلك الممارسات ــ كفيلا بإنقاذ تلك الفتاة، كان التدخل الحازم وردع أولئك الإخوة ووضع حد لممارساتهم جديرا بأن لا تنتهي تلك الممارسات بالقتل الذي أنهى حياتها، والتدخل الحازم لا يعني التوقف عند حدود ما قامت به الرعاية الاجتماعية من استضافة لها، إذ لم يكن للرعاية الاجتماعية أي هيبة تكفل الحيلولة دون الجريمة، وحسبنا دليلا على ذلك تعرض الشقيق القاتل لسيارة الرعاية الاجتماعية ومحاولة خطفها منها قبل حادثة القتل بيومين.
أزهقت روح تلك الفتاة في خاتمة الأمر على يد شقيقها، غير أن اعتباره القاتل الوحيد لها مسألة فيها نظر، ذلك أن المجتمع الذي لم يردع أولئك الأشقاء وعجز عن توفير حماية لها أمر لا يخلو من مشاركته في جريمة قتلها.
suraihi@gmail.com