-A +A
حسين الشريف
• ثمة موضوعات تستوجب الوقوف أمامها وبحثها لعلنا نخرج بفائدة تنعكس إيجابيا على ما نقوم به من عمل يسهم في تطوير مجتمعنا الرياضي.
• لقد تابعنا التداعيات التي صاحبت المقاطع التصويرية لتصرفات بعض اللاعبين سواء في المباراة النهائية التي جمعت الهلال والنصر أو خلافها مما يجعلنا نأسف جدا على روحنا الرياضية التي لم تعد قادرة على إسعافنا بما هو جميل كما أنها لم تعد قادرة على إحداث تغيير في سلوكنا الرياضي.

• فمنذ أن ظهرت المقاطع الرياضية على الساحة ونحن على موعد كل يوم بمقطع للاعب أو مسؤول وكل لحظة نرصد تعليقا ساخرا وأصبحنا منشغلين بمثل هذه الأمور وكأنه لا يوجد لدينا أي عمل أو دور من الممكن أن نقوم به تجاه رياضتنا إلا متابعة اليوتيوب وما يحتويه من مقاطع لنجوم الرياضة الذين تحولوا بقدرة قادر إلى نجوم أفلام أكشن، بعدما فقدوا قدرتهم على إحداث الفوارق الفنية لمنتخباتنا الرياضية على الصعيد الخارجي.
والأدهى والأمر أننا أصبحنا نجد متعة المشاركة في هذا العبث من خلال إرسال هذه المقاطع بيننا كنوع من «الطقطقة» أو النكتة في مشهد مشين يحسب علينا نحن كمهتمين بالرياضة في المقام الأول قبل غيرنا على طريقة شاهد ما شاف حاجة.
• المؤسف جدا أن هناك من يطالب اتحاد الكرة ممثلا في لجنة الانضباط بملاحقة تلك المقاطع في كل مكان لمحاسبتهم، كل حسب ميوله ومصالح ناديه، بل الأمر ذهب إلى أبعد من ذلك بمطالبة اتحاد الكرة برصد كل السيناريوهات التي يتم التقاطها ويتم تسجيلها في أي منطقة في العالم دون أن يكون للمجتمع الرياضي دور لمحاربتها لأن هذا ولا شك مدلول واضح إلى أي مستوى وصلنا إليه من الفراغ الذهني والفني والحال الذي وصلت إليه الرياضة في المملكة، ولا يخفى عليكم أننا أصبحنا نترقب ونرصد مثل هذه المخرجات السلبية التي لم تزد مسيرتنا الرياضية إلا هوانا وضعفا داخل الملعب وخارجه في الوقت الذي كان ينبغى العمل على محاربتها حتى لا تفقد الرياضة قيمتها.
• وطالما تحدثنا عن اتحاد الكرة فإنني أرى أنه وفق في وضع حد لمثل هذه المهازل بالبيان الذي أصدره أمس الأول عندما وضع ضوابط واضحة وصريحة للتعامل مع مثل هذا الأمر، لا سيما أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أبدت مشكورة تعاونها في سبيل القضاء على مثل هذه المنغصات ويجب علينا دعم هذا التوجه ومساندته ومساعدة المسؤولين في ذلك، حتى وإن كان هناك بعض القرارات السابقة التي بنيت على مقاطع تصوير، إلا أننا يجب أن نتحمل بهدف الصالح العام لأننا إذا لم نتعاون ونضع أيدينا مع اتحاد الكرة وذهب كل طرف منا يبحث عن أخطاء الآخرين وكل واحد فينا يقول كيف تعاقبني ولم تعاقب غيري ويستدلل على موضوعات سابقة، فإننا لن نخلص من هذا الموضوع بل سنجد أنفسنا في متاهات تقودنا تدريجيا إلى منزلق يصعب الخروج منه، فالتعاون مطلب وطني حتى نستطيع الارتقاء بأخلاقياتنا وأنظمتنا لما فيه فائدة للصالح العام.. وكل عام وأنتم بخير.