كلنا نعرف أن (القافية) في الشعر كثيراً ما تضع الشعراء في بعض المواقف المضحكة حيث يأتون بغرائب الألفاظ التي تذهب بالمعنى.. بل تمسخه وتحوله إلى مفارقة أو مهزلة محزنة.. أو مضحكة.. سيّان!!
وفي يقيني أن الشاعر المتمكن صاحب الثروة اللغوية الواسعة لا يمكن أن يقع في مثل هذه المفارقات حيث له من موهبته الشعرية.. ثم ثروته اللغوية ما يُبعده عن استخدام الكلمة القلقة في سياقها حتى ولو كانت قافية صارمة!!
* * *
وما أكثر الطرائف من هذا النوع عند بعض الشعراء في القديم والحديث، وغالباً ما تكون هذه الطرائف أو المفارقات عند (النظّامين) بصفة خاصة حيث يرصفون الكلمات رصفاً بحيث تنتهي بكلمة مناسبة للقافية بصرف النظر عن مدى الارتباط بالسياق!!
وهذا ونحوه مما يحتجّ به بعض دعاة التحرر من القافية غير أن ذلك حجة عليهم لا لهم حيث يعلنون بذلك عجزهم اللغوي، وعدم سعة المفردات لديهم!!
ولكن هذه مسألة أخرى لسنا الآن بصددها.. بل خطر كل ذلك على بالي بعد أن قرأت قصيدة موزونة مقفاة يبدو على صاحبها فقره اللغوي الفادح، وهي -أي القصيدة- لشاعر طويل الاسم حتى لأخشى على مساحة هذه الزاوية من طوله!!
* * *
أما القصيدة فعنوانها (لحظة خوف) وهو عنوان مثير حقاً، شدني فعلاً إلى القراءة، وليته لم يكن.. فقد وجدت تكلفاً شديداً. وركاكة مزعجة، ونهاية مضحكة مبكية!!.. حيث حاول الشاعر -بجهد شديد- أن يفيدنا بأسباب خوفه فلم يفلح إذ كل ما فهمناه هو أنه قد قضى نصف عمره خائفاً وليس لحظات، أو بعض أحيان فحسب.. ثم جاء بالطامة الكبرى حيث يقول:
لقد أقسمت لست أبيت وحدي
ولو هبطت على رأسي الصواعق
وحسبي أنني أنذرت زوجي
فإن عصت الأوامر فهي (طالق)!!
أرأيتم.. لقد سحبته القافية إلى ارتكاب أبغض الحلال دون أن يقصد ذلك، وليس ما هو أنكى من ذلك، وكان الأحرى بصاحب القصيدة أن يعرف قدر نفسه، وتفاهة موهبته، وضعف لغته فلا يحوم حول الشعر الذي يودي بمن يجهله إلى التهلكة!!
* * *
ولقد ذكرني ذلك بطرفة شعرية أخرى من نفس النوع، ومفادها أن ثلاثة شعراء منهم دعبل الخزاعي قد اجتمعوا في مجلس أنس، وطرب، ولهو، وكانوا في قرية اسمها (طهياثا)
فقال أحدهم: (نلنا لذيذ العيش في طهياثا)
فأجابه الثاني: (لما حثثنا أقدحاً ثلاثا)
أما الثالث فقد أعياه الشعر حيث لم يجد غير قوله: (وامرأتي طالق ثلاثا)!!
ثم أخذ يبكي على طلاقه لزوجته بسبب القافية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
ص.ب 35555 جدة 21498 فاكس 6208571
وفي يقيني أن الشاعر المتمكن صاحب الثروة اللغوية الواسعة لا يمكن أن يقع في مثل هذه المفارقات حيث له من موهبته الشعرية.. ثم ثروته اللغوية ما يُبعده عن استخدام الكلمة القلقة في سياقها حتى ولو كانت قافية صارمة!!
* * *
وما أكثر الطرائف من هذا النوع عند بعض الشعراء في القديم والحديث، وغالباً ما تكون هذه الطرائف أو المفارقات عند (النظّامين) بصفة خاصة حيث يرصفون الكلمات رصفاً بحيث تنتهي بكلمة مناسبة للقافية بصرف النظر عن مدى الارتباط بالسياق!!
وهذا ونحوه مما يحتجّ به بعض دعاة التحرر من القافية غير أن ذلك حجة عليهم لا لهم حيث يعلنون بذلك عجزهم اللغوي، وعدم سعة المفردات لديهم!!
ولكن هذه مسألة أخرى لسنا الآن بصددها.. بل خطر كل ذلك على بالي بعد أن قرأت قصيدة موزونة مقفاة يبدو على صاحبها فقره اللغوي الفادح، وهي -أي القصيدة- لشاعر طويل الاسم حتى لأخشى على مساحة هذه الزاوية من طوله!!
* * *
أما القصيدة فعنوانها (لحظة خوف) وهو عنوان مثير حقاً، شدني فعلاً إلى القراءة، وليته لم يكن.. فقد وجدت تكلفاً شديداً. وركاكة مزعجة، ونهاية مضحكة مبكية!!.. حيث حاول الشاعر -بجهد شديد- أن يفيدنا بأسباب خوفه فلم يفلح إذ كل ما فهمناه هو أنه قد قضى نصف عمره خائفاً وليس لحظات، أو بعض أحيان فحسب.. ثم جاء بالطامة الكبرى حيث يقول:
لقد أقسمت لست أبيت وحدي
ولو هبطت على رأسي الصواعق
وحسبي أنني أنذرت زوجي
فإن عصت الأوامر فهي (طالق)!!
أرأيتم.. لقد سحبته القافية إلى ارتكاب أبغض الحلال دون أن يقصد ذلك، وليس ما هو أنكى من ذلك، وكان الأحرى بصاحب القصيدة أن يعرف قدر نفسه، وتفاهة موهبته، وضعف لغته فلا يحوم حول الشعر الذي يودي بمن يجهله إلى التهلكة!!
* * *
ولقد ذكرني ذلك بطرفة شعرية أخرى من نفس النوع، ومفادها أن ثلاثة شعراء منهم دعبل الخزاعي قد اجتمعوا في مجلس أنس، وطرب، ولهو، وكانوا في قرية اسمها (طهياثا)
فقال أحدهم: (نلنا لذيذ العيش في طهياثا)
فأجابه الثاني: (لما حثثنا أقدحاً ثلاثا)
أما الثالث فقد أعياه الشعر حيث لم يجد غير قوله: (وامرأتي طالق ثلاثا)!!
ثم أخذ يبكي على طلاقه لزوجته بسبب القافية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
ص.ب 35555 جدة 21498 فاكس 6208571