أعشق الكتابة عن ربوع وطني، وتتفجر عاطفتي حين تطأ قدمي أي جزء من وطني الغالي، ناهيكم عن جزء جميل بأرضه الخصبة كقلوب ساكنيه، ومياهه العذبة المتدفقة كتدفق طيبة «الحساوية»، فماذا أقول وما عساها الكلمات أن تفي هذه البقعة الغالية حقها ذات العمق الحضاري الممتد لأكثر من 7000 سنة !
كنت في زيارة إلى منطقة الأحساء بمناسبة اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة الذي انعقد يومي 22 و23 ديسمبر 2019، وقد طفنا في جولة حول المدينة لعدة ساعات مع وفد إعلامي عربي كبير قبيل انعقاد المؤتمر شاهدت خلالها معالم سياحية مبهرة بكل ما يحمله «الإبهار» من معان، فخلال جولتنا داخل جبل القارة تذكرت الهدر الذي ننفقه من أجل زيارة مغارة في بلد ما أو أثر تاريخي في بلد آخر، فزيارة واحدة لجبل القارة لوحده في الأحساء تغني عن أي معلم سياحي آخر حول العالم كونه أعجوبة تاريخية جيولوجية تشكلت قبل 2.5 مليون سنة، وتضم عددا من الكهوف والممرات الضيقة التي يتجاوز ارتفاعها أكثر من 200 متر فوق مستوى سطح البحر ودرجة حرارة ثابتة لا تتجاوز 20 درجة مئوية صيفاً وشتاءً، هذا فضلاً عن مسجد جواثا التاريخي كأبرز المساجد التي بنيت في صدر الإسلام إضافة إلى أكثر من 13 معلما سياحيا وتاريخيا، أبرزها سوق القيصرية الذي شيد قبل 600 سنة، وفي هذا السوق تحديداً سوف تجد نموذج الحساوي الحقيقي ببساطته وطيبته وسماحته وطيب سجاياه.
بعد الجولة قالت لي الكاتبة في صحيفة النهار اللبنانية السيدة موناليزا فريحة «أيعقل أن يغفل العالم عن هذا الجمال؟ ولا حتى فيديو كليب تصور في الجبل؟»، وللحق فقد لمست الإعجاب والانبهار من تلك الوفود جمعاء مما شاهدوه في الأحساء من مقومات عظيمة، بإمكانها صناعة سياحة رائدة وجاذبة على المدى القريب والبعيد، فالمخزون التاريخي والثقافي لمنطقة كالأحساء جدير بجذب الملايين من السياح، ولا ينقصنا سوى الترويج الجيد والدعاية التي توازي هذا المخزون والإرث التاريخي العظيم.
اختيرت الأحساء عاصمة للسياحة العربية لعام 2019 وستظل عاصمة السياحة الأبدية في ذاكرة كل زائر، فهي موطن الخير والتمور والأرز ومنبع العيون العذبة والأجواء الساحرة والحرف اليدوية والصيد وصناعة النسيج، وهي موطن التسامح والانسجام بين مكوناتها الاجتماعية فـ«الحساوية» مجتمع لم تلوثهم المذهبية، ولم تعرف الكراهية طريقاً إلى قلوبهم البيضاء التي جبلت على الحب والتعايش والتسامح على أرضها الخضراء ... ألا يكفي أنها «أم النخيل»؟
كاتبة سعودية
hailahabdulah20@
كنت في زيارة إلى منطقة الأحساء بمناسبة اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة الذي انعقد يومي 22 و23 ديسمبر 2019، وقد طفنا في جولة حول المدينة لعدة ساعات مع وفد إعلامي عربي كبير قبيل انعقاد المؤتمر شاهدت خلالها معالم سياحية مبهرة بكل ما يحمله «الإبهار» من معان، فخلال جولتنا داخل جبل القارة تذكرت الهدر الذي ننفقه من أجل زيارة مغارة في بلد ما أو أثر تاريخي في بلد آخر، فزيارة واحدة لجبل القارة لوحده في الأحساء تغني عن أي معلم سياحي آخر حول العالم كونه أعجوبة تاريخية جيولوجية تشكلت قبل 2.5 مليون سنة، وتضم عددا من الكهوف والممرات الضيقة التي يتجاوز ارتفاعها أكثر من 200 متر فوق مستوى سطح البحر ودرجة حرارة ثابتة لا تتجاوز 20 درجة مئوية صيفاً وشتاءً، هذا فضلاً عن مسجد جواثا التاريخي كأبرز المساجد التي بنيت في صدر الإسلام إضافة إلى أكثر من 13 معلما سياحيا وتاريخيا، أبرزها سوق القيصرية الذي شيد قبل 600 سنة، وفي هذا السوق تحديداً سوف تجد نموذج الحساوي الحقيقي ببساطته وطيبته وسماحته وطيب سجاياه.
بعد الجولة قالت لي الكاتبة في صحيفة النهار اللبنانية السيدة موناليزا فريحة «أيعقل أن يغفل العالم عن هذا الجمال؟ ولا حتى فيديو كليب تصور في الجبل؟»، وللحق فقد لمست الإعجاب والانبهار من تلك الوفود جمعاء مما شاهدوه في الأحساء من مقومات عظيمة، بإمكانها صناعة سياحة رائدة وجاذبة على المدى القريب والبعيد، فالمخزون التاريخي والثقافي لمنطقة كالأحساء جدير بجذب الملايين من السياح، ولا ينقصنا سوى الترويج الجيد والدعاية التي توازي هذا المخزون والإرث التاريخي العظيم.
اختيرت الأحساء عاصمة للسياحة العربية لعام 2019 وستظل عاصمة السياحة الأبدية في ذاكرة كل زائر، فهي موطن الخير والتمور والأرز ومنبع العيون العذبة والأجواء الساحرة والحرف اليدوية والصيد وصناعة النسيج، وهي موطن التسامح والانسجام بين مكوناتها الاجتماعية فـ«الحساوية» مجتمع لم تلوثهم المذهبية، ولم تعرف الكراهية طريقاً إلى قلوبهم البيضاء التي جبلت على الحب والتعايش والتسامح على أرضها الخضراء ... ألا يكفي أنها «أم النخيل»؟
كاتبة سعودية
hailahabdulah20@