-A +A
وتستمر المعاناة السورية والوجع الذي لا ينتهي، مع ما يلاقيه الإنسان السوري البسيط من تعسف نظام لا يرحم، إلى تآمر دول كبرى تجرب أحدث أسلحتها على ظهره، إلى تدخل دول إقليمية على الخط، بعضها كإيران من مبدأ طائفي قميء، وبعضها الآخر كتركيا من منطلق انتهازي نفعي تتاجر بهم من أجل مصالح ضيقة.

ويبدو أنه لن يكون آخر هذه المأساة الإنسانية ما أعلنت عنه الأمم المتحدة أمس من نزوح أكثر من 235 ألف شخص خلال نحو أسبوعين جراء التصعيد العسكري الأخير في محافظة إدلب بشمال غرب سورية، تزامنا مع تكثيف قوات نظام الأسد وروسيا وتيرة الغارات على المنطقة.


فالمصيبة أن الجار الشمالي التركي الذي راهنت عليه بعض الفصائل السورية، ظل مشغولا بمطاردة الشعب الكردي في وجوده السوري سواء بتنظيماته أو إنسانه، وترك من اعتمد عليه من الشعب المغلوب على أمره ليلاقي مصيره، قتلا وتهجيرا، لينتهز هو هذا اللجوء الإنساني لابتزاز الأوروبيين والمنظمات الإنسانية، ويستغل التنظيمات المسلحة من المعارضة السورية الموالية له لتكون إحدى أدواته في مواجهة الأكراد، وأخيرا في ما يزمع القيام به في ليبيا.

لذلك نكاد نجزم أنه لن يتحقق للشعب السوري ما يطمح إليه إلا بالاعتماد على نفسه وعدم الارتهان على أنظمة تستغله بشكل لا إنساني.