إذا كانت الأسرة هي نواة المجتمع، فإن الطفولة هي نواة المستقبل، وللأسف الشديد فإن هذه النواة تم اختطافها مبكراً.
والطفولة هي المخزن الرئيس الذي يلجأ إليه الإنسان كلما نما وتطور، وإذا تم ملء هذا الخزان بالقيم والأفكار كانت ملهمة للفرد منا في الانتماء والتجدد واختيار الأفضل من طرق الحياة المفيدة.
واختطاف هذه الطفولة لم نتنبه له، حتى إذا بلغنا مرحلة الحيرة دق بعض المفكرين والكتاب ناقوس الخطر بأن طفولتنا يتم تعبئتها بما لا يتلاءم مع روح الأمة، فكل ما ينشغل به من قراءة ومشاهدة وألعاب ليست منتجا يمكن تلك الطفولة في أن تكون نواة مستقبل تنتمي لمصادر وروح أمته، فظهرت المطالبة بإنتاج القصة واللعبة والفيلم العربي كدرع واق لحماية العقلية الطفولية التي يترسب بها كل ما تحصل عليه من ثقافة مبكرة، ولأن العقلية العربية قد دخلت إلى عالم الاستهلاك لم تسعف الفكرة بالدعم والمال، فظلت كل وسائل التثقيف منتمية لثقافة المنتج لتلك الوسائل، ولأن الفكرة تعاقبت عليها سنوات الركود اتسع الفارق التقني في إنتاج ما يشبع عقلية طفولة أولادنا.
ربما يكون القول السابق لم يعد كفيلاً بالمراجعة، إلا أن افتقار أطفالنا لكل ما تغذينا به في طفولتنا - حتى وإن كان بسيطا- لم يحصل عليه أطفالنا.
فمثلا، ونحن صغار مارسنا ألعاباً شعبية، وتغنينا بأغانٍ طفولية توارثناه من أفواه أمهاتنا أو أقراننا، وقرأنا سيراً وقصصاً عربية بينما أطفالنا الآن فقراء فقراً مدقعاً في هذا الجانب، ويمكن لأي منا ملاحظة ذلك لو تنبهنا للأغاني التي يرددها الصغار الآن، فسوف تجدهم يتغنون بأغاني الكبار عن الحب العاطفي الذي يجمع بين طرفين راشدين، ولأن هذا الغناء مبتذل كون الكلمات مبتذلة، فستجد الطفل يتغنى بأغان سوقية لا تتناسب مع طراوة عمره، ولن تجد طفلاً - آسف على التعميم- يمارس ألعاباً محلية تتناسب مع عمره،
والسبب أننا لم ننتج اللعبة العصرية، ولا الأغنية الطفولية، ولا الكتاب العصري الذي يراعي سنوات النمو لدى الطفل.
هذا ليس سكباً للبن في يوم قائض، بل حقيقة، وإذ تنبهت الأمة، فسوف يكون تنبهاً متأخراً جداً، وإذا فكروا باستدراك الوضع، فلن تجد أحداً يسهم في ردم الفجوة، فنحن أمة طبع على قلبها استهلاك كل شيء تنتجه المصانع من غير التفكير عما تكون عليه النتيجة.
abdookhal2@yahoo.com
والطفولة هي المخزن الرئيس الذي يلجأ إليه الإنسان كلما نما وتطور، وإذا تم ملء هذا الخزان بالقيم والأفكار كانت ملهمة للفرد منا في الانتماء والتجدد واختيار الأفضل من طرق الحياة المفيدة.
واختطاف هذه الطفولة لم نتنبه له، حتى إذا بلغنا مرحلة الحيرة دق بعض المفكرين والكتاب ناقوس الخطر بأن طفولتنا يتم تعبئتها بما لا يتلاءم مع روح الأمة، فكل ما ينشغل به من قراءة ومشاهدة وألعاب ليست منتجا يمكن تلك الطفولة في أن تكون نواة مستقبل تنتمي لمصادر وروح أمته، فظهرت المطالبة بإنتاج القصة واللعبة والفيلم العربي كدرع واق لحماية العقلية الطفولية التي يترسب بها كل ما تحصل عليه من ثقافة مبكرة، ولأن العقلية العربية قد دخلت إلى عالم الاستهلاك لم تسعف الفكرة بالدعم والمال، فظلت كل وسائل التثقيف منتمية لثقافة المنتج لتلك الوسائل، ولأن الفكرة تعاقبت عليها سنوات الركود اتسع الفارق التقني في إنتاج ما يشبع عقلية طفولة أولادنا.
ربما يكون القول السابق لم يعد كفيلاً بالمراجعة، إلا أن افتقار أطفالنا لكل ما تغذينا به في طفولتنا - حتى وإن كان بسيطا- لم يحصل عليه أطفالنا.
فمثلا، ونحن صغار مارسنا ألعاباً شعبية، وتغنينا بأغانٍ طفولية توارثناه من أفواه أمهاتنا أو أقراننا، وقرأنا سيراً وقصصاً عربية بينما أطفالنا الآن فقراء فقراً مدقعاً في هذا الجانب، ويمكن لأي منا ملاحظة ذلك لو تنبهنا للأغاني التي يرددها الصغار الآن، فسوف تجدهم يتغنون بأغاني الكبار عن الحب العاطفي الذي يجمع بين طرفين راشدين، ولأن هذا الغناء مبتذل كون الكلمات مبتذلة، فستجد الطفل يتغنى بأغان سوقية لا تتناسب مع طراوة عمره، ولن تجد طفلاً - آسف على التعميم- يمارس ألعاباً محلية تتناسب مع عمره،
والسبب أننا لم ننتج اللعبة العصرية، ولا الأغنية الطفولية، ولا الكتاب العصري الذي يراعي سنوات النمو لدى الطفل.
هذا ليس سكباً للبن في يوم قائض، بل حقيقة، وإذ تنبهت الأمة، فسوف يكون تنبهاً متأخراً جداً، وإذا فكروا باستدراك الوضع، فلن تجد أحداً يسهم في ردم الفجوة، فنحن أمة طبع على قلبها استهلاك كل شيء تنتجه المصانع من غير التفكير عما تكون عليه النتيجة.
abdookhal2@yahoo.com