نال إعلان وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان تسمية هذا العام 2020 بعام الخط العربي الثناء والاستحسان، نظراً لأهمية ورمزية الخط العربي في الذهنية والثقافة العربية والإسلامية، وباعتباره أيضا أبو الفنون كلها. وهناك نماذج جمالية مبهرة تعرض فيها إبداعات أهم فناني الخط العربي بأشكاله وتصاميمه المختلفة حول متاحف العالم، وتباع كذلك في أهم دور المزادات حول العالم. وبات الخط العربي يُعترف به حول العالم كأحد أهم منابع الفن والجمال والحضارة. ولعل إحياء هذا الفن والتركيز على جماله هو صفحة أخرى تحسب للسعودية الجديدة، والتي كسبت جولة جديدة ضد التيارات الظلامية المتشددة والمتطرفة والمتنطعة التي وصلت في عدائها مع كل ما هو مبهج وممتع وجميل بأن قامت بتحريم تزيين المساجد بالآيات القرآنية وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم والقصائد التي تمدح النبي بالخطوط الجميلة والأخاذة، وهي المسألة التي دأب عليها أجيال وأجيال ممن سبقونا في مساجد حول العالم عاملين بقول الله تعالى «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد» وذلك بتفسيرهم وتطبيقهم الجمالي لهذه الآية الشريفة. هناك إرث عظيم من الخطاطين المسلمين والعرب الذين سيتم استحضارهم في هذه السنة المخصصة للخط وتراثه، إلا أنني أستذكر شخصية فريدة تستحق تكريما خاصا لها وهي التي رحلت عن دنيانا منذ شهور قليلة جدا، فلو جال وزير الثقافة في حواري جدة القديمة، وهي المنطقة التي تتبع وزارته وتشرف عليها لوجد منزل أحد أهم وأعرق الأسر في جدة بيت باجنيد، ومن هذا البيت الكريم الذي قدم نماذج مهمة وناجحة في العمل التجاري والهندسي والطبي والتعليمي، خرج محمد سالم باجنيد وبرع وأبدع طوال عمره في الخط العربي، وهو الذي كان من مصممي الخط على كسوة الكعبة المشرفة، وكلف من الدولة بتصميم هدية المملكة إلى هيئة الأمم المتحدة عام 1982 وشارك في العديد من المعارض والمؤتمرات المتخصصة حول العالم، ونال أبرز وأهم الجوائز والأوسمة التكريمية. كان الرجل صاحب خلق رفيع وفن راق وحس مرهف، والجائزة المقترحة باسمه هي خير تكريم لحياة وهبت للأدب والفن والخلق الراقي والجمال.
* كاتب سعودي
hashobokshi@gmail.com
* كاتب سعودي
hashobokshi@gmail.com