نقطة آخر السطر.. لسنوات طوال عانت فيها أنديتنا الرياضية الصغيرة قبل الكبيرة مما عانت، ولم نعد نحتمل أن نسمي الأشياء بغير مسمياتها، خاصة وأن المرحلة الحالية وإن بدت غنية وثرية وباذخة فإنها إن لم تكن في يد الأشخاص الجادين والحقيقيين فإننا بذلك نهدر فرصة العمر كما يقال، وستنجح نشاطات أخرى مثل الثقافة والسياحة والترفيه وتتخلف الرياضة عن الركب.
بالفعل نحن في مرحلة مهمة وصعبة جدا وفي تحدٍ مع إثبات الذات والإسهام في مشروع الوطن الكبير، وهذا ما يدركه تماما سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيس الهيئة العامة للرياضة، حيث أتى بيان الهيئة الذي صدر على خلفية انعقاد الجمعيتين العموميتين غير العاديتين في الأهلي والاتحاد فيه نفس المعنى ونفس الرسالة «لا للمنتفعين في الأندية»، لا لإهدار مثل هذه الفرصة التي لا تتكرر في أعمار الدول والأجيال إلا في كل قرن من الزمان، وإن كانت من حولنا دول عربية كثر فقدت هذه الفرصة لأكثر من ذلك وقد لا تعود.
فهناك مجاميع من الناس أشبه «بطيور السدرة» أو كما يقال، وهي التي تحظى بحب واهتمام الجماهير أكثر من الباذر والحارث والساقي، نعرفهم جيدا يحيطون بالأندية السعودية دون استثناء، تجدهم في السراء والضراء في الغنى والفقر لا يبرحون مكانهم، ولا تعرف مهامهم لكنهم يتبادلون المساحات والأدوار بنفس الأشكال والصور، حتى وإن تغيرت الأسماء يشعرونك بأنهم خلقوا لخدمة ناديك وبأن النادي دون وجودهم هالك لا محالة، وبأنهم ضحوا من أجل ذلك بالمال والولد حتى أضحوا من (package) الأندية الذي يفرض عليك حمله معها.
ومع الدعم الكبير الذي قدمه سمو ولي العهد للأندية السعودية ضمن مشروع رؤية الوطن وتطوير الرياضة والذي بدأ على مرحلتين؛ الأولى وهي «2017-2018» وهو الدعم المطلق والذي تم من خلاله تسديد ديون الأندية وإقالة عثراتها السابقة وتدعيم نشاطاتها بمبالغ لا حدود لها، والثانية «2019-2020» الدعم شبه المشروط والذي من خلاله تم تعزيز بعض النشاطات وحوكمة بعض القرارات وضبط وتأطير الأنشطة بالضوابط النظامية اللازمة، والثالثة التي لم تأت بعد وهي ما يفترض أن يكون في «2020-2021» حيث أعتقد من وجهة نظري ستكون على طريقة الدعم المقنن.
ورغم رهان الجهات العليا ومتابعة الهيئة العامة للرياضة وإشرافها الكامل نحو ضرورة نجاح المرحلتين السابقتين وتغيير الفكر السائد والصورة النمطية الإدارية المتعارف عليها داخل الأندية إلا أننا ومع إطلالة «2020» وجدنا «طيور السدرة» لا تزال تحيط بالمكان والزمان وتستغل مفهوم «الحوكمة»، وهو أعلى مراتب العمل الداعم لمراقبة النشاط داخل الأندية كمشروع يخدم الوطن أولا والأندية ثانيا ويسهم في ديمومة النشاط، قد تم التعامل معه على طريقتين مختلفتين في آن واحد؛ الطريقة الأولى «ادعاء الجهل به»، والثانية «التعامل معه بذكاء فاسد كطرف ثان يمكن تمرير الكثير من تحت طاولته».
نحن الآن على أعتاب تفعيل الجهات الرقابية حتى في الأندية التي لا نسمع لها حسا، فالوطن أكبر من الميول وأكبر من مباراة وأكبر من تكتلات إعلامية فاسدة هي الأخرى كفساد الحسابات الوهمية والأسماء المستعارة، نعم لا للمنتفعين فسيذهبون وتبقى أنديتنا.
FawazAlshreef@
بالفعل نحن في مرحلة مهمة وصعبة جدا وفي تحدٍ مع إثبات الذات والإسهام في مشروع الوطن الكبير، وهذا ما يدركه تماما سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيس الهيئة العامة للرياضة، حيث أتى بيان الهيئة الذي صدر على خلفية انعقاد الجمعيتين العموميتين غير العاديتين في الأهلي والاتحاد فيه نفس المعنى ونفس الرسالة «لا للمنتفعين في الأندية»، لا لإهدار مثل هذه الفرصة التي لا تتكرر في أعمار الدول والأجيال إلا في كل قرن من الزمان، وإن كانت من حولنا دول عربية كثر فقدت هذه الفرصة لأكثر من ذلك وقد لا تعود.
فهناك مجاميع من الناس أشبه «بطيور السدرة» أو كما يقال، وهي التي تحظى بحب واهتمام الجماهير أكثر من الباذر والحارث والساقي، نعرفهم جيدا يحيطون بالأندية السعودية دون استثناء، تجدهم في السراء والضراء في الغنى والفقر لا يبرحون مكانهم، ولا تعرف مهامهم لكنهم يتبادلون المساحات والأدوار بنفس الأشكال والصور، حتى وإن تغيرت الأسماء يشعرونك بأنهم خلقوا لخدمة ناديك وبأن النادي دون وجودهم هالك لا محالة، وبأنهم ضحوا من أجل ذلك بالمال والولد حتى أضحوا من (package) الأندية الذي يفرض عليك حمله معها.
ومع الدعم الكبير الذي قدمه سمو ولي العهد للأندية السعودية ضمن مشروع رؤية الوطن وتطوير الرياضة والذي بدأ على مرحلتين؛ الأولى وهي «2017-2018» وهو الدعم المطلق والذي تم من خلاله تسديد ديون الأندية وإقالة عثراتها السابقة وتدعيم نشاطاتها بمبالغ لا حدود لها، والثانية «2019-2020» الدعم شبه المشروط والذي من خلاله تم تعزيز بعض النشاطات وحوكمة بعض القرارات وضبط وتأطير الأنشطة بالضوابط النظامية اللازمة، والثالثة التي لم تأت بعد وهي ما يفترض أن يكون في «2020-2021» حيث أعتقد من وجهة نظري ستكون على طريقة الدعم المقنن.
ورغم رهان الجهات العليا ومتابعة الهيئة العامة للرياضة وإشرافها الكامل نحو ضرورة نجاح المرحلتين السابقتين وتغيير الفكر السائد والصورة النمطية الإدارية المتعارف عليها داخل الأندية إلا أننا ومع إطلالة «2020» وجدنا «طيور السدرة» لا تزال تحيط بالمكان والزمان وتستغل مفهوم «الحوكمة»، وهو أعلى مراتب العمل الداعم لمراقبة النشاط داخل الأندية كمشروع يخدم الوطن أولا والأندية ثانيا ويسهم في ديمومة النشاط، قد تم التعامل معه على طريقتين مختلفتين في آن واحد؛ الطريقة الأولى «ادعاء الجهل به»، والثانية «التعامل معه بذكاء فاسد كطرف ثان يمكن تمرير الكثير من تحت طاولته».
نحن الآن على أعتاب تفعيل الجهات الرقابية حتى في الأندية التي لا نسمع لها حسا، فالوطن أكبر من الميول وأكبر من مباراة وأكبر من تكتلات إعلامية فاسدة هي الأخرى كفساد الحسابات الوهمية والأسماء المستعارة، نعم لا للمنتفعين فسيذهبون وتبقى أنديتنا.
FawazAlshreef@