-A +A
حمود أبو طالب
قبل حوالى 15 عاما فوجئت بتكليفي من الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمانة لجنة التنشيط السياحي في منطقة جازان، ورغم ارتباطي بعضوية أكثر من جهة آنذاك إضافة إلى عملي الأساسي إلا أنني تشرفت بالتكليف وتحمست له، وعندما لمح الأمير بفطنته سؤالاً يدور في خاطري ولا أريد البوح به بادرني بقوله أنت متحمس كثيراً للسياحة في جازان وتشجعها في كتاباتك، وكما يقولون «هذا الميدان يا حميدان».

ونزل حميدان إلى الميدان، لكنه كان ميداناً يفتقر إلى كثير من الأساسيات لتنشيط سياحة جاذبة ومقنعة، ما عدا المقومات الطبيعية البكر للمنطقة وحماس الأمير. وكان حميدان يجتهد بالتصورات والخطط ولكن الأحلام وحدها لا تكفي لصنع واقع سياحي متكامل يمكن الرهان عليه، ولأكثر من سبب اعتذرت عن إكمال المهمة بعد وقت قصير، لكني لم أتراجع عن قناعتي اليقينية بأن السياحة في جازان رهان يتجاوز نطاق المنطقة والمستوى الوطني إلى الجذب الخارجي متى ما توفرت الإمكانات اللازمة.


ومع الوقت تغيرت أمور كثيرة في الاتجاه الإيجابي، وجاهد الأمير محمد لتوظيفها لصالح تنمية السياحة، فتوفرت بنية أساسية معقولة وبدأ تسويق المنطقة بشكل احترافي فتمكنت من لفت الأنظار وجذب السياح إلى طبيعتها الخلابة الفريدة بتنوعها، ثم بدأت برامج ومهرجانات التنشيط السياحي الموسمية لتصبح جازان مكتظة بالسياح من مناطق المملكة، ومؤخراً أصبحت وجهة لكثير من السياح الأجانب الذين أذهلتهم المنطقة بكل تفاصيلها الطبيعية والثقافية والاجتماعية والفنية والتأريخية.

جالت بخاطري كل هذه الذكريات والتداعيات عندما شاهدت لقطات للأمير محمد بن ناصر وهو يدشن مهرجان جازان الشتوي ويتجول بفرح وزهو وسعادة بين الفعاليات والابتسامة لا تفارق محياه، لأنه أصبح يعيش الواقع الذي كان يحلم به، ولأنه ما زال يطمح إلى المزيد كما هو طموحه في كل مجالات تنمية المنطقة التي أدارها بجدارة وإخلاص واقتدار. مبروك يا سمو الأمير على كل ما تحقق، والقادم أجمل بإذن الله.

habutalib@hotmail.com