في إطار التكهن بأهم ما يحمله العام الجديد 2020 من تطورات سياسية، نظن أن معظم القضايا الكبرى، على الساحة العالمية، ستظل كما هي -بصفة عامة- مع تزايد الاهتمام الغربي والعالمي بالأمور الاقتصادية والمالية.. خشية التدهور المعيشي، وبعض القضايا الأخرى ستظل معلقة. ويعتبر العالم العربي -بصفة عامة- من مناطق «الجنوب» النامي، المتسم كثير منها بـ«التخلف».. لأسباب ذاتية وخارجية معروفة، وباستثناء بعض أجزائه، فإنه أيضا أقل مناطق العالم احتمالا للنهوض، إن استمر فكره وتكوينه السياسي في تلك الأنحاء على ما هو عليه، هذا ما يردده معظم الخبراء المعنيين، ويقدمون البراهين على ذلك.
ويتوقع أن يستمر حال أغلب العالم العربي على ما هو عليه، في المدى المنظور.. باعتبار طبيعة «النظام العالمي» الراهن، وتوجهات الغرب المتنفذ الاقتصادية والسياسية الانتهازية، وكذلك استتباب «العوائق الذاتية» المعروفة التي يعاني منها جل هذا العالم. وقد شهدت الفترة الأخيرة بعض التآكل في قوة القطب الوحيد المسيطر الآن على مقاليد السياسة الدولية. وربما يكون هذا «الضعف» (النسبي – بالطبع) هو بداية التراجع (الحتمي) في هيمنته.. ومؤشرا على تصاعد قوة ونفوذ قوى كبرى قادمة (الصين، روسيا، الاتحاد الأوروبي، وغيرهم)، قد لا تكون أكثر إنصافا وأقل جشعا. ومع ذلك ما زال ذلك القطب يقود (عنوة، وبما لديه من عناصر القوة) الكثير من توجهات ومسارات السياسات الإقليمية والدولية الراهنة.
****
وعند محاولة فهم ما يجرى، وسيجرى، في المنطقة العربية بالذات، نكرر التذكير بأن فهم وتوقع ما سيجرى بهذه المنطقة يسهل إن فهمت حقائق وأطرا نظرية معينة، أهمها: نظريات الاستعمار الجديد، النظام العالمي الراهن، الحركة الصهيونية، الحكومات المختلفة، سياسة القوى الكبرى نحو المنطقة... إلخ، ومراجعة هذه الأطر لا تنبئ بخير من وجهة نظر المصلحة العربية. أما «القضايا» الساخنة، التي تشهدها المنطقة الآن، فستظل – على الأرجح – مستمرة في المدى القصير، وأهمها - كما هو معروف - ما تبقى من أحداث وتطورات الربيع الفوضوي العربي، ثم قضية فلسطين، فالوضع المتوتر الخطير في منطقة الخليج بين إيران وأمريكا بشأن الملف النووي الإيراني وغيره، ثم الأوضاع المضطربة في كل من: العراق، سوريا، لبنان، ليبيا، اليمن، الجزائر، الصومال، قضايا الإصلاح والتنمية، مكافحة الإرهاب، وما يرتبط بها من أحداث... وهذه قضايا يمكن استيعابها وفهم توجهاتها المستقبلية، بموضوعية عبر فهم الأطر العلمية المشار إليها آنفا.
إن سنة 2020 حبلى بمشاكل وأزمات خطيرة (أكثرها بالمنطقة العربية).. جير معظمها لها العام المنصرم.. فهي أزمات قديمة – جديدة. الأمر الذي يبقي الشرق الأوسط بخاصة، كأكثر مناطق العالم سخونة والتهابا، وقابلية للاضطرابات والقلاقل والحروب، في الوقت الحاضر. وأهم ما يجعله كذلك هما: المسببان العتيدان، وبخاصة الأطماع الإمبريالية – الصهيونية فيه، والاستبداد السياسي.
ومن التطورات الإيجابية القليلة المفرحة، التي ستشهدها المنطقة في السنة الجديدة، انعقاد قمة مجموعة دول العشرين بالمملكة. وذلك مما يدعم مواقف المملكة، ممثلة العرب في هذا الجمع، ويؤكد مكانتها وكونها الدولة العربية الأهم.
****
وطالما استمر الكيان الصهيوني في سياساته الاستيطانية والعدوانية، فلن تشهد المنطقة أمنا أو استقرارا حقيقيين. فإسرائيل، كما يبدو، لا تريد سلاما، ولا تستطيع العيش دون عدوان وهيمنة. لم يمر يوم واحد دون وجود عدوان صهيوني من نوع ما على هذه الأمة، منذ قيام إسرائيل عام 1948. وهي الآن تمتلك أكثر من 250 رأسا نوويا، موجهة بالفعل لمعظم بلاد المنطقة، وتستخدمها (على مدار الساعة) لإرهاب وابتزاز وتهديد شعوب المنطقة، ثم تدعي أن امتلاك هذه الدولة، أو تلك، لقنابل نووية، يهدد أمنها....؟! وسيظل هذا الخطر النووي من أهم مهددات الأمن القومي العربي، وقد يقود لإشعال حروب مدمرة بالمنطقة.
****
ولا شك أن لإيران، هي الأخرى، سياسات توسعية عدوانية، وهذه السياسات يتوقع استمرارها، رغم الرفض الشعبي والرسمي الإقليمي والعالمي. والمؤمل أن لا ينتج عن رفض ومقاومة هذه السياسات الإيرانية ميل للهيمنة النووية الصهيونية المبيتة والمتوثبة. إذ لا يتصور أن يؤمن أحد جانب إسرائيل، طالما بقيت سياساتها تجاه العرب كما هي عليه، وذلك هو أحد أخطر التحديات التي تواجه العرب الآن، ويتوقع أن يكون في عام 2020 أكثر حضورا، إضافة للتحديات الأخرى المعروفة، وفي مقدمتها المشاكل الناجمة عن الاستبداد والطائفية والمذهبية.
* كاتب سعودي
ويتوقع أن يستمر حال أغلب العالم العربي على ما هو عليه، في المدى المنظور.. باعتبار طبيعة «النظام العالمي» الراهن، وتوجهات الغرب المتنفذ الاقتصادية والسياسية الانتهازية، وكذلك استتباب «العوائق الذاتية» المعروفة التي يعاني منها جل هذا العالم. وقد شهدت الفترة الأخيرة بعض التآكل في قوة القطب الوحيد المسيطر الآن على مقاليد السياسة الدولية. وربما يكون هذا «الضعف» (النسبي – بالطبع) هو بداية التراجع (الحتمي) في هيمنته.. ومؤشرا على تصاعد قوة ونفوذ قوى كبرى قادمة (الصين، روسيا، الاتحاد الأوروبي، وغيرهم)، قد لا تكون أكثر إنصافا وأقل جشعا. ومع ذلك ما زال ذلك القطب يقود (عنوة، وبما لديه من عناصر القوة) الكثير من توجهات ومسارات السياسات الإقليمية والدولية الراهنة.
****
وعند محاولة فهم ما يجرى، وسيجرى، في المنطقة العربية بالذات، نكرر التذكير بأن فهم وتوقع ما سيجرى بهذه المنطقة يسهل إن فهمت حقائق وأطرا نظرية معينة، أهمها: نظريات الاستعمار الجديد، النظام العالمي الراهن، الحركة الصهيونية، الحكومات المختلفة، سياسة القوى الكبرى نحو المنطقة... إلخ، ومراجعة هذه الأطر لا تنبئ بخير من وجهة نظر المصلحة العربية. أما «القضايا» الساخنة، التي تشهدها المنطقة الآن، فستظل – على الأرجح – مستمرة في المدى القصير، وأهمها - كما هو معروف - ما تبقى من أحداث وتطورات الربيع الفوضوي العربي، ثم قضية فلسطين، فالوضع المتوتر الخطير في منطقة الخليج بين إيران وأمريكا بشأن الملف النووي الإيراني وغيره، ثم الأوضاع المضطربة في كل من: العراق، سوريا، لبنان، ليبيا، اليمن، الجزائر، الصومال، قضايا الإصلاح والتنمية، مكافحة الإرهاب، وما يرتبط بها من أحداث... وهذه قضايا يمكن استيعابها وفهم توجهاتها المستقبلية، بموضوعية عبر فهم الأطر العلمية المشار إليها آنفا.
إن سنة 2020 حبلى بمشاكل وأزمات خطيرة (أكثرها بالمنطقة العربية).. جير معظمها لها العام المنصرم.. فهي أزمات قديمة – جديدة. الأمر الذي يبقي الشرق الأوسط بخاصة، كأكثر مناطق العالم سخونة والتهابا، وقابلية للاضطرابات والقلاقل والحروب، في الوقت الحاضر. وأهم ما يجعله كذلك هما: المسببان العتيدان، وبخاصة الأطماع الإمبريالية – الصهيونية فيه، والاستبداد السياسي.
ومن التطورات الإيجابية القليلة المفرحة، التي ستشهدها المنطقة في السنة الجديدة، انعقاد قمة مجموعة دول العشرين بالمملكة. وذلك مما يدعم مواقف المملكة، ممثلة العرب في هذا الجمع، ويؤكد مكانتها وكونها الدولة العربية الأهم.
****
وطالما استمر الكيان الصهيوني في سياساته الاستيطانية والعدوانية، فلن تشهد المنطقة أمنا أو استقرارا حقيقيين. فإسرائيل، كما يبدو، لا تريد سلاما، ولا تستطيع العيش دون عدوان وهيمنة. لم يمر يوم واحد دون وجود عدوان صهيوني من نوع ما على هذه الأمة، منذ قيام إسرائيل عام 1948. وهي الآن تمتلك أكثر من 250 رأسا نوويا، موجهة بالفعل لمعظم بلاد المنطقة، وتستخدمها (على مدار الساعة) لإرهاب وابتزاز وتهديد شعوب المنطقة، ثم تدعي أن امتلاك هذه الدولة، أو تلك، لقنابل نووية، يهدد أمنها....؟! وسيظل هذا الخطر النووي من أهم مهددات الأمن القومي العربي، وقد يقود لإشعال حروب مدمرة بالمنطقة.
****
ولا شك أن لإيران، هي الأخرى، سياسات توسعية عدوانية، وهذه السياسات يتوقع استمرارها، رغم الرفض الشعبي والرسمي الإقليمي والعالمي. والمؤمل أن لا ينتج عن رفض ومقاومة هذه السياسات الإيرانية ميل للهيمنة النووية الصهيونية المبيتة والمتوثبة. إذ لا يتصور أن يؤمن أحد جانب إسرائيل، طالما بقيت سياساتها تجاه العرب كما هي عليه، وذلك هو أحد أخطر التحديات التي تواجه العرب الآن، ويتوقع أن يكون في عام 2020 أكثر حضورا، إضافة للتحديات الأخرى المعروفة، وفي مقدمتها المشاكل الناجمة عن الاستبداد والطائفية والمذهبية.
* كاتب سعودي