-A +A
حمود أبو طالب
من المهم جداً مشاهدة ما قاله رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بشأن موقف الأمير محمد بن سلمان من المنطقة المقسومة بين المملكة والكويت، والتأمل عميقاً في المعاني والدلالات التي تحملها المعلومات التي ذكرها أمام أعضاء المجلس بخصوص حرص ولي العهد على إيجاد الحلول للمشكلة العالقة بين البلدين بخصوصها.

مرزوق الغانم كان يتحدث بكل شفافية وصدق وصراحة، وكان يبوح بمعلومات خاصة من واقع اجتماعاته مع الأمير محمد، بل إنه اختصر سيناريو المباحثات التي دارت بينهما بصفة ثنائية بعد لقاءات الفريقين الكويتي والسعودي، كل ذلك من أجل أن تصل الصورة الحقيقية للمعطلين والمشككين من بعض أعضاء المجلس الذين يحملون أجندات خاصة يزايدون بها سياسياً لتصفية حسابات شخصية أو خدمة توجهات وميول أيديولوجية وضعوها فوق مصلحة بلدهم وعلاقاته مع المملكة.


يؤكد مرزوق الغانم أن الأمير محمد بن سلمان قال له إنه سيكون كويتيا سعوديا وليس سعوديا كويتيا وهو يسعى للوصول إلى حل نهائي للمشكلة، وإن طلبات أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح هي بمثابة أوامر واجبة التنفيذ، وأنه طلب منه أن يكون شاهداً على صدق ما يقوله خلال مباحثات إيجاد الحلول. ليس ذلك فحسب بل إن الأمير محمد تجاوز كل ما طرحته اللجان الفنية المتخصصة حول بعض التفاصيل التقنية وحسم الأمر بقوله هو خط فاصل هنا الكويت وهنا السعودية فما هي المشكلة، وعندما حاول بعض أعضاء الفريق السعودي استعادة شيء مما حدث خلال غزو الكويت رد عليهم الأمير بحزم أنه إذا كانت المملكة قدمت ما قدمته للكويت في تلك الأزمة فإن الملك عبدالعزيز خرج من الكويت لاستعادة ملك آبائه وأجداده وتوحيد المملكة.

هذا درس سياسي بليغ يقدمه المسؤول الذي يحرص بالفعل على علاقات أخوية طيبة مع جيرانه، تتجلى فيه الشجاعة والمصداقية بتجاوز كل الثانويات والخلافات الهامشية، وفي الوقت نفسه هو درس أخلاقي في السياسة يجسد الاحترام والتقدير من أمير تربى على القيم والمثل والاحترام، وكذلك هو درس لأصحاب المزايدات في الفرق بين الذين يحرصون على أوطانهم وعلاقاتها الجيدة والذين يزايدون بها دكاكين الشعارات.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com