هناك واجب لخدمة الوطن على الجميع وأنا منهم، وقلمي هذا هو لخدمتكم، ومقالي هذا هو جزء من خدمتي للوطن. لأنني أتمنى أن يكون من يمثلنا أفضل مني ومنك وفي أحسن حال، حتى يعكس للعالم الجمال في هذا الوطن.
عندما وضعت لائحة الوظائف الدبلوماسية عام ١٤٢٦ تم تفنيد الوظائف الدبلوماسية كوظائف فنية أسوة مثلاً بالضباط والعسكر، مما يؤهلهم بأن تكون رواتبهم أعلى من موظفي الخدمة المدنية بـ ١٥٪، فالمرتبة العاشرة بالدولة إذا كان راتبها ١٠٠٠٠ ريال مثلاً فسيكون راتب من يعادلها كسكرتير أول ١١٥٠٠، وعندما صدر الأمر السامي الكريم رقم ٤٠٩٧/ب بتاريخ ٢٥/٦/١٤٣٢هـ بتعديل سلالم موظفي الدولة ومن ضمنهم سلم رواتب الموظفين الدبلوماسيين! إلا أن سلم الخدمة المدنية تم تعديله ولم يعدل سلم الدبلوماسيين؟ فأصبحت سلالم الخدمة المدنية أعلى من الدبلوماسيين؟ ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم سيدي المسؤول، ونحن في ١٤٤١ لم يعدل السلم الدبلوماسي؟ والسؤال للخدمة المدنية ووزارة المالية، هل نُظر في هذا القرار؟ ولماذا لم يعدل السلم ويفعّل القرار، سيدي المسؤول؟
وصلتني رسائل كثيرة بعد مقالي الأول من دبلوماسيين سعوديين في (القارة السوداء)، يشرحون لي معاناتهم من خطورة بعض الدول أمنياً وصحياً عليهم وعلى أسرهم، مما يجبرهم على تركهم بالبلاد أو في دول عربية مجاورة، وأضف إلى ذلك إصاباتهم أو أطفالهم بالأمراض من حمى مالطية وملاريا، مما يجبرهم للعودة للعلاج في الوطن بلا سكن وصحة، ليدخل بدوامة أوامرعلاج وتمديد خدمات في البلد المضيف... لماذا لا يؤمن له تأمين صحي من تعيينه حتى تقاعده وما بعد التقاعد له ولأسرته وأطفاله ما دون سن الثامنة عشرة مثلاً؟ لماذا لا تبنى مجمعات في العواصم الرئيسية تضمن لهم أمانهم وصحتهم وراحتهم أسوة بالبعثات الأوروبية والأمريكية؟ غربة شتات وتعب لخدمة هذا البلد نعم، ولكن من سينظر بحالهم؟
بدل السكن بعد العودة مرة أخرى سيدي المسؤول! فلا سكن سادتي إلا سكن وزارة الخارجية وهو مؤقت! أين برامج الإسكان مع وزارة الإسكان لمنسوبي الخارجية؟ أين برامجهم بدعم وبلا تعجيل، لتمكنهم من أن يتملكوا في أوطانهم حالهم حال منسوبي وزارة التعليم التي وقعت هذا الأسبوع اتفاقية مع وزارة الإسكان؟ وحال قرض سابك لموظفيها وأرامكو (حي الرابية لكبار الموظفين)؟
هل يعقل التوجه لإقفال المدارس السعودية في الخارج، مثل المدرسة السعودية بباريس وبرلين، ليجبر أبناء الدبلوماسي للدراسة في المدارس العامة في البلد المضيف أو مدارس خاصة تتكفل الدولة بجزء من مصاريفها؟ والسؤال الملح كيف سينسجم الأبناء بمدارس المملكة عندما لا يكون هناك بدل للتعليم عند عودتهم ولا مدارس مخصصة لهم؟ وكيف سيدفع الدبلوماسي المسكين رسوم المدارس العالمية؟
قال لي دبلوماسي سعودي رفيع المستوى جملة استوقفتني، فقد قال إن صاحب السمو الملكي المغفور له الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الأسبق قال له في يوم من الأيام «إن أردت أن تقيس مدى نجاح أي دبلوماسي في عمله فانظر إلى حال زوجته؟»... نعم صدق سعود الفيصل، فعلى الزوجة دور دبلوماسي كما هو له دور، نشاطات اجتماعية وخيرية في البلد المضيف تعكس دورا رياديا بالدبلوماسية وكل هذا يحتاج لبرامج وتدريب مما يجعل الاستثمار بالدبلوماسي وزوجته وحسن اختيار من يمثلنا أمرا مفصليا في القرار... فلا يمكن أن يبقى التمثيل قائما على التدرج الوظيفي بلا فلترة وفرز، ولا أظننا سنستطيع استقطاب كفاءات عالية المؤهلات بهذه المخصصات.
السؤال: من الذي يقيّم هذه البدلات والمزايا بالدول؟ هل هي وزارة الخارجية أم هي لجان؟ وهل أعضاء هذه اللجان عملوا بالخارج؟ يا جماعة (أعطوا الخبز خبازه)، واستعينوا بأهل السلك الدبلوماسي ليحكوا لكم قصتهم بين ناري خدمة الوطن والوفاء له وخدمة عوائلهم وحقهم بالحياة الكريمة.
* كاتبة سعودية
WwaaffaaA@
عندما وضعت لائحة الوظائف الدبلوماسية عام ١٤٢٦ تم تفنيد الوظائف الدبلوماسية كوظائف فنية أسوة مثلاً بالضباط والعسكر، مما يؤهلهم بأن تكون رواتبهم أعلى من موظفي الخدمة المدنية بـ ١٥٪، فالمرتبة العاشرة بالدولة إذا كان راتبها ١٠٠٠٠ ريال مثلاً فسيكون راتب من يعادلها كسكرتير أول ١١٥٠٠، وعندما صدر الأمر السامي الكريم رقم ٤٠٩٧/ب بتاريخ ٢٥/٦/١٤٣٢هـ بتعديل سلالم موظفي الدولة ومن ضمنهم سلم رواتب الموظفين الدبلوماسيين! إلا أن سلم الخدمة المدنية تم تعديله ولم يعدل سلم الدبلوماسيين؟ فأصبحت سلالم الخدمة المدنية أعلى من الدبلوماسيين؟ ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم سيدي المسؤول، ونحن في ١٤٤١ لم يعدل السلم الدبلوماسي؟ والسؤال للخدمة المدنية ووزارة المالية، هل نُظر في هذا القرار؟ ولماذا لم يعدل السلم ويفعّل القرار، سيدي المسؤول؟
وصلتني رسائل كثيرة بعد مقالي الأول من دبلوماسيين سعوديين في (القارة السوداء)، يشرحون لي معاناتهم من خطورة بعض الدول أمنياً وصحياً عليهم وعلى أسرهم، مما يجبرهم على تركهم بالبلاد أو في دول عربية مجاورة، وأضف إلى ذلك إصاباتهم أو أطفالهم بالأمراض من حمى مالطية وملاريا، مما يجبرهم للعودة للعلاج في الوطن بلا سكن وصحة، ليدخل بدوامة أوامرعلاج وتمديد خدمات في البلد المضيف... لماذا لا يؤمن له تأمين صحي من تعيينه حتى تقاعده وما بعد التقاعد له ولأسرته وأطفاله ما دون سن الثامنة عشرة مثلاً؟ لماذا لا تبنى مجمعات في العواصم الرئيسية تضمن لهم أمانهم وصحتهم وراحتهم أسوة بالبعثات الأوروبية والأمريكية؟ غربة شتات وتعب لخدمة هذا البلد نعم، ولكن من سينظر بحالهم؟
بدل السكن بعد العودة مرة أخرى سيدي المسؤول! فلا سكن سادتي إلا سكن وزارة الخارجية وهو مؤقت! أين برامج الإسكان مع وزارة الإسكان لمنسوبي الخارجية؟ أين برامجهم بدعم وبلا تعجيل، لتمكنهم من أن يتملكوا في أوطانهم حالهم حال منسوبي وزارة التعليم التي وقعت هذا الأسبوع اتفاقية مع وزارة الإسكان؟ وحال قرض سابك لموظفيها وأرامكو (حي الرابية لكبار الموظفين)؟
هل يعقل التوجه لإقفال المدارس السعودية في الخارج، مثل المدرسة السعودية بباريس وبرلين، ليجبر أبناء الدبلوماسي للدراسة في المدارس العامة في البلد المضيف أو مدارس خاصة تتكفل الدولة بجزء من مصاريفها؟ والسؤال الملح كيف سينسجم الأبناء بمدارس المملكة عندما لا يكون هناك بدل للتعليم عند عودتهم ولا مدارس مخصصة لهم؟ وكيف سيدفع الدبلوماسي المسكين رسوم المدارس العالمية؟
قال لي دبلوماسي سعودي رفيع المستوى جملة استوقفتني، فقد قال إن صاحب السمو الملكي المغفور له الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الأسبق قال له في يوم من الأيام «إن أردت أن تقيس مدى نجاح أي دبلوماسي في عمله فانظر إلى حال زوجته؟»... نعم صدق سعود الفيصل، فعلى الزوجة دور دبلوماسي كما هو له دور، نشاطات اجتماعية وخيرية في البلد المضيف تعكس دورا رياديا بالدبلوماسية وكل هذا يحتاج لبرامج وتدريب مما يجعل الاستثمار بالدبلوماسي وزوجته وحسن اختيار من يمثلنا أمرا مفصليا في القرار... فلا يمكن أن يبقى التمثيل قائما على التدرج الوظيفي بلا فلترة وفرز، ولا أظننا سنستطيع استقطاب كفاءات عالية المؤهلات بهذه المخصصات.
السؤال: من الذي يقيّم هذه البدلات والمزايا بالدول؟ هل هي وزارة الخارجية أم هي لجان؟ وهل أعضاء هذه اللجان عملوا بالخارج؟ يا جماعة (أعطوا الخبز خبازه)، واستعينوا بأهل السلك الدبلوماسي ليحكوا لكم قصتهم بين ناري خدمة الوطن والوفاء له وخدمة عوائلهم وحقهم بالحياة الكريمة.
* كاتبة سعودية
WwaaffaaA@