إن عبارات الثناء والإشادة تتقاصر عن صنيع رجال أمن دولتنا، وهم يستبقون - بحسهم العالي وعزهم البطولي - جريمة إرهابية كانت على وشك الوقوع في مدينة الدمام الوادعة، ليأتي التعامل مع الجناة حاسماً وباتراً، بما أفضى إلى هلاك عنصرين، وضبط الثالث، وهو الآن رهن التحقيق، بحسب ما ورد في الأخبار من تصريحات لرئاسة أمن الدولة.
ولقد استوقفني طويلاً تصريح المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة اللواء بسّام العطية، وهو يشير بإصبع الاتهام إلى دور خارجي لدول لم يسمها، ووزارات حربية؛ حيث قال: «إننا لا نواجه جريمة جنائية بين أطراف محددة؛ بل نتكلم عن صراعات ومصالح ممتدة في التاريخ، لذلك عندما نرى تلك المواد المتفجرة شديدة الانفجار هي مواد لا تخرج من حرزها الثمين من المخازن العسكرية إلا برعاية دول وموافقة دول، فلا يمكن أن تكون هذه المواد في أيدي أفراد أو تنظيمات إرهابية إلا برعاية دول ووزارات حربية»..
إن هذه الإشارة من الأهمية بمكان، وتنطوي سطورها على رسائل مهمة علينا أن نعيها، ونتعامل معها جميعاً بوعي ومسؤولية مجتمعية ترفع من مستوى الحس الأمني لدينا جميعاً، لإدراك حجم التآمر الذي يحاك ضد وطننا العزيز، ومدى الاستهداف الذي يراد بمجتمعنا، من خلال إشاعة روح الفوضى، وتفخيخ أدمغة الشباب بثقافة الموت، وضرب اللحمة الوطنية بزرع بذور الفتنة عبر محولات أيديولوجية خارجية، تجتهد ما وسعتها الحيلة في تمرير أجندتها عبر الخونة وعديمي الضمير وفاقدي الهوية والحس الوطني السليم، فالوطن قيمة لا تضاهيها قيمة وهو أمانة لا بد أن نرعاها ونحافظ على ذرات ترابه ولا يسمح لفرد شاذ أو مجموعة مارقة أن تعكر صفو أمنه.
ومع تسليمي المطلق بأن مجتمعنا قد تخلّص من محاضن الفكر الضال، وأسكت أبواقه الناعقة في وطننا، وذلك بفضل الله أولاً، ثم بعزم وحسم ولاة أمرنا، حيث أعلن ولي العهد الأمين الحرب عليها في رسالة داوية وصريحة؛ فما عاد لها وجود يذكر، وسكتت حناجرها التي كانت تشرخ أمن الوطن بنعيق الموت، وشاذ الفكر، إلا أننا اليوم أحوج ما نكون لرفع وتيرة الوعي، وإدراك أن مسؤولية الأمن ليست وظيفة رسمية محصورة في المنتسبين لجهاز أمن دولتنا الأشاوس، ولكنها قيمة لا بد أن تستشعرها كل قطاعات المجتمع، بدءاً من الأسرة في مراقبة أبنائها مراقبة واعية وبصيرة، وتقويم أي انحراف فكري قد يطرأ عليهم، ومتابعة مساقي الفكر الذي يتلقونه، وتعقّب مصادره، ومواجهة أي مظهر للخروج عن المسار السليم بكل الحزم والقوة، فمن الواضح أننا نعيش وسط محيط إقليمي لم يعد محصناً ضد غوائل الأفكار الهدامة، التي تسعى بكل ما تملك لزعزعة أمن واستقرار المملكة، فما فتئت تحيك الدسائس، وتسخّر إمكانياتها، وتنفث سموم حقدها الدفين، صانعة لها وجوداً مزيفاً من خلال أفراد رضوا بالهوان والارتزاق والعمالة، فخانوا وطنهم، فبرئت منهم ذمة الأخلاق والمروءة، فما لهم غير القتل منا جزاء، بعد أن استوفى الوطن حقه بالنصيحة والمناصحة والدعوة بالحسنى إلى الاعتدال والتسامح والتزام طريق الجماعة والمواطنة الحقة. إن الوعي الأمني ضرورة لا بد أن نحرص عليها وهدف نسعى إليه فهو مسؤوليتنا جميعاً بما يحفظ استقرار وطننا وأمنه وأمانه، ويكون هذا الوعي مادة تدرس في كل مراحل التعليم.
أجدد الثناء والإشادة بصنيع رجال أمننا البواسل، وهم يؤكدون في كل مرة يستبقون فيها الإجرام قبل وقوعه، والإرهاب قبل حدوثه، أن حسهم يقظ، ومتابعتهم دقيقة، فهنيئاً للوطن بأبنائه الخلّص، وسحقاً للخونة وأعداء الوطن أينما كانوا، فالإرهاب جريمة عظمى في حق الإنسان والحياة والدين والقيم والأخلاق والمبادئ.
* كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com
ولقد استوقفني طويلاً تصريح المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة اللواء بسّام العطية، وهو يشير بإصبع الاتهام إلى دور خارجي لدول لم يسمها، ووزارات حربية؛ حيث قال: «إننا لا نواجه جريمة جنائية بين أطراف محددة؛ بل نتكلم عن صراعات ومصالح ممتدة في التاريخ، لذلك عندما نرى تلك المواد المتفجرة شديدة الانفجار هي مواد لا تخرج من حرزها الثمين من المخازن العسكرية إلا برعاية دول وموافقة دول، فلا يمكن أن تكون هذه المواد في أيدي أفراد أو تنظيمات إرهابية إلا برعاية دول ووزارات حربية»..
إن هذه الإشارة من الأهمية بمكان، وتنطوي سطورها على رسائل مهمة علينا أن نعيها، ونتعامل معها جميعاً بوعي ومسؤولية مجتمعية ترفع من مستوى الحس الأمني لدينا جميعاً، لإدراك حجم التآمر الذي يحاك ضد وطننا العزيز، ومدى الاستهداف الذي يراد بمجتمعنا، من خلال إشاعة روح الفوضى، وتفخيخ أدمغة الشباب بثقافة الموت، وضرب اللحمة الوطنية بزرع بذور الفتنة عبر محولات أيديولوجية خارجية، تجتهد ما وسعتها الحيلة في تمرير أجندتها عبر الخونة وعديمي الضمير وفاقدي الهوية والحس الوطني السليم، فالوطن قيمة لا تضاهيها قيمة وهو أمانة لا بد أن نرعاها ونحافظ على ذرات ترابه ولا يسمح لفرد شاذ أو مجموعة مارقة أن تعكر صفو أمنه.
ومع تسليمي المطلق بأن مجتمعنا قد تخلّص من محاضن الفكر الضال، وأسكت أبواقه الناعقة في وطننا، وذلك بفضل الله أولاً، ثم بعزم وحسم ولاة أمرنا، حيث أعلن ولي العهد الأمين الحرب عليها في رسالة داوية وصريحة؛ فما عاد لها وجود يذكر، وسكتت حناجرها التي كانت تشرخ أمن الوطن بنعيق الموت، وشاذ الفكر، إلا أننا اليوم أحوج ما نكون لرفع وتيرة الوعي، وإدراك أن مسؤولية الأمن ليست وظيفة رسمية محصورة في المنتسبين لجهاز أمن دولتنا الأشاوس، ولكنها قيمة لا بد أن تستشعرها كل قطاعات المجتمع، بدءاً من الأسرة في مراقبة أبنائها مراقبة واعية وبصيرة، وتقويم أي انحراف فكري قد يطرأ عليهم، ومتابعة مساقي الفكر الذي يتلقونه، وتعقّب مصادره، ومواجهة أي مظهر للخروج عن المسار السليم بكل الحزم والقوة، فمن الواضح أننا نعيش وسط محيط إقليمي لم يعد محصناً ضد غوائل الأفكار الهدامة، التي تسعى بكل ما تملك لزعزعة أمن واستقرار المملكة، فما فتئت تحيك الدسائس، وتسخّر إمكانياتها، وتنفث سموم حقدها الدفين، صانعة لها وجوداً مزيفاً من خلال أفراد رضوا بالهوان والارتزاق والعمالة، فخانوا وطنهم، فبرئت منهم ذمة الأخلاق والمروءة، فما لهم غير القتل منا جزاء، بعد أن استوفى الوطن حقه بالنصيحة والمناصحة والدعوة بالحسنى إلى الاعتدال والتسامح والتزام طريق الجماعة والمواطنة الحقة. إن الوعي الأمني ضرورة لا بد أن نحرص عليها وهدف نسعى إليه فهو مسؤوليتنا جميعاً بما يحفظ استقرار وطننا وأمنه وأمانه، ويكون هذا الوعي مادة تدرس في كل مراحل التعليم.
أجدد الثناء والإشادة بصنيع رجال أمننا البواسل، وهم يؤكدون في كل مرة يستبقون فيها الإجرام قبل وقوعه، والإرهاب قبل حدوثه، أن حسهم يقظ، ومتابعتهم دقيقة، فهنيئاً للوطن بأبنائه الخلّص، وسحقاً للخونة وأعداء الوطن أينما كانوا، فالإرهاب جريمة عظمى في حق الإنسان والحياة والدين والقيم والأخلاق والمبادئ.
* كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com