بينما يتبدى وهن القوة الزائفة التي تروجها إيران وأذرعها، خاصة بعد الاغتيال السلس للجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس والذي روج له إعلامياً بالقائد الذي لا يقهر، تظهر عياناً هشاشة هذه الصورة والتي لم تكن تصور أبعد من نمر على ورق.
في واقع الأمر أسهم في هشاشة هذا المشهد، انتفاض شيعة العراق والذين أثبتوا أن الدولة الوطنية أبقى، وأن الانتماء المذهبي الشيعي لا يحمل أي التزامات إيرانية، بل حملوا شعارات «مرجعيتنا سندنا» بمجرد تأييد سماحة آية الله السيستاني قبيل مقتل سليماني بأيام.
اليوم تدرك إيران أكثر من أي وقت مضى، أنها لا تتعامل مع جورج بوش الابن الذي طوع أفغانستان والعراق متماهيا مع إيران، ولا أوباما الذي وقع اتفاقا يختصر شرور إيران في السلاح النووي، ويعترف ضمنيا بالتوسع الإيراني في المنطقة العربية.
للحظات شعرت طهران أنها تتعامل مع أوباما آخر، إلا أنها أخطأت الخط الأحمر، فلم يرد الرئيس ترمب على استهداف ناقلات النفط، ولا رد على استهداف منشآت النفط، بل لم يتحرك بعد إسقاط طائرة أمريكية بدون ركاب، وفجأة رداً على مقتل مواطن أمريكي ثم اقتحام السفارة في بغداد، تحرك فقتل قائد التمددات الإيرانية في المنطقة العربية، والذي كان يفاخر قبل أشهر بأن رفاقه كسبوا أكثرية برلمانية في بيروت.
ربما كان جر واشنطن لمعركة عسكرية نصيحة ديموقراطية، قد تكون أتت من جون كيري المستميت للاتفاق ولإعادة الاتفاق، إذا ما خسر ترمب الانتخابات المقبلة، ولكن هذا العام المتبقي على الانتخابات كأنه يزداد طولا على الإيرانيين، فثبات أمريكا وعقوباتها التي تزداد إيلاما، وعدم تقديم الروس والصينيين الكثير، يجعل الزمن عامل حياة أو موت، خاصة مع ما يحدث في العراق ولبنان، ويالها من رمزية حين رفض المتظاهرون في الناصرية مرور نعش أبومهدي المهندس من الناصرية للنجف.
الرئيس ترمب هدد بمجرد قتل سليماني والمهندس، بأنه يملك 52 هدفا داخل إيران، في حال فكرت في رد أحمق، ويبدو أن هذا التهديد أُخذ بجدية، خاصة أنه يعني تجاوز الحرب بالوكالة في الخليج والعراق إلى حرب مباشرة على أهداف داخل إيران.
وفِي استهداف القواعد الأمريكية داخل العراق بالصواريخ، والحرص على عدم إسقاط أي ضحايا بشرية، يبدو أن الإيرانيين استعادوا شعار الحزب الجمهوري «الفيل»، وأدركوا أن قتل مواطنين أمريكان تحديداً، سيشبه سير الفيل على غابات إيران، وعلموا أن الرهان الحقيقي للرئيس ترمب على الانتخابات، ورده العسكري من عدمه مرتبط بما يمنحه من نقاط وما يسلبه من نقاط.. وهذه منافسة ديموقراطية لا تفهمها إيران.
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com
في واقع الأمر أسهم في هشاشة هذا المشهد، انتفاض شيعة العراق والذين أثبتوا أن الدولة الوطنية أبقى، وأن الانتماء المذهبي الشيعي لا يحمل أي التزامات إيرانية، بل حملوا شعارات «مرجعيتنا سندنا» بمجرد تأييد سماحة آية الله السيستاني قبيل مقتل سليماني بأيام.
اليوم تدرك إيران أكثر من أي وقت مضى، أنها لا تتعامل مع جورج بوش الابن الذي طوع أفغانستان والعراق متماهيا مع إيران، ولا أوباما الذي وقع اتفاقا يختصر شرور إيران في السلاح النووي، ويعترف ضمنيا بالتوسع الإيراني في المنطقة العربية.
للحظات شعرت طهران أنها تتعامل مع أوباما آخر، إلا أنها أخطأت الخط الأحمر، فلم يرد الرئيس ترمب على استهداف ناقلات النفط، ولا رد على استهداف منشآت النفط، بل لم يتحرك بعد إسقاط طائرة أمريكية بدون ركاب، وفجأة رداً على مقتل مواطن أمريكي ثم اقتحام السفارة في بغداد، تحرك فقتل قائد التمددات الإيرانية في المنطقة العربية، والذي كان يفاخر قبل أشهر بأن رفاقه كسبوا أكثرية برلمانية في بيروت.
ربما كان جر واشنطن لمعركة عسكرية نصيحة ديموقراطية، قد تكون أتت من جون كيري المستميت للاتفاق ولإعادة الاتفاق، إذا ما خسر ترمب الانتخابات المقبلة، ولكن هذا العام المتبقي على الانتخابات كأنه يزداد طولا على الإيرانيين، فثبات أمريكا وعقوباتها التي تزداد إيلاما، وعدم تقديم الروس والصينيين الكثير، يجعل الزمن عامل حياة أو موت، خاصة مع ما يحدث في العراق ولبنان، ويالها من رمزية حين رفض المتظاهرون في الناصرية مرور نعش أبومهدي المهندس من الناصرية للنجف.
الرئيس ترمب هدد بمجرد قتل سليماني والمهندس، بأنه يملك 52 هدفا داخل إيران، في حال فكرت في رد أحمق، ويبدو أن هذا التهديد أُخذ بجدية، خاصة أنه يعني تجاوز الحرب بالوكالة في الخليج والعراق إلى حرب مباشرة على أهداف داخل إيران.
وفِي استهداف القواعد الأمريكية داخل العراق بالصواريخ، والحرص على عدم إسقاط أي ضحايا بشرية، يبدو أن الإيرانيين استعادوا شعار الحزب الجمهوري «الفيل»، وأدركوا أن قتل مواطنين أمريكان تحديداً، سيشبه سير الفيل على غابات إيران، وعلموا أن الرهان الحقيقي للرئيس ترمب على الانتخابات، ورده العسكري من عدمه مرتبط بما يمنحه من نقاط وما يسلبه من نقاط.. وهذه منافسة ديموقراطية لا تفهمها إيران.
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com