الثقافة حق مشاع للجميع وفضاء مفتوح لا يجب محاصرته بين جدران القاعات النخبوية، هذا ما شعرت به وأنا أتجول في أركان الساحة الثقافية المقامة حالياً في الواجهة البحرية لمدينة جدة. والحقيقة أنني عندما قرأت عنها ظننتها لا تزيد على كثير من الفعاليات التي تحمل اسماً رناناً لكنها تخلو من المضمون المفيد كما اعتدنا مشاهدتها في المواسم والمناسبات، لكن هذه الحديقة مختلفة تماما ومدهشة كثيراً بتفاصيلها وتنويعاتها واستهدافها مختلف الشرائح والأعمار. الحديقة الثقافية تعد إحدى مبادرات أمانة جدة في ملتقى مكة الثقافي حيث تقع على مساحة تقدر بـ42 ألف متر مربع في واجهة جدة البحرية «ميدان النورس» وتحظى بمشاركة 14 جهة والمتمثلة في ملتقى مكة الثقافي، وأمانة جدة، وتعليم جدة، وجامعة جدة، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الطائف، وأكاديمية الشعر العربي، وتعليم الطائف، وشركة الكهرباء، وجمعية الثقافة والفنون بجدة، وتعليم مكة، ونادي جدة الأدبي، ورئاسة الحرمين، وفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالإضافة إلى المبادرة النوعية لمركز «أستطيع أن أتكلم العربية». أكثر من 51 فعالية بالحديقة لهذا العام، وهي فعاليات متنوعة تناسب زوار الحديقة، ما بين فعاليات للأطفال، وكل الأعمار، في المنطقة المفتوحة وعلى مسرح الحديقة معاً. من ضمن الفعاليات، موشحات أندلسية، وأمسيات شعرية، ومسرحيات متنوعة، ومعرض صور، ومراسم حرة، وتعليم الخط العربي، ومقطوعات موسيقية، ومساجلات شعرية، ومسابقات يومية، ومقهى الثقافة، وإطلاق شخصيتي الرسوم المتحركة «فصيح وفصيحة»، وأمسيات قصصية، والمكتبة المتنقلة و«عربات الكتب»، ومسابقة فصيح مكة لطلاب التعليم العام والعالي، وكذلك «أوبريتات» وغيرها من الفعاليات الجاذبة التي تصب جميعها في إسعاد الزوار وزيادة مخزونهم الثقافي كونها فعاليات تعنى باللغة العربية الفصحى وتعزز موضوع الملتقى للعام الحالي «كيف نكون قدوة بلغة القرآن».. إنها فكرة خلاقة يشكر القائمون عليها.