-A +A
حمود أبو طالب
لا أجد سبباً ممكناً يجعلني أشك في حرص وزارة التعليم على تقديم الأفضل للمبتعثين وتطوير الخدمات المتوفرة لهم عبر الملحقيات أو الوزارة، وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ أكاديمي مرموق وقيادي خبير له باع طويل وخبرة متميزة، وقد لمسنا حرصه الشديد على حل المشاكل الموجودة في كل ما يتعلق بالوزارة ومنها بالتأكيد مشاكل الملحقيات، التي أكد في أكثر من لقاء معه إحاطته بها وعزمه الجاد على تجاوزها.

أقول ذلك إنصافاً للوزارة ووزيرها، قبل أن أتحدث عن نظام (سفير 2) الذي استبدلت به الوزارة النظام القديم (سفير 1) منذ حوالى 3 أشهر لكنه تسبب في مشاكل كبيرة للمبتعثين ما زالت قائمة، وبعضها أصبح يهدد بالفعل كثيراً من الطلاب، لما تسبب فيه من مشاكل أكاديمية ومالية وعائلية ونفسية، وجعلهم يعيشون وضعاً مشوباً بالقلق والتوتر والخوف، كما أنه أصبح موضوع وسائل الإعلام ووسائل التواصل، نقداً له واستياءً منه، ورغم أهمية الموضوع والشكوى المستمرة للمبتعثين فقد تأخرت الوزارة كثيراً في تدارك الوضع، رغم أن أكبر مشكلة تقنية يمكن حلها الآن في وقت وجيز.


لقد علمنا أن نظام سفير 2 متطور ومن شأنه تسهيل معاملات المبتعثين، لكن لا نعرف ما الذي جعله يتسبب في مشاكل كبيرة لم تحل إلى الآن، ولماذا لم يكن هناك احتياط لتفادي ما قد يحدث خلال فترة الانتقال من النظام الأول إلى الجديد. وعلى أي حال علمنا أن الوزارة أرسلت مؤخراً فريقاً إلى واشنطن باعتبار أكثر المشاكل الإجرائية والتقنية والإدارية في ملحقيتها وكلفته بحلها، وهنا نأمل من هذا الفريق أن يكون عملياً ويقوم أولاً بمعالجة الطلبات العاجلة والعالقة منذ بدء النظام والتي أصبح أصحابها على شفير الخطر، ثم إصلاح النظام جذرياً وضمان عدم تعطله لاحقا. وبعد ذلك نأمل من الوزارة تنقية الملحقيات من بعض الموظفين الذين يعطلون إجراءات الطلاب أكثر مما عطلها النظام الجديد، أولئك الموظفين الذين يمثل الطالب آخر وأقل اهتماماتهم، وإذا ثبت تعمد بعضهم في استمرار مشكلة سفير 2 -كما يتردد- فلا بد من محاسبتهم قبل فتح باب الملحقية لخروجهم النهائي منها.

نأمل يا معالي الوزير أن نسمع أخباراً جيدة خلال هذا الأسبوع تسعد المبتعثين وتنتشلهم من الدوامة التي وقعوا فيها.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com