كان أجدادنا يُطلقون على «حلالهم» من الأغنام والأبقار والإبل وصف «الفقر المحبوب» كونها تستهلك منهم في الرعي والمراعاة أضعاف ما تردّ عليهم من نتاج محدود، إلا أن القلب مُعلّق بها ومن القلوب والعقول ما أشقى.
هناك من سعى للثقافة، وهناك من سعت إليه. وفي كلتا الحالتين لا مناص من شقاء. فالبحث عن المعرفة شقاء. والإيمان بها حين تجدها أكثر شقاوة، ومحاولة تفعيلها في الحياة والمجاهرة بها متعذر لأسباب وجيهة وأسباب غير منطقية.
المثقف في الغالب متهم. لأنه يحمل أسئلة موجعة. وتدمي القلب. وتضعه في موقف لا يحسد عليه. وهو محل تندر وسخرية مجايليه ومناوئيه، ولو جاع وعَرِي لما وجد التعاطف الذي يجده واعظ أراجوز مثلاً. فهذا عند «جماعته» نموذج وقدوة، وحظّه بفضل تقمص التُقى كبير، وأخطاؤه مغفورة وعثراته مجبورة ومكانته الاجتماعية محفوظة بما يملك من كاريزما «رجل دين».
المثقف الذي أفنى العمر والمال في جمع الكتب، وأتلف العيون بما قضى من الساعات الطوال في القراءة والتعليق والكتابة أحياناً ربما لم يفكّر فيما يُريد!، والأدهى والأمر أن بعض المثقفين لم ينجح بالثقافة في أن يكون مثالياً في ذاته ناهيك عن تحقيق المثالية في حياة قرّاءه ومريديه ومجتمعاته.
المثقف الفعلي لا يمكن أن يجني مكاسب من ثقافته، فهو مشاع حساً ومعنى لغيره، ومن أثرى من المثقفين فهناك علامة استفهام كبرى حول مشروعية الثراء وحول حقيقة الثقافة، وربما هناك من تغوّل بثقافته وانحاز للربح المادي على حساب المبادئ والقِيم.
ربما منحت الكُتب المثقفين خبرات إضافية إلا أنهم أعجز الناس عن تحقيق حياة اجتماعية مستقّرة، وأقلهم خبرة في الانتصاف ممن تطاول عليهم، وأدنى المكونات الاجتماعية جرأة في المطالبة بحق، أو البوح للآخرين بواقع الحال الواقع أو المائل، وبعضنا يعلم أن سبب معاناة عدد كبير من المثقفين يتمثل في حسن ظنهم بثقافتهم أو بمجتمعاتهم.
لو فكّر المثقف في رمزية حركات اللغة العربية «الفتحة، الضمّة، الكسرة، الشدّة، السكون» لوجدها تعبّر عن وجدانه وحياته، وهو بين خيارين أحلاهما أمرّ من الآخر.
هناك من سعى للثقافة، وهناك من سعت إليه. وفي كلتا الحالتين لا مناص من شقاء. فالبحث عن المعرفة شقاء. والإيمان بها حين تجدها أكثر شقاوة، ومحاولة تفعيلها في الحياة والمجاهرة بها متعذر لأسباب وجيهة وأسباب غير منطقية.
المثقف في الغالب متهم. لأنه يحمل أسئلة موجعة. وتدمي القلب. وتضعه في موقف لا يحسد عليه. وهو محل تندر وسخرية مجايليه ومناوئيه، ولو جاع وعَرِي لما وجد التعاطف الذي يجده واعظ أراجوز مثلاً. فهذا عند «جماعته» نموذج وقدوة، وحظّه بفضل تقمص التُقى كبير، وأخطاؤه مغفورة وعثراته مجبورة ومكانته الاجتماعية محفوظة بما يملك من كاريزما «رجل دين».
المثقف الذي أفنى العمر والمال في جمع الكتب، وأتلف العيون بما قضى من الساعات الطوال في القراءة والتعليق والكتابة أحياناً ربما لم يفكّر فيما يُريد!، والأدهى والأمر أن بعض المثقفين لم ينجح بالثقافة في أن يكون مثالياً في ذاته ناهيك عن تحقيق المثالية في حياة قرّاءه ومريديه ومجتمعاته.
المثقف الفعلي لا يمكن أن يجني مكاسب من ثقافته، فهو مشاع حساً ومعنى لغيره، ومن أثرى من المثقفين فهناك علامة استفهام كبرى حول مشروعية الثراء وحول حقيقة الثقافة، وربما هناك من تغوّل بثقافته وانحاز للربح المادي على حساب المبادئ والقِيم.
ربما منحت الكُتب المثقفين خبرات إضافية إلا أنهم أعجز الناس عن تحقيق حياة اجتماعية مستقّرة، وأقلهم خبرة في الانتصاف ممن تطاول عليهم، وأدنى المكونات الاجتماعية جرأة في المطالبة بحق، أو البوح للآخرين بواقع الحال الواقع أو المائل، وبعضنا يعلم أن سبب معاناة عدد كبير من المثقفين يتمثل في حسن ظنهم بثقافتهم أو بمجتمعاتهم.
لو فكّر المثقف في رمزية حركات اللغة العربية «الفتحة، الضمّة، الكسرة، الشدّة، السكون» لوجدها تعبّر عن وجدانه وحياته، وهو بين خيارين أحلاهما أمرّ من الآخر.