-A +A
أروى المهنا
لا يخفى على الجميع أن ثقافة مؤسسات المجتمع المدني في وطننا ما زالت ضعيفة، رغم وجود مؤسسات تندرج تحت هذا العنوان العريض، لكنها تعمل بشكل خجول، بل إن بعضها لا يرتقي لتصنيفه ضمن مؤسسات المجتمع المدني.

هناك حساسية واضحة تجاه العمل بهذا المعترك، وأشير إلى المعترك، كون نظرة الاتهام حول من يحاول إشراك هذا المفهوم أو المصطلح في ثقافة البيئة المحيطة به حاضرة وبشكل كبير وملحوظ.


وإذا أردنا تعريف مؤسسات المجتمع المدني، فهي كل مجموعة أو منظمة تنشط في المجال العام بأي اختصاص كان، وهي مؤسسات لا تسعى للسلطة ولا حتى المال، بل تصنف من القطاعات غير الربحية، وتنخرط المؤسسة في تقديم الخدمات، ودعم التعليم المستقل، وحتى القيام بأي نشاط كالتثقيف بأهمية الرياضة والصحة مثلاً.

وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان أشار في حواره الأخير مع الزميل فيصل الخماش في صحيفتنا «عكاظ» إلى إيمان الوزارة بدور مؤسسات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي في دفع عجلة التنمية الثقافية ونشر المشاركة المجتمعية والمتخصصة، وهذا يدل على نقلة كبيرة في تغيير المفاهيم السابقة وذكرها من قبل جهة الثقافة، وهذا أمر يدعو للتفاؤل.

الهدف من مؤسسة المجتمع المدني، مساعدة الحكومة بتحمل جزء من أعباء التنمية، كما نص في الخطة التنفيذية لبرنامج التحول الوطني 2030: الهدف الإستراتيجي رقم 1.3.6 مختص بدعم نمو القطاع غير الربحي وزيادة تنوعه وتأثيره، ليصبح هذا القطاع من ركائز البنية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، ومسانداً لمنظومة الدعم الحكومي، ومصدراً للوظائف.

الهدف الإستراتيجي رقم 2.3.6 تمكين المنظمات غير الربحية من تحقيق أثر أعمق، تحقيق الاستدامة للمنظمات غير الربحية، وتعزيز دورها في الابتكار، وقيام هذه المنظمات بتقديم الخدمات بجودة عالية، وذلك من خلال بناء منظومة متقدمة لدعم تطورها.

لهذا فإن الرهان الآن على الوعي المجتمعي لدعم هذه التحولات، فأفراد المجتمع هم محور التحول سواء بتفاعلهم أو حتى دعمهم ونقدهم، التحدي هو في مفاهيم إدارة السمعة وتحسين نظرة المجتمع للمنظمات، وهذا هو الهدف.