-A +A
حمود أبو طالب
مع احتدام مشكلة برنامج سفير 2 للمبتعثين التي نتمنى أنها أوشكت على الانتهاء لكي تكون تجربة مفيدة نتعلم منها ضرورة الاستعداد التام والتأكد من صلاحية أي نظام أو قرار مهم قبل تطبيقه، مع هذه المشكلة تبزغ بعض الجوانب المتعلقة بأوضاع المبتعثين والملحقيات من حيث كفاءة العاملين فيها وإلمامهم بالتفاصيل الدقيقة لمشوار الطالب وما يتخلله من متاعب، وقدرتهم على أن يكونوا عوناً حقيقياً على تجاوزها في الوقت المناسب وبالطرق المثلى.

أولاً، لطالما اشتكى المبتعثون من عدم قدرة المكافأة المخصصة لهم على الوفاء بأقل ضرورات الحياة من سكن وفواتير ومعاش ومواصلات وغيرها، سنضرب مثلاً بأمريكا، التي قد تصل أجرة شقة صغيرة جداً في بعض ولاياتها إلى 2000 دولار شهريا، بينما المكافأة 1800 دولار، هذه فقط تستنزف أكثر من المكافأة، وحتى في الولايات الأرخص فإن تكاليف الحياة ترتفع بشكل متصاعد لا تكفي معه المكافأة أبدا.


قد يقول قائل إن على الطلاب الاقتصاد في الصرف وشد الأحزمة لأنهم يطلبون العلم وليس السياحة والرفاهية. هذا صحيح ولكن طلب العلم لا يتحقق بنجاح مع التعب النفسي والمعاناة المادية المستمرة، إن هؤلاء الطلاب هم بمثابة الصندوق السيادي البشري للوطن، والاستثمار الأهم له، ويجب أن نوفر لهم على الأقل الحد الأدنى من الحياة المعقولة في بلاد الغربة، خصوصاً أن الكثير منهم يعتمدون على المكافأة كمصدر وحيد لحياتهم هناك، وهنا نحن لا نتحدث عن بعض التخصصات التي تتطلب مراجع غالية الثمن أو حتى بعض المواد التي يجب أن يدفع الطالب رسوما مرتفعة لتسجيلها، وقد لا تدخل ضمن الضمان المالي الذي تدفعه الملحقية. لقد أصبح النظر في زيادة المكافأة ضروريا يا وزارة التعليم، وليست خسارة في شباب يعود بالعلم النافع لخدمة الوطن.

أما الجانب الآخر فهو لماذا لا تستفيد الوزارة من بعض خريجي الابتعاث القادرين والراغبين بتوظيفهم في الملحقيات، فلن يفهم احتياجات وظروف الطالب ويشعر بها إلا طالب مر بذات الرحلة ويعرف تفاصيلها جيدا. هناك الكثير من الشكاوى من بعض موظفي الملحقيات، سعوديين وأجانب، كالتعطيل واللامبالاة والإهمال والاستخفاف بل تصل أحيانا إلى الإهانات بأسلوب غير مقبول. هذا لا يجب أن يحدث، وأمثال هؤلاء يجب أن يغادروا الملحقيات لأنهم يسيئون للطلاب ولوزارة التعليم وللمملكة، مع أنهم موجودون هناك لخدمة المبتعث، وليس لهم عمل غير ذلك.

استفيدي من المبتعثين في الملحقيات يا وزارتنا الموقرة فهم الأقدر والأجدر، ولا يحتاجون وقتاً طويلاً لتدريبهم على العمل.