في السادس والعشرين من كانون الثاني تشرفت بلقاء معالي وزير الإسكان الأستاذ ماجد الحقيل، وعدد من كتاب الرأي من عدة صحف محلية في مكتبه، حيث يهتم معاليه بشكل دوري بالالتقاء مع الإعلاميين والكتاب لفحص آراء الناس ويتلمس احتياجاتهم بشكل مباشر، وهذا النوع من اللقاءات بين الإعلام والمسؤولين يعكس مدى الثقة والانفتاح المؤسسي من قبل الوزارات، وتوجه يتوافق بشكل كبير مع رؤية الوطن وطموحه يتحاور بها جميع الأطراف دون قيود أو مجاملات.
بدأ معاليه باستعراض منجزات الوزارة وكانت لغة الأرقام سيدة الموقف، شراكات حقيقية وناجحة مع القطاع الخاص، طلبات المواطنين ومشكلاتهم يشرف عليها فريق الوزارة بشكل يومي، تقلصت مدة الانتظار للسكن من ١٥ و١٠ أعوام إلى أقل من 5 سنوات، يتم التعامل يوميا مع ما لا يقل عن ٤٠ ألف طلب، تفعيل إيجابي لدور الجمعيات الأهلية، التعاون مع عدة جهات حكومية، تسويق للمنتجات وخطط وعقول لا تعرف الاستسلام، كانت لغة الوزير الحقيل علمية رصينة ترسم للمستمع صورة مشرقة للعقول الشابة والفكر المختلف، طرحت على معاليه عددا من الأسئلة ورغم كثرتها إلا أنه لم يتردد بتوضيحها بشكل كامل، لعل سؤالي عن الشراكة مع الجامعات هو ما سوف أتناوله اليوم.
وكان السؤال عن ما مدى وجود شراكة حقيقية مع الجامعات السعودية؟ وكيف يمكن للجامعات أن تخدم وزارة الإسكان من ناحية بحثية، وكان جواب معاليه صريحا، حيث قال إن الوزارة تتطلع لعقد شراكات ممتدة مع الجامعات، لكن فكرة الكراسي البحثية بصورتها الحالية تكاد تكون غير مناسبة، لكن لعل السنوات القادمة تكون هناك شراكات على هيئة منح تعليمية تخدم الوزارة والطلبة، بحيث تكون مجموعة من الطلبة تطبق أبحاثا ودراسات متصلة بشكل مباشر بالوزارة.
أيضا تساءلت عن وجود وحدة بحثية في الوزارة من عدمها، فأجاب معاليه أن الوزارة لديها قواعد بيانات ومعلومات وفيرة، لكن الوزارة مهتمة بالجانب الاجتماعي وتسعى بشكل مختلف لتوقع احتياجات المواطنين وتلبيتها وتسابق الزمن. الوزير الحقيل شخصية واقعية جدا وقد أجاب بشكل مفصل عن التغيرات المجتمعية ومشاريع الوزارة لخدمة كافة الأسر بكافة أشكالها بما فيها (الوالدية المنفصلة أو ما يعرف بالوالد الأعزب)، وهو نمط أصبح منتشرا أخيرا، بجانب مناقشة أحقية العزاب والحلول الممكنة. انفتاح الوزارة على المجتمع أمر غير مسبوق، ويحسب لمعاليه.
لماذا نهتم بالجامعات؟ لأن الجامعات هي مرآة المجتمع وهي معقل الأبحاث والخبرات، وحينما أتحدث عن علاقة الجامعات بالإسكان فنحن لا نتحدث فقط عن المساكن والمباني الصامتة، إنما عن ساكنيها وعن وجوه أهلها وأصحابها، فالتمدد المجتمعي والاغتراب والسفر والتكدس في مناطق دون أخرى أمور مهم أن تكون حاضرة في ذهن صانع السياسات، وأقترح أن تطرح الوزارة دراسة نمائية (عمودية) من عام ٢٠٢٠ لعام ٢٠٣٠ لتدرس هذه التحولات السكانية من جهة ولتحضر للسكان الجدد منازلهم وتشاركهم أحلامهم في عام ٢٠٤٠-٢٠٥٠!
* كاتبة سعودية
areejaljahani@gmail.com
بدأ معاليه باستعراض منجزات الوزارة وكانت لغة الأرقام سيدة الموقف، شراكات حقيقية وناجحة مع القطاع الخاص، طلبات المواطنين ومشكلاتهم يشرف عليها فريق الوزارة بشكل يومي، تقلصت مدة الانتظار للسكن من ١٥ و١٠ أعوام إلى أقل من 5 سنوات، يتم التعامل يوميا مع ما لا يقل عن ٤٠ ألف طلب، تفعيل إيجابي لدور الجمعيات الأهلية، التعاون مع عدة جهات حكومية، تسويق للمنتجات وخطط وعقول لا تعرف الاستسلام، كانت لغة الوزير الحقيل علمية رصينة ترسم للمستمع صورة مشرقة للعقول الشابة والفكر المختلف، طرحت على معاليه عددا من الأسئلة ورغم كثرتها إلا أنه لم يتردد بتوضيحها بشكل كامل، لعل سؤالي عن الشراكة مع الجامعات هو ما سوف أتناوله اليوم.
وكان السؤال عن ما مدى وجود شراكة حقيقية مع الجامعات السعودية؟ وكيف يمكن للجامعات أن تخدم وزارة الإسكان من ناحية بحثية، وكان جواب معاليه صريحا، حيث قال إن الوزارة تتطلع لعقد شراكات ممتدة مع الجامعات، لكن فكرة الكراسي البحثية بصورتها الحالية تكاد تكون غير مناسبة، لكن لعل السنوات القادمة تكون هناك شراكات على هيئة منح تعليمية تخدم الوزارة والطلبة، بحيث تكون مجموعة من الطلبة تطبق أبحاثا ودراسات متصلة بشكل مباشر بالوزارة.
أيضا تساءلت عن وجود وحدة بحثية في الوزارة من عدمها، فأجاب معاليه أن الوزارة لديها قواعد بيانات ومعلومات وفيرة، لكن الوزارة مهتمة بالجانب الاجتماعي وتسعى بشكل مختلف لتوقع احتياجات المواطنين وتلبيتها وتسابق الزمن. الوزير الحقيل شخصية واقعية جدا وقد أجاب بشكل مفصل عن التغيرات المجتمعية ومشاريع الوزارة لخدمة كافة الأسر بكافة أشكالها بما فيها (الوالدية المنفصلة أو ما يعرف بالوالد الأعزب)، وهو نمط أصبح منتشرا أخيرا، بجانب مناقشة أحقية العزاب والحلول الممكنة. انفتاح الوزارة على المجتمع أمر غير مسبوق، ويحسب لمعاليه.
لماذا نهتم بالجامعات؟ لأن الجامعات هي مرآة المجتمع وهي معقل الأبحاث والخبرات، وحينما أتحدث عن علاقة الجامعات بالإسكان فنحن لا نتحدث فقط عن المساكن والمباني الصامتة، إنما عن ساكنيها وعن وجوه أهلها وأصحابها، فالتمدد المجتمعي والاغتراب والسفر والتكدس في مناطق دون أخرى أمور مهم أن تكون حاضرة في ذهن صانع السياسات، وأقترح أن تطرح الوزارة دراسة نمائية (عمودية) من عام ٢٠٢٠ لعام ٢٠٣٠ لتدرس هذه التحولات السكانية من جهة ولتحضر للسكان الجدد منازلهم وتشاركهم أحلامهم في عام ٢٠٤٠-٢٠٥٠!
* كاتبة سعودية
areejaljahani@gmail.com