من أكثر الجرائم التي أثارت صدمة عالمية في العصر الحديث هي جرائم السفاحين العاملين بالقطاع الطبي ما بين أطباء وممرضين، حيث تعمد السفاح حقن المرضى أطفالا وكبارا بجرعات قاتلة من بعض العقاقير مما نتج عنه أن الواحد من هؤلاء تسبب بمقتل العشرات، هذا غير من تم إنعاشهم ولم يموتوا. وتبين أن السبب وراء جرائم العاملين بالقطاع الطبي هي إرادتهم أن يشعروا بأنهم أبطال أمام الجميع بقيامهم بإنعاش المريض بعد أن توقفت وظائفه الحيوية بسبب الجرعة القاتلة من العقار الذي تم حقنه به، وهذا النمط الخبيث لا يوجد فقط لدى العاملين بالقطاع الطبي فهناك أمهات وآباء يفعلون هذا بأطفالهم وتسمى حالتهم طبيا «متلازمة مانشهاوزن باي بروكسي/بالوكالة»، وهذا كان سبب وضع كاميرات مراقبة بأقسام الأطفال، حيث لاحظ الأطباء أن هناك أطفالا يعانون بشكل غير مبرر من أزمات صحية مستمرة، وتتزامن مع زيارة الأم للطفل المنوم بالمستشفى، وعبر الكاميرات أمكنهم رؤية الأمهات يحقنّ أطفالهن بما كان يوصلهم لحافة الموت، وذلك لتبدو الأم بصورة البطلة المضحية التي ترعى طفلها المزمن المرض. ومن يستمع لخطابات زعماء الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش يجد أن أبرز ما اعتبروه انتصارا هو نجاحهم عبر العمليات الإرهابية «باستدراج» الغرب لغزو الدول المسلمة ليصبحوا بذلك أبطال ما يعتبرونها ملاحم آخر الزمان، ولهذا «داعش» أسمت مجلتها الرسمية «دابق»، اسم مكان ملحمة آخر الزمان، وبالمثل ما تسمى بـ«جرائم الشرف»، حيث يقتل الذكر قريبته على أدنى هاجس وسواسي ينتابه وحتى بدونه لأنه يريد أن يبدو كبطل عنتري للشرف، وبعالم السياسة والاستخبارات لهذا النمط مصطلح رسمي هو «False-flag operation-عملية الراية الزائفة» و«عملية التواطؤ الداخلي-Inside job» هي تماما ذات غاية سفاحي الطواقم الطبية تماما كما يفعل الآباء عندما يقومون بتخويف الأطفال بالبعبع لتطويعهم فيهرع الطفل إلى والديه لكي يحميانه من بعبعهما الذي فبركا وجوده. لذا إرادة لعب دور البطولة على حساب الآخرين عواقبه دائما وخيمة.