في مؤتمره الصحافي للرد على «صفقة القرن» أعلن الرئيس محمود عباس عن ما أسماه مرحلة جديدة من الحوار والعمل الفلسطيني المشترك قائلاً: «نتجاوز الصغائر من أجل أن نقف صفاً واحداً، وإذا وقفنا صفاً واحداً العالم سيقف وسيؤدي لنا التحية».
وأعلن الرئيس أبو مازن عن اجتماع للقيادة حضرته: «حماس والجهاد والشعبية والصاعقة والمبادرة، وبالتالي هذا إحساس بالخطر، لذلك تداعى الجميع ونسوا خلافاتهم». مضيفاً أنه تحدث مع إسماعيل هنية الذي أكد له «جاهزية الحركة للعمل المشترك سياسياً وميدانياً في إطار نضالنا الشعبي لقطع الطريق على هذه التوجهات الأمريكية الإسرائيلية». وقد يقول قائل وما المشكلة بذلك، هذا أمر مفرح؟ السؤال هنا هو هل يمكن الوثوق مرة أخرى بحماس، وبعد أن نقضت عهداً تحت أستار الكعبة في مكة المكرمة عام 2007، وانقلبت في غزة، وألقت بأعضاء السلطة من أسطح المباني، بعد أن توغلت حماس هناك تحت غطاء الديموقراطية، إلى أن تمكنت بالمال، والسلاح، وحدث ما حدث بعدها من حروب لا مبرر لها، وتشرذم الفلسطينيون، وقضيتهم، وللآن؟ هل يمكن الوثوق بحماس، وهنية يصف قاسم سليماني بـ«شهيد القدس»؟ وقول محمود الزهار لقناة الميادين: «من المنطقي أن تطلب حماس من القائد الجديد لقوة القدس أن تستمر العلاقة بيننا»؟ هل يمكن الوثوق بحماس والزهار يقول: «أشهد شهادة لله أنني لم أشعر للحظة أن إيران تريد منّا طلباً واحداً على حساب قضيتنا»!
أولم تطلب إيران من حماس غدر الثورة السورية؟ ألم تحرض إيران حماس على فتح بغزة؟ وهل هذان المطلبان من إيران لحماس كانا يخدمان القضية الفلسطينية؟ وهل احتلت فلسطين بالأمس لتعلن حماس عن «صحوتها» هذه؟ على أبي مازن الحذر، فمثلما حقق نتنياهو مبتغاه بالغياب الفلسطيني يوم إعلان المبادرة، فإن «جاهزية» حماس هذه ستقود إلى إتمام ما فعلته في غزة، حيث تجهز على ما تبقى من السلطة الفلسطينية، وأراضيها.
فخامة الرئيس احذر مكر جماعة الإخوان المسلمين، واحذر خبث تخطيط، وتدبير، إيران، وسلاحها، واحذر خبث الممولين. فخامة الرئيس تذكر، وتأمل جيداً، ما حدث لياسر عرفات حين رفضه بوش الابن قائلاً: «إن دور القائد أن يقود الآخرين». احذر تكرار ذلك.
فخامة الرئيس جربت حماس، وليس فلسطينياً وحسب، جربت بمصر، وخذلت المصريين. وجربت في سوريا، وخذلت السوريين. وكما يقال فإن الطريق إلى جهنم معبد بالنوايا الحسنة. ولذا وجب الحذر. ومجدداً هذه ليست مطالبة بقبول المبادرة، بل خذ وطالب، والعب سياسة، لكن يا أبا مازن الحذر.
* كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
وأعلن الرئيس أبو مازن عن اجتماع للقيادة حضرته: «حماس والجهاد والشعبية والصاعقة والمبادرة، وبالتالي هذا إحساس بالخطر، لذلك تداعى الجميع ونسوا خلافاتهم». مضيفاً أنه تحدث مع إسماعيل هنية الذي أكد له «جاهزية الحركة للعمل المشترك سياسياً وميدانياً في إطار نضالنا الشعبي لقطع الطريق على هذه التوجهات الأمريكية الإسرائيلية». وقد يقول قائل وما المشكلة بذلك، هذا أمر مفرح؟ السؤال هنا هو هل يمكن الوثوق مرة أخرى بحماس، وبعد أن نقضت عهداً تحت أستار الكعبة في مكة المكرمة عام 2007، وانقلبت في غزة، وألقت بأعضاء السلطة من أسطح المباني، بعد أن توغلت حماس هناك تحت غطاء الديموقراطية، إلى أن تمكنت بالمال، والسلاح، وحدث ما حدث بعدها من حروب لا مبرر لها، وتشرذم الفلسطينيون، وقضيتهم، وللآن؟ هل يمكن الوثوق بحماس، وهنية يصف قاسم سليماني بـ«شهيد القدس»؟ وقول محمود الزهار لقناة الميادين: «من المنطقي أن تطلب حماس من القائد الجديد لقوة القدس أن تستمر العلاقة بيننا»؟ هل يمكن الوثوق بحماس والزهار يقول: «أشهد شهادة لله أنني لم أشعر للحظة أن إيران تريد منّا طلباً واحداً على حساب قضيتنا»!
أولم تطلب إيران من حماس غدر الثورة السورية؟ ألم تحرض إيران حماس على فتح بغزة؟ وهل هذان المطلبان من إيران لحماس كانا يخدمان القضية الفلسطينية؟ وهل احتلت فلسطين بالأمس لتعلن حماس عن «صحوتها» هذه؟ على أبي مازن الحذر، فمثلما حقق نتنياهو مبتغاه بالغياب الفلسطيني يوم إعلان المبادرة، فإن «جاهزية» حماس هذه ستقود إلى إتمام ما فعلته في غزة، حيث تجهز على ما تبقى من السلطة الفلسطينية، وأراضيها.
فخامة الرئيس احذر مكر جماعة الإخوان المسلمين، واحذر خبث تخطيط، وتدبير، إيران، وسلاحها، واحذر خبث الممولين. فخامة الرئيس تذكر، وتأمل جيداً، ما حدث لياسر عرفات حين رفضه بوش الابن قائلاً: «إن دور القائد أن يقود الآخرين». احذر تكرار ذلك.
فخامة الرئيس جربت حماس، وليس فلسطينياً وحسب، جربت بمصر، وخذلت المصريين. وجربت في سوريا، وخذلت السوريين. وكما يقال فإن الطريق إلى جهنم معبد بالنوايا الحسنة. ولذا وجب الحذر. ومجدداً هذه ليست مطالبة بقبول المبادرة، بل خذ وطالب، والعب سياسة، لكن يا أبا مازن الحذر.
* كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com