-A +A
هيلة المشوح
العنوان وسم في تويتر أطلقه بعض المعترضين على قرار وزارة الشؤون البلدية والقروية الأحد الماضي والذي يقضي بإلغاء اشتراط مدخل للعوائل وآخر للعزاب في المنشآت الخاصة بالمطاعم والمقاهي، والذي جاء في إطار التسهيل والتطوير بـ 12 شرطاً فنياً لعدد من المنشآت والأنشطة، وهو الأمر الذي أوضحه وكيل وزارة الشؤون البلدية المكلف الدكتور خالد الجماز بأنه توجه يرمي إلى تحسين تجربة المستفيدين من الاستثمار ودعم قدراتهم لاقتحام هذا المجال ورفع الفرص الاستثمارية والتوسع بها وجذب الاستثمارات للأنشطة التنموية المهمة دون عراقيل.

خرجت أصوات معارضة للقرار المتعلق بالمطاعم والمقاهي دون غيرها من المرافق الأخرى التي طالها التحسين، ويبدو أن انتشار مقطع فيديو لنزع لوحة «مدخل العوائل» لأحد المطاعم قد اختزل جزءاً كبيراً من ردات الفعل الرافضة، فالعقل الجمعي يبادر دائماً بردات فعل آنية لما يراه أو يسمعه بشكل مباشر دون عصف العقل في أسباب الفعل أو حتى فهمه، وقد تعودنا ردات الفعل هذه عند كل تغيير، ولكن الذي لم يتعوده مجتمعنا هو التريث والتفكير، فالاعتراض على الاختلاط في المطاعم والمقاهي هو اعتراض على شيء موجود فعلاً وأقصد الاختلاط في الأقسام العائلية، فالأقسام العائلية تضم رجالاً ونساء، والجديد أن بعض الطاولات سيكون عليها شباب، وهذا هو مصدر التوجس الملزم بالفصل وعزل الجنسين بشكل لا يليق ولا يترجم ثقتنا الحقيقية ببعضنا وأن الأصل دوماً هو الأخلاق والاحترام، أما المفارقة العجيبة حقاً فهي أن أكثر المعترضين هم من تلك الشريحة التي تستمتع بقضاء الإجازات بين سفوح اوزنغول وطرابزون في تركيا، وبالطبع التفنن باختيار مطاعمها «المختلطة»!


شاهدت فيديو لسيدة يبدو أنها من مشاهير «الواتس اب» المؤثرين تؤجج وتجيش الرأي ضد قرار الإلغاء وتصفصف الكلمات الرنانة المؤثرة حول الفضيلة والتقاء الرجال بالنساء ليأكلوا سوياً -حسب تعبيرها- ولا أعرف لماذا استحضرت زمن الصحوة في أوجها حين وقع بصري على عباءة تلك السيدة «الواتسبية» فذهبت بعيداً عن المطاعم ومداخلها وصدحت في أذني أصوات الصياح والنشيج والمحاضرات والفتاوى المتعلقة بعباءة الكتف التي كانت تصنف آنذاك بأنها فساد وبوابة للتغريب وسحق للفضيلة، هذه السيدة التي ربما كانت يوماً تذرف الدمع على انحسار الفضيلة بانحسار عباءة الرأس على الكتف، وها هي ترتديها لتخطب بنا عن الفساد المرتبط بقرار «مدخل واحد للمطعم»!

أي هراء!