لست من المحتفلين بتبرئة الرئيس ترمب والميّالين إلى الاحتفاء به وترميزه والإعجاب به إلى حد الافتتان كما ينحو بعض إخواننا المثقفين العرب والخليجيين خاصة، لمجرد أنه خصم للحزب الديموقراطي الذي نضع على عاتقه وزر إدخال منطقتنا في أتون الفوضى والتشرذم وإنشاء حواضن للتنظيمات الإرهابية، ولأن هذا الحزب يدعم الأنظمة المارقة كالنظام الإيراني وميليشياته في بعض الدول العربية، ولذلك لم أكن متلهفاً لمتابعة التصويت على إدانة أو تبرئة ترمب، ولم أظهر محتفلاً بعد النتيجة، وكأن الخير سيهطل علينا والاستقرار والرخاء والأمن سيعم المنطقة العربية بخروج الرئيس ترمب منتصراً من موقعة الإطاحة به.
الحزب الديموقراطي شعر بالإهانة منذ فوز ترمب بالرئاسة، إذ كيف لهذا الشخص الطارئ على المعترك السياسي الأمريكي الذي يطيح أحيانا بسياسيين مخضرمين كبار، ولا يستطيع دخوله شخص إلا بعد خبرة طويلة وتوفره على مؤهلات معقولة، كيف له أن يخترق الحزب الجمهوري بسرعة، ثم يخوض المنافسة ليصل إلى البيت الأبيض رئيساً يمسك بيده زمام السلطة لأقوى دولة في العالم. صحيح أن الحزب الديموقراطي يتبنى نظرياً أفكار الليبرالية ومناصرة الحريات وتكريس قيم الديموقراطية كما هي أدبياته وشعاراته، لكنه لا يستطيع العمل خارج إطار المصالح الاستراتيجية العليا التي تعدها مطابخ السياسة الأمريكية وباروناتها، وفي سبيل تحقيقها لا مانع أن ينسف كل تلك القيم والأدبيات، كما فعلت إدارة أوباما وهي تتبنى ربيع الدم والفوضى والخراب العربي.
ولكن هل الحزب الجمهوري أفضل؟ هذا السؤال في حد ذاته غير منطقي، لأن المفاضلة أو المقارنة فيها قدر كبير من التسطيح بل والسذاجة، فتأريخ الحزب الجمهوري مليء بالكوارث أيضاً، ولذلك شواهد كثيرة في منطقتنا العربية، خذوا العراق مثلاً وماذا حل به وكان شرارة الحريق الكبير الذي انطلق في المنطقة، ولم تفعل الإدارة الديموقراطية لاحقا أكثر من استكماله.
كلهم يبحثون عن مصالحهم، وحتى داخل ديموقراطيتهم التي تأسست على دستور عظيم، هناك قدر كبير من النفعية والميكافيلية والمناكفات المفتعلة والسيناريوهات المحبوكة التي على العالم الانشغال بها والاصطفاف مع طرفيها أو أطرافها، بينما هذا العالم بكبره لا يمثل أهمية للإدارة الأمريكية، جمهورية أو ديموقراطية، إلا بقدر ما يتحقق من مصالح تخدم سياساتها وإستراتيجياتها، فلا تبالغوا كثيراً أيها المحتفلون بتبرئة السيد ترمب.
الحزب الديموقراطي شعر بالإهانة منذ فوز ترمب بالرئاسة، إذ كيف لهذا الشخص الطارئ على المعترك السياسي الأمريكي الذي يطيح أحيانا بسياسيين مخضرمين كبار، ولا يستطيع دخوله شخص إلا بعد خبرة طويلة وتوفره على مؤهلات معقولة، كيف له أن يخترق الحزب الجمهوري بسرعة، ثم يخوض المنافسة ليصل إلى البيت الأبيض رئيساً يمسك بيده زمام السلطة لأقوى دولة في العالم. صحيح أن الحزب الديموقراطي يتبنى نظرياً أفكار الليبرالية ومناصرة الحريات وتكريس قيم الديموقراطية كما هي أدبياته وشعاراته، لكنه لا يستطيع العمل خارج إطار المصالح الاستراتيجية العليا التي تعدها مطابخ السياسة الأمريكية وباروناتها، وفي سبيل تحقيقها لا مانع أن ينسف كل تلك القيم والأدبيات، كما فعلت إدارة أوباما وهي تتبنى ربيع الدم والفوضى والخراب العربي.
ولكن هل الحزب الجمهوري أفضل؟ هذا السؤال في حد ذاته غير منطقي، لأن المفاضلة أو المقارنة فيها قدر كبير من التسطيح بل والسذاجة، فتأريخ الحزب الجمهوري مليء بالكوارث أيضاً، ولذلك شواهد كثيرة في منطقتنا العربية، خذوا العراق مثلاً وماذا حل به وكان شرارة الحريق الكبير الذي انطلق في المنطقة، ولم تفعل الإدارة الديموقراطية لاحقا أكثر من استكماله.
كلهم يبحثون عن مصالحهم، وحتى داخل ديموقراطيتهم التي تأسست على دستور عظيم، هناك قدر كبير من النفعية والميكافيلية والمناكفات المفتعلة والسيناريوهات المحبوكة التي على العالم الانشغال بها والاصطفاف مع طرفيها أو أطرافها، بينما هذا العالم بكبره لا يمثل أهمية للإدارة الأمريكية، جمهورية أو ديموقراطية، إلا بقدر ما يتحقق من مصالح تخدم سياساتها وإستراتيجياتها، فلا تبالغوا كثيراً أيها المحتفلون بتبرئة السيد ترمب.