-A +A
د. محمد آل سلطان
الظاهرة الصوتية أردوغان له طريقة عجيبة في التصاريح بشكل شبه يومي تتجاوز بشكل مضحك قدرته على امتطاء الأحصنة والسقوط من أعلى صهواتها ممرغ الوجه وممزق البنطال !

ثرثار الأناضول عاشق الشعارات والمايكات له طريقته الهوليوودية في التعاطي مع القضايا السياسية التي يود أن يبيع ويشتري فيها، فهو للأمانة والحق ماهر في المتاجرة بالدماء والشعارات الزائفة لكنه مشغول بالسعودية حد الهوس! تظهر له السعودية ككابوس يجثم على كل أحلامه وشعاراته وزيفه الصارخ، يتخيلها في قضيته مع الأكراد وفي سورية والعراق واليمن وقطر وليبيا وحتى في بورما والصين ونيوزيلندا وكوالالمبور، يهذي بها في كل مكان في أقصى الأرض وأدناها. ذهب إلى كل رؤساء استخبارات الدنيا للتحريض عليها وخاب ويخيب دائماً!


مكمن هوس أردوغان بالسعودية أنها لا تأخذه في أي حال على محمل الجد، وهذا يقتل أردوغان في كل لحظة! فالسعودية تعرف أنه مجرد ثرثار غير مؤثر يعمل في السياسة بعقلية النخاسة، ولذلك لا تتكرم عليه ولو برد من أصغر مسؤول لديها! ومن جهة أخرى، في كل مشاريع النخاسة السياسية التي يخوضها ثرثار الأناضول يجد أمامه السعودية بالأفعال لا بالأقوال!

قضية فلسطين هي إحدى أهم القضايا التي حج عليها ثرثار الأناضول كثيراً في نخاسته السياسية ولم يعد يصدقه أحد سوى قلة من حريم السلطان الذين بقوا في الحرملك! يرفعون صورته مع ثلة منهن تحت عنوان «القدس تنتظر الرجال»! هو يبيعهم الوهم وخطا أحمر! وهم يعطونه ما يتوهم ورجولة منقوصة! والبضاعة هي المزايدة على الفلسطينيين والعرب في سوق النخاسة السياسية التي يبرع فيها هذا الثرثار!

ولمن لا يعلم عن ماهية الخط الأحمر الذي يبتاعه ثرثار الأناضول مع حريم السلطان في قضية فلسطين عموماً والقدس خصوصاً فهو ليس كما يعرفه ويعنيه ويستخدمه ساسة العالم! بل هو مجرد روج أحمر مكدس في حرملك القصر يطبع به قبلات ساخنة على وجنات زعماء إسرائيل تنماع حمرتها مع حرارة الأحضان والأجواء!

ويبدو المشهد هكذا.. ثرثار الأناضول يقول فلسطين والقدس خط أحمر، فتهلل وتكبر حريم السلطان، ويطبع هو قبلة ساخنة بالروج الأحمر وهو يتسلم من المجلس اليهودي الأمريكي في نيويورك «درع الشجاعة اليهودية»!

ثرثار الأناضول يصرخ مرة أخرى القدس خط أحمر، فتزغرد مرة أخرى حريم السلطان وهو يستقبل بالروج الأحمر إياه حاخام إسطنبول الأكبر وسفارة إسرائيل وقنصليتها خدمة للشعب اليهودي!

ثرثار الأناضول يشيد ويبني بالقبلات لا الخطوط الحمراء سفارته هناك في إسرائيل ويحاول الخروج من ورطة السفينة مرمرة باتفاقية تشير بصراحة إلى أن القدس عاصمة إسرائيل مثلما أن أنقرة عاصمة تركيا فترقص حريم السلطان على أنغام الفتح المبين!

ثرثار الأناضول يحتفل بالقبلات الحمراء بمصنع الأسلحة المشتركة مع إسرائيل وبتدريب الطيارين المتبادل على القصف الذكي على رؤوس العرب فيبلغ الهيام حده بحريم السلطان ويتهامسن ها هو الخط الأحمر!

ثرثار الأناضول يزبد ويرعد ويهدد بكسر اليد التي تمتد على الفلسطينيين والقدس وأنها خط أحمر، فينزع حريم السلطان ملابسهن عشقاً وهياماً! ويعانق هو بالروج الأحمر زعماء إسرائيل شارون، وبيريز، وأولمرت، ونتنياهو، ويضع إكليلاً من الورد على قبر مؤسس إسرائيل هرتزل!