تناولت وسائل الإعلام العالمية خبر قيام الصين بناء وتجهيز مستشفى بألف سرير خلال بضعة أيام للتعامل مع ضحايا فايروس كورونا الذي اجتاحها كخبر مثير في سياق الإنجازات الاستثنائية التي تحرص الصين على مفاجأة العالم بها لتأكيد مكانتها وقوتها وقدرتها على إدهاش الآخرين، خصوصاً المنافسين الكبار، بينما تعاملت وسائل الإعلام ومواقع التواصل العربية مع الخبر على أنه معجزة خارقة، إلى حد تشكيك البعض في حقيقتها، وبالتأكيد لدى المشككين والمصدومين العرب ألف سبب وجيه لذلك.
إن أي عربي لا يفكر أبداً ولا حتى يتخيل أن يأتي يوم يُنجز فيه مشروع في وطنه خلال أيام، هذا ضرب من المستحيل المؤكد. إن غاية ما يتمناه أن تكتمل المشاريع التي تبدأ في مواعيدها المعلنة رسمياً، بل إنه ومن خبرته الطويلة مستعد للتسامح مع الجهات المنفذة وانتظارها حتى ضعف المدة المحددة، وسوف يعتبر الأمر طبيعيا جداً، ولا مانع لديه من التعايش مع بعض التشوهات والعلل التي سينتهي بها المشروع، فذلك طبيعي جداً أيضاً بالمعايير العربية، إذ يمكن المطالبة بإصلاحها لاحقا كمشروع إضافي للمشروع الأساسي.
وبما أن الحديث عن المستشفى الصيني، ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد مررت قبل أيام قريبة بمشروع لمستشفى في إحدى مناطقنا بدأ إنشاؤه قبل 17 عاما تقريباً، ورغم ضرورته القصوى لأهل المنطقة إلا أنه لم يكتمل إلى الآن. وفي مدينة كبرى من مدننا بدأ إنشاء مستشفى قبل مدة أطول من ذلك المستشفى، ولم يبدأ تشغيله جزئيا إلا قبل فترة قريبة بعد تخبط طويل للجهة المشرفة عليه بشأن تصنيفه ونوع الخدمات الطبية التي يقدمها. ومثال آخر عن مستشفى تعرض لحريق كارثي قبل سنوات ولم تكتمل إصلاحاته إلى الآن رغم أنه الوحيد في تلك المدينة.
دعوكم من المستشفيات، وتأملوا اللوحات التي تعتلي مواقع معظم المشاريع المختلفة كي تحسبوا كم مضى من الوقت على المدد المحددة لانتهائها وهي ما زالت تتعثر، حتى أن صفة التعثر أصبحت مفردة أساسية في القاموس الإداري لمختلف الجهات المسؤولة عن الخدمات العامة.
الصين ابتدعت حلاً سحرياً يضمن لها إنجاز أي مشروع في أي وقت تشاء هو استحالة التسامح مع أي متهاون وأي فاسد، واختصرت التعامل معهم بتنفيذ عقوبة الإعدام. وبالتأكيد نحن لا نطمح إلى هذا الحل السحري لأنه لن يحدث، وطموحنا أقل كثيراً من ذلك، لا يتعدى معرفة الفاسد وعقابه سريعاً بحجم فساده، لربما نستطيع الحصول على منجزات جيدة في مواعيدها المقررة. إنه حلم بسيط ليته يتحقق.
إن أي عربي لا يفكر أبداً ولا حتى يتخيل أن يأتي يوم يُنجز فيه مشروع في وطنه خلال أيام، هذا ضرب من المستحيل المؤكد. إن غاية ما يتمناه أن تكتمل المشاريع التي تبدأ في مواعيدها المعلنة رسمياً، بل إنه ومن خبرته الطويلة مستعد للتسامح مع الجهات المنفذة وانتظارها حتى ضعف المدة المحددة، وسوف يعتبر الأمر طبيعيا جداً، ولا مانع لديه من التعايش مع بعض التشوهات والعلل التي سينتهي بها المشروع، فذلك طبيعي جداً أيضاً بالمعايير العربية، إذ يمكن المطالبة بإصلاحها لاحقا كمشروع إضافي للمشروع الأساسي.
وبما أن الحديث عن المستشفى الصيني، ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد مررت قبل أيام قريبة بمشروع لمستشفى في إحدى مناطقنا بدأ إنشاؤه قبل 17 عاما تقريباً، ورغم ضرورته القصوى لأهل المنطقة إلا أنه لم يكتمل إلى الآن. وفي مدينة كبرى من مدننا بدأ إنشاء مستشفى قبل مدة أطول من ذلك المستشفى، ولم يبدأ تشغيله جزئيا إلا قبل فترة قريبة بعد تخبط طويل للجهة المشرفة عليه بشأن تصنيفه ونوع الخدمات الطبية التي يقدمها. ومثال آخر عن مستشفى تعرض لحريق كارثي قبل سنوات ولم تكتمل إصلاحاته إلى الآن رغم أنه الوحيد في تلك المدينة.
دعوكم من المستشفيات، وتأملوا اللوحات التي تعتلي مواقع معظم المشاريع المختلفة كي تحسبوا كم مضى من الوقت على المدد المحددة لانتهائها وهي ما زالت تتعثر، حتى أن صفة التعثر أصبحت مفردة أساسية في القاموس الإداري لمختلف الجهات المسؤولة عن الخدمات العامة.
الصين ابتدعت حلاً سحرياً يضمن لها إنجاز أي مشروع في أي وقت تشاء هو استحالة التسامح مع أي متهاون وأي فاسد، واختصرت التعامل معهم بتنفيذ عقوبة الإعدام. وبالتأكيد نحن لا نطمح إلى هذا الحل السحري لأنه لن يحدث، وطموحنا أقل كثيراً من ذلك، لا يتعدى معرفة الفاسد وعقابه سريعاً بحجم فساده، لربما نستطيع الحصول على منجزات جيدة في مواعيدها المقررة. إنه حلم بسيط ليته يتحقق.