بالرغم من كل المؤامرات التي تحاك ضد المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية والأنياب المسمومة التي تريد أن تنهش في جسد العالم العربي وتجد أن المملكة تشكل عائقا أمام أطماعها فشنت حربا إعلامية وحربا خفية تريد النيل من مكانة بلاد الحرمين والخصم من دور المملكة السياسي والثقافي والحضاري. بالرغم من كل ذلك فإن المملكة ماضية قدما في مشروعها الحضاري والثقافي والفني والسياسي. لا يهمها تلك الأصوات النشاز التي تريد التشويش وحسب. في هذا الإطار تحولت المملكة إلى ورشة عمل تكاد لا تنتهي من إنجاز حتى تبدأ بآخر. والمملكة تدرك أن بناء الإنسان يأتي في المرتبة الأولى لذلك التغيرات الاجتماعية والثقافية تجري على قدم وساق وتنتقل من نمط فكري إلى آخر ينفتح على العالم ومنجزاته وثقافاته بما يحترم هوية المملكة وعمقها الثقافي والحضاري. المعادلة ليست سهلة وهي الموازنة بين تاريخ المملكة وهويتها وبعدها الإسلامي والعربي وبين متطلبات الحداثة والاستفادة من التجارب العالمية والإنسانية. ولكن المملكة بدأت في هذا الطريق وهي مصممة على التغلب على كل الصعوبات التي تواجهها. العالم يكتشف من جديد المملكة بفنونها وآثارها وتاريخها وقبل كل شيء إنسانها. لذلك حرصت المملكة على وضع البنية التشريعية وبإجراءات جريئة، هذه البنية القانونية لم تستثن مجالا من مجالات الحياة حتى طالته، بداية من محاربة الفساد والمحسوبية واضعة الجميع أمام القانون سواء كان وزيرا أو أميرا أو غفيرا. ثم تبني رؤية مختلفة للاقتصاد الوطني تتجاوز من خلالها الدولة الريعية إلى الدولة المنتجة التي تستثمر كل إمكانياتها، فكان مشروع نيوم وطرح أسهم شركة أرامكو والكثير من المشاريع الاقتصادية الجبارة.
كل ما سبق يؤهل المملكة لأن تكون لاعبا أساسيا في إطار الإعلام، الذي هو جزء لا يتجزأ من أي مشروع تنموي فما بالك وهذا المشروع من الضخامة بمكان بحيث يؤثر على العالم العربي برمته. دعونا نعترف أن إنشاء مدينة إعلامية تأخر كثيرا ولكن أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل كما يقول المثل العربي. أثبتت السنوات الأخيرة أن الإعلام ليس ترفا بل هو مسألة حياة أو موت خصوصا عندما يصبح حصان طروادة الذي تختبئ فيه مشاريع الهيمنة والسيطرة على العالم العربي والتدخل في شؤونه وتحويله إلى ساحات لتصفية الحسابات. وقد أدركت المملكة هذا الدور لذلك بدأت استراتيجية واسعة لبناء منظومة إعلامية متكاملة والتوسع أفقيا وعاموديا، بحيث تتعدد الوسائل الإعلامية وتغزو وسائل التواصل الاجتماعي ثم العمل على الكيف عبر بناء الكادر البشري. تكلل كل ذلك بوضع حجر الأساس للمدينة الإعلامية في مدينة الرياض ثم الاستفادة من الثروة البشرية التي تم بناؤها على امتداد العقود الماضية.
يحق للمواطن السعودي أن يفخر ببلاده وحضارته وتاريخه وثقافته وأن يحلم ببناء مستقبله حتى لو ناطحت أحلامه عنان السماء ونافست جبل طويق، فهو قادر بإذن الله أن يكرسها واقعا معاشا.
* باحث سياسي
ramialkhalife@
كل ما سبق يؤهل المملكة لأن تكون لاعبا أساسيا في إطار الإعلام، الذي هو جزء لا يتجزأ من أي مشروع تنموي فما بالك وهذا المشروع من الضخامة بمكان بحيث يؤثر على العالم العربي برمته. دعونا نعترف أن إنشاء مدينة إعلامية تأخر كثيرا ولكن أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل كما يقول المثل العربي. أثبتت السنوات الأخيرة أن الإعلام ليس ترفا بل هو مسألة حياة أو موت خصوصا عندما يصبح حصان طروادة الذي تختبئ فيه مشاريع الهيمنة والسيطرة على العالم العربي والتدخل في شؤونه وتحويله إلى ساحات لتصفية الحسابات. وقد أدركت المملكة هذا الدور لذلك بدأت استراتيجية واسعة لبناء منظومة إعلامية متكاملة والتوسع أفقيا وعاموديا، بحيث تتعدد الوسائل الإعلامية وتغزو وسائل التواصل الاجتماعي ثم العمل على الكيف عبر بناء الكادر البشري. تكلل كل ذلك بوضع حجر الأساس للمدينة الإعلامية في مدينة الرياض ثم الاستفادة من الثروة البشرية التي تم بناؤها على امتداد العقود الماضية.
يحق للمواطن السعودي أن يفخر ببلاده وحضارته وتاريخه وثقافته وأن يحلم ببناء مستقبله حتى لو ناطحت أحلامه عنان السماء ونافست جبل طويق، فهو قادر بإذن الله أن يكرسها واقعا معاشا.
* باحث سياسي
ramialkhalife@