-A +A
علي محمد الرابغي
أقرب وصف لسيادة الإنترنت للعالم بأسره تراها متجسدة عند أطفالنا الذين بمجرد عودتهم من مدارسهم يهربون إلى الإنترنت ويتفردون بعالمهم ودنياهم في ممارسة الحرية ورفض أي قيود تحول دونهم ودون عالمهم الجديد.. فصار العالم الافتراضي ملاذاً لهم.. ما يعني المزيد من الهروب والانفصام عن الواقع واللجوء إلى بدائل لا بشرية عبر الإنترنت.. ويمكننا القول بداية إن الإنترنت هو آخر وأحدث أدوات ووسائل الاتصال.. والتي أحدثت ثورة فاقت ملايين المرات ما قبلها من أدوات معرفية.

المملكة تفتح ذراعيها لمؤتمر الأمن السيبراني


في دلالة على أننا غير متقوقعين أو نمارس الجمود الذي قد يبعدنا عن عجلة التطور.. كان المؤتمر الذي عقد يوم الثلاثاء قبل الماضي.. المنتدى «الدولي للأمن السيبراني» ونظمته الهيئة الوطنية للأمن السيبراني السعودية.. بحضور وزراء وخبراء دوليين بالأمن السيبراني.. وشارك في المنتدى الذي استمر يومين 140 متحدثا، وأكثر من 1200 خبير، يمثلون 63 دولة وكبريات الشركات العالمية في الأمن السيبراني.. وتخلله عقد 50 جلسة تطرقت إلى عدد من الموضوعات في خمسة محاور رئيسة.. وهي صناعة الأمن السيبراني والتعاون الدولي في هذا المجال، والمجتمع السيبراني والأمن السيبراني والتقنيات الحديثة والتهديدات السيبرانية وسبل مواجهتها. إن هذا المنتدى بالمملكة يأتي تتويجا لممارسة الحق منتمين بذلك إلى هذا العالم الجديد حتى لا نكون من المتخلفين عن الركب الحضاري.. ونظرة متقصية لهذا الواقع الجديد تعطي دلالات واضحة على أن السعودية تواكب هذه الموجة الحديثة والارتقاء في سلم التقدم بما يؤكد أن المملكة دائما في مقدمة الركب وليست في المؤخرة.

الأمن السيبراني

هو أمن المعلومات على أجهزة وشبكات الحاسب الآلي، والعمليات والآليات التي يتم من خلالها حماية معدات الحاسب الآلي من أي تدخل غير مقصود أو غير مصرح به أو تغيير أو اختلاف قد يحدث.. حيث يتم استخدام مجموعة من الوسائل التقنية والتنظيمية والإدارية؛ لمنع الاستخدام غير المصرح به.. ومنع سوء الاستغلال واستعادة المعلومات الإلكترونية ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها.

الهدف من الأمن السيبراني

حماية الأنظمة التشغيلية من أي محاولات للولوج بشكل غير مسموح به لأهداف غير سليمة، وضمان توافر استمرارية عمل نظم المعلومات، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلكين على حدٍ سواء من المخاطر المحتملة في مجالات استخدام الإنترنت المختلفة، وتعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية.

إن معرفة سبل حماية خصوصية معلوماتك وأجهزتك أثناء استخدامك للإنترنت يقلل من احتمال تعرضها لمخاطر الاستخدام غير المشروع.. والذي يلحق الضرر بك مادياً أو معنوياً.

تغلغل الإنترنت والحاجة للأمن السيبراني

بعد الانتشار الكبير للإنترنت والأجهزة الذكية والأجهزة المحمولة.. أصبح من الضروري في وقتنا الحالي الانتباه للأمن السيبراني.. وكيفية حماية أنفسنا في الفضاء الرقمي.. ابتداءً من المنزل إلى العمل وعلى مستوى الدولة ككل.. ويعد الأمن السيبراني من أكثر المواضيع انتشاراً في أيامنا هذه.. وتعلّمه أصبح ضرورة لا بد منها.. نظراً لأن حياتنا اليومية أصبحت أكثر اعتماداً على الأدوات والخدمات المستندة إلى الإنترنت.. والعالم أصبح متصلا بشبكة الإنترنت في عصرنا الحالي.. وبالتالي أصبح الجميع عرضة للهجمات السيبرانية. إن جميع التقنيات بحد ذاتها تعاني من مخاطر كبيرة.. حيث يستغرق الأمر فقط من خمس إلى ست دقائق حتى يتم اختراق أي جهاز حاسوبي.

والعالم الآن يعيش تحت مظلة الإنترنت.. إذ إنه في كل يوم عمل هناك من 13 إلى 14 تريليون دولار يتم تداولها في نظام البنوك العالمي.. وتعرض إحدى المؤسسات المالية التي فقدت في يوم واحد أكثر من ستة مليارات دولار.. ولم تستطع شركة دولية أخرى إيصال الطرود إلى أصحابها.. ما يؤكد أهمية العمل على تطوير أنظمة الأمن السيبراني التي تأتي في المركز الثاني العالمي بعد قضية التغير المناخي.. وأهمية الحوار والحديث بين الجميع في الأمن السيبراني كمجتمع واحد.. للحصول على أفضل النتائج والممارسات لجعل العالم أكثر أمانا، وحسبي الله ونعم الوكيل.

* كاتب سعودي

alialrabghi9@gmail.com