الصراع في سورية اليوم يستحق رسم كاريكاتير وليس تحليلا سياسيا، رغم معاناة السوريين الواقعين في معركة فيلة بغرفة صغيرة! ولمن يعتقد أنني أبالغ، تفضلوا هذه حصيلة أقل من أسبوع من الأخبار بسورية.
قامت قوات بشار الأسد بقتل ١٣ عسكريا تركيا، بينما أسقط الأتراك طائرة هليكوبتر للنظام، كما قامت جماعات موالية للأتراك بإسقاط هليكوبتر أخرى للنظام. كل ذلك كان في الوقت الذي استهدفت فيه إسرائيل مواقع بدمشق قتل فيها ٣ عناصر من النظام الأسدي، و٤ عناصر من الحرس الثوري الإيراني، وحدث ذلك وسط توبيخ روسي لأنقرة بسبب عدم التزام تركيا باتفاق سوتشي ٢٠١٨ لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وعليه فمن خلال استعراض أخبار أسبوع واحد بالأزمة السورية نجد أن عناصر الاشتباك هم الأطراف التي اعتقدت أنها فازت بسورية، وكل حسب تصوره الأيديولوجي، مثل إيران، والسياسي، أي الروس، والجغرافي، ونعني تركيا. والعناصر الثلاثة هم الحلفاء بسورية، وبالنسبة للأسد فهو الأقل تأثيرا هناك، حيث لا يعلم حقيقة ما يدور، وينتظر التعليمات الروسية، أو الإيرانية.
سألت مصدرا عربيا مطلعا على الملف السوري، ومواقف بعض أطرافه عن كثب، حول واقع الأزمة اليوم عطفا على قواعد الاشتباك المتداخلة هذه فقال: «سورية الآن شركة مساهمة محدودة المسؤولية، فيها الروس، والأتراك، والإسرائيليون، والإيرانيون». وبالنسبة للأسد، حسب قراءة مصدري فهو: «مضارب، مرة على السهم الإيراني، وتارة الروسي، وحتى التركي». وبالطبع يضارب الأسد حتى بالأكراد والعلويين، والإسرائيليين، ومصلحة إسرائيل، الآن، هي في سورية ضعيفة ورئيسها الأسد. والواقع في سورية اليوم يقول إن الأميريكيين والروس يتقاسمان السماء، أي الأجواء، بينما يتقاسم الروس، والإيرانيون، والأتراك، الأرض، وبالنسبة للنفط السوري فكما قال الرئيس ترمب: «النفط في أيدينا».
ويرى مصدري أن الفارق بين أطراف الصراع بسورية الآن، الحلفاء، يكمن بفوارق جوهرية في الأجندات مما يجعل الحل صعبا، ولو كان الهدف واضحا، حيث يقول المصدر: «الأسد يلعب بحياته، والتركي يلعب بأمنه القومي، بينما الإيراني يلعب بمشروعه الأيديولوجي بالمنطقة»، والفرق بينهم وبين الروس والأمريكيين بسورية أن موسكو وواشنطن تلعبان أحد ملفاتهما بمنطقة من مناطق نفوذهما. وهذا ما أكده وزير خارجية روسيا لافروف بمؤتمر ميونخ، حيث قال إن أهداف بلاده والأتراك، والإيرانيين، بالمنطقة غير متطابقة.
ولذا فمن الصعب تحقيق انتصار لطرف على آخر في سورية طالما هناك ثلاثة لاعبين؛ إيران والروس والأتراك، وبثلاث أجندات مختلفة، أضف لهم الأمريكيين، والإسرائيليين. ولذا فلا منتصر حقيقيا بسورية، بل استنزاف، ودمار، وصراع حلفاء.
* كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
قامت قوات بشار الأسد بقتل ١٣ عسكريا تركيا، بينما أسقط الأتراك طائرة هليكوبتر للنظام، كما قامت جماعات موالية للأتراك بإسقاط هليكوبتر أخرى للنظام. كل ذلك كان في الوقت الذي استهدفت فيه إسرائيل مواقع بدمشق قتل فيها ٣ عناصر من النظام الأسدي، و٤ عناصر من الحرس الثوري الإيراني، وحدث ذلك وسط توبيخ روسي لأنقرة بسبب عدم التزام تركيا باتفاق سوتشي ٢٠١٨ لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وعليه فمن خلال استعراض أخبار أسبوع واحد بالأزمة السورية نجد أن عناصر الاشتباك هم الأطراف التي اعتقدت أنها فازت بسورية، وكل حسب تصوره الأيديولوجي، مثل إيران، والسياسي، أي الروس، والجغرافي، ونعني تركيا. والعناصر الثلاثة هم الحلفاء بسورية، وبالنسبة للأسد فهو الأقل تأثيرا هناك، حيث لا يعلم حقيقة ما يدور، وينتظر التعليمات الروسية، أو الإيرانية.
سألت مصدرا عربيا مطلعا على الملف السوري، ومواقف بعض أطرافه عن كثب، حول واقع الأزمة اليوم عطفا على قواعد الاشتباك المتداخلة هذه فقال: «سورية الآن شركة مساهمة محدودة المسؤولية، فيها الروس، والأتراك، والإسرائيليون، والإيرانيون». وبالنسبة للأسد، حسب قراءة مصدري فهو: «مضارب، مرة على السهم الإيراني، وتارة الروسي، وحتى التركي». وبالطبع يضارب الأسد حتى بالأكراد والعلويين، والإسرائيليين، ومصلحة إسرائيل، الآن، هي في سورية ضعيفة ورئيسها الأسد. والواقع في سورية اليوم يقول إن الأميريكيين والروس يتقاسمان السماء، أي الأجواء، بينما يتقاسم الروس، والإيرانيون، والأتراك، الأرض، وبالنسبة للنفط السوري فكما قال الرئيس ترمب: «النفط في أيدينا».
ويرى مصدري أن الفارق بين أطراف الصراع بسورية الآن، الحلفاء، يكمن بفوارق جوهرية في الأجندات مما يجعل الحل صعبا، ولو كان الهدف واضحا، حيث يقول المصدر: «الأسد يلعب بحياته، والتركي يلعب بأمنه القومي، بينما الإيراني يلعب بمشروعه الأيديولوجي بالمنطقة»، والفرق بينهم وبين الروس والأمريكيين بسورية أن موسكو وواشنطن تلعبان أحد ملفاتهما بمنطقة من مناطق نفوذهما. وهذا ما أكده وزير خارجية روسيا لافروف بمؤتمر ميونخ، حيث قال إن أهداف بلاده والأتراك، والإيرانيين، بالمنطقة غير متطابقة.
ولذا فمن الصعب تحقيق انتصار لطرف على آخر في سورية طالما هناك ثلاثة لاعبين؛ إيران والروس والأتراك، وبثلاث أجندات مختلفة، أضف لهم الأمريكيين، والإسرائيليين. ولذا فلا منتصر حقيقيا بسورية، بل استنزاف، ودمار، وصراع حلفاء.
* كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com