-A +A
ريهام زامكه
قبل أن أقرئكم السلام؛ اعزائي قرائي أحبائي أصدقائي وصديقاتي؛ مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، وعيد حُب سعيد، وعساكم من عواده، ثم السلام عليّ، وعليكم وعلى أهلكم، وملائكتكم، وشياطينكم، ومن حولكم.

مالي أراكم حائرين! مستغربين! تشككون في قواي العقلية سامحكم الله وغفر لكم ما تقدم من ذنبكم وما تأخر ما عدا الظالمين منكم، والفاسدين، والإرهابيين، والعنصريين، والمهايطيين، والكذابين، والنصابين، والمتطرفين.


إبراءً للذمة، أنا ولله الحمد والمنّه لا أتعاطى شيئاً يُذهب العقل غير القهوة والموسيقى، كأي شخصٍ (مُسقف) لصقت به تلك التُهمة الجميلة.

وقد باركت لكم في مقدمة هذا المقال لأرضي جميع الأطراف، فاليوم أصبح أغلب الناس لا يعجبهم العجب؛ لذا قررت أن أسبق الجميع وأبارك لكم بالمناسبات القادمة ولا أعتقد أن أحداً قد سبقني في ذلك.

على كوكب الأرض الذي يحملنا ويتحملنا، هناك الملايين من الثقافات والشعوب المختلفة التي يحمل كل واحدٍ منها معتقده الخاص الذي يدافع عنه ويحاول أن ينشره.

وبسبب هذا التنوع والاختلاف تظهر أعياد واحتفالات عديدة وخاصة بكل شعب من شعوب العالم، وقد يكون بعضها غريباً، أو خطيراً، أو شاذاً، أو سعيداً، أو مقرفاً أيضاً.

وأنا مع الاحتفال بأي مناسبة تجمع البشر على الحُب، فإليكم (مسلاً) سُكان مدينة «بوتسي» الذين يحتفلون كل عام احتفالاً جميلاً ومميزاً يُعرف بعيد «ضرب الجيران»، حيث يخرج الجميع من بيوتهم، ويُشمر كل شخصٍ منهم عن أكمامه ثم (يُمردغ) جاره بكل ما أوتي من قوة وعزم، وهذا لاعتقادهم أن تبادل الضرب واللكمات يجلب لهم الحظ ويزيد من محاصيلهم الزراعية.

وليت هذا الكرنفال يُقام عندنا، فالجيران ما عادوا الجيران، وبعضهم يستاهل الاحتفال (بالشلوت)!

وفي إندونيسيا عيد غريب يهنئون بعضهم فيه ويُعرف بعيد «الصمت والتأمل»، يصوم فيه الجميع عن الكلام أو الخروج من المنزل وسماع الموسيقى طوال يومٍ كامل، وتقوم السلطات بنشر دوريات الشرطة للتأكد من وجود الجميع في منازلهم صامتين و(مُنطمين) في هذا اليوم المُقدس.

ويا له من عيدٍ رائع ومناسبة أروع (تطُم) الجميع فيعُم الهدوء والسلام.

أما المناسبة التي أعجبتني فهي تُعرف باسم «عيد الألوان»، ويأتي الاحتفال بعد التهنئة بها في موسم الحصاد وخصوبة الأرض وكنوع من أنواع الوداع لفصل الشتاء، والأمر الأساسي فيه أنه احتفال ملون وصاخب لقدوم فصل الربيع، حيث يتم التراشق بالألوان المائية في الشوارع بين الناس، وفي جوٍّ يُعبر عن الفرح والسرور.

الجميل في الأمر أنهم يصنعون السعادة بشتى الوسائل، ولو كان من بينهم شخصٌ من الذين (تخبرونهم) لقال: «اللي يرشني بالمويه أرشه بالدم».

وبما إني مضيعة مفاتيحي و(فصولي) الأربعة وأحتفل كل عام بذلك، قررت من باب التغيير أن احتفل بدءاً من الآن بالعيد الثاني -المذكور أعلاه- وليتكم تتخذوني قدوة وتحذون حذوي ونحتفل جميعنا بارك الله فيكم.

* كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com