يجمع بين الخميني وأردوغان الكثير من أوجه التشابه لدرجة التطابق، فالاثنان ينطلقان من نظرة شعوبية متطرفة ضد العرب وعلى الأخص السعوديين ورثة فرسان الجزيرة العربية الذين مرغوا أنف العجم الفرس والعثمانيين في التراب.
والاثنان يؤمنان بأن العالم العربي ليس سوى حديقة ثمينة مليئة بالنفط والغاز يجب تقاسمها والسيطرة عليها عقائدياً واقتصادياً وجغرافياً.
الإيرانيون يرون أن إمبراطوريتهم تمتد من كابل شرقاً إلى العراق والضفة الشرقية للخليج العربي من الكويت مروراً بالأراضي السعودية ثم البحرين وصولاً الى عُمان فاليمن، والأتراك يؤمنون أن إرثهم العثماني يبدأ من إسطنبول شمالاً حتى عسير في أقصى الأراضي الحجازية السعودية جنوباً حالمين بإعادة السيطرة على المدينة المنورة ومكة المكرمة، ومنتقلين بحلمهم نحو مصر وليبيا وتونس والجزائر.
الخميني بدأ حياته السياسية في المنطقة العام 1978 باستمالة الشارع العربي ومتبنياً تصدير الثورة الإيرانية إلى الفضاء والإقليم العربي فقط، ومع ذلك لم يسأل أحد نفسه لماذا لم يحاول آية الله الخميني تصدير ثورته إلى الباكستان أو الهند أو أفغانستان، فهما فضاؤه العرقي وأقرب إلى إيران من جيرانه العرب.
وهو نفس المبدأ الميكافلي الذي ذهب نحوه أردوغان بتصدير الثورات والاحتجاجات وتفجير العالم العربي من داخله من ليبيا شرقاً الى السعودية غرباً في محاولة مستميتة لإعادة بناء إمبراطورية بني عثمان -المقبورة- تحت زعم الخلافة.
اندفع الخميني بجنون نحو حدود إيران الغربية مهاجماً العراق وشاناً حرباً عبثية راح ضحيتها ملايين العراقيين والإيرانيين، وهو ما يفعله أردوغان اليوم تماماً حين هاجم شمال سوريا موقعاً عشرات آلاف القتلى بين السوريين والأكراد ومشرداً ومرحلاً ملايين اللاجئين نحو أوروبا.
الحزب الخميني الحاكم في طهران منذ أربعة عقود، نظام قمعي مستبد لا يسمح بأي مساحة حرية للإيرانيين، وهو نفس الطريق الذي يتبناه أردوغان مذ مكن حزب العدالة والتنمية من رقبة الأتراك.
الخميني ونظامه السياسي يؤمن تماماً بالحرب بالوكالة ولذلك أنشأ المليشيات والتنظيمات الإرهابية في لبنان والبحرين وسوريا واليمن وحاول بناءها سرّاً في السعودية لتقاتل نيابة عنه، أردوغان من جهته تبنى داعش وتبنى هيكلها العسكري، واحتضن المليشيات المتطرفة في سوريا واستخدم الأسلوب الإيراني في الدفع بالإرهابين نحو ليبيا ومصر ليشنوا حرباً بالنيابة عن الأتراك.
يشترك الإيرانيون والأتراك في عدائهم للسعودية وقيادتها، ويؤمنون بأن المملكة هي العائق الوحيد أمام محاولاتهم المستميتة للاستيلاء على العالم العربي، ويتبنون نفس الأدوات لمهاجمة السعودية محاولين اغتيال السعودية وقضم مكانتها الإسلامية والدولية، باستمالة العالم الإسلامي ضدها وتحريك التنظيمات الإسلاموية وعقد المؤتمرات وإنشاء الجبهات والاتحادات والمنظمات الموازية مستخدمين قضايا وملفات إسلامية ومزورين موقف الرياض منها أو مزايدين عليه، إضافة إلى التحالف مع دول يهمها استهداف المملكة أو تلك التي يمكن استمالتها بأموال الغاز القطرية.
اليوم يتبنى أردوغان الطريقة الإيرانية في العبث بالمشاعر المقدسة وتسيير المظاهرات لتحقيق منافع ومصالح سياسية، ولم تكن الهتافات التركية في الحرم المكي الشريف معزولة عن التحركات التركية الخشنة ضد السعودية منذ عشرة أعوام، وكأننا في منتصف الثمانينات عندما كان الإيرانيون يسيرون المظاهرات ويتعمدون الاحتكاك بالحجاج والمعتمرين المسلمين بترديد شعارات سياسية مختلف عليها ولا تتناسب مع هيبة المكان وقدسيته، إضافة إلى مهاجمة رجال الأمن السعوديين في محاولة لإثارة الفتنة.
الأكثر بشاعة من فعل الخميني أن أردوغان نقل الهتافات والغوغائية التي كان يمارسها الإيرانيون من شوارع مكة إلى داخل الحرم المكي الشريف، إنها جرأة على أقدس أقداس المسلمين، لم يسبق أردوغان إليها إلا القرامطة وأبرهة الحبشي.
* كاتب سعودي
massaaed@
والاثنان يؤمنان بأن العالم العربي ليس سوى حديقة ثمينة مليئة بالنفط والغاز يجب تقاسمها والسيطرة عليها عقائدياً واقتصادياً وجغرافياً.
الإيرانيون يرون أن إمبراطوريتهم تمتد من كابل شرقاً إلى العراق والضفة الشرقية للخليج العربي من الكويت مروراً بالأراضي السعودية ثم البحرين وصولاً الى عُمان فاليمن، والأتراك يؤمنون أن إرثهم العثماني يبدأ من إسطنبول شمالاً حتى عسير في أقصى الأراضي الحجازية السعودية جنوباً حالمين بإعادة السيطرة على المدينة المنورة ومكة المكرمة، ومنتقلين بحلمهم نحو مصر وليبيا وتونس والجزائر.
الخميني بدأ حياته السياسية في المنطقة العام 1978 باستمالة الشارع العربي ومتبنياً تصدير الثورة الإيرانية إلى الفضاء والإقليم العربي فقط، ومع ذلك لم يسأل أحد نفسه لماذا لم يحاول آية الله الخميني تصدير ثورته إلى الباكستان أو الهند أو أفغانستان، فهما فضاؤه العرقي وأقرب إلى إيران من جيرانه العرب.
وهو نفس المبدأ الميكافلي الذي ذهب نحوه أردوغان بتصدير الثورات والاحتجاجات وتفجير العالم العربي من داخله من ليبيا شرقاً الى السعودية غرباً في محاولة مستميتة لإعادة بناء إمبراطورية بني عثمان -المقبورة- تحت زعم الخلافة.
اندفع الخميني بجنون نحو حدود إيران الغربية مهاجماً العراق وشاناً حرباً عبثية راح ضحيتها ملايين العراقيين والإيرانيين، وهو ما يفعله أردوغان اليوم تماماً حين هاجم شمال سوريا موقعاً عشرات آلاف القتلى بين السوريين والأكراد ومشرداً ومرحلاً ملايين اللاجئين نحو أوروبا.
الحزب الخميني الحاكم في طهران منذ أربعة عقود، نظام قمعي مستبد لا يسمح بأي مساحة حرية للإيرانيين، وهو نفس الطريق الذي يتبناه أردوغان مذ مكن حزب العدالة والتنمية من رقبة الأتراك.
الخميني ونظامه السياسي يؤمن تماماً بالحرب بالوكالة ولذلك أنشأ المليشيات والتنظيمات الإرهابية في لبنان والبحرين وسوريا واليمن وحاول بناءها سرّاً في السعودية لتقاتل نيابة عنه، أردوغان من جهته تبنى داعش وتبنى هيكلها العسكري، واحتضن المليشيات المتطرفة في سوريا واستخدم الأسلوب الإيراني في الدفع بالإرهابين نحو ليبيا ومصر ليشنوا حرباً بالنيابة عن الأتراك.
يشترك الإيرانيون والأتراك في عدائهم للسعودية وقيادتها، ويؤمنون بأن المملكة هي العائق الوحيد أمام محاولاتهم المستميتة للاستيلاء على العالم العربي، ويتبنون نفس الأدوات لمهاجمة السعودية محاولين اغتيال السعودية وقضم مكانتها الإسلامية والدولية، باستمالة العالم الإسلامي ضدها وتحريك التنظيمات الإسلاموية وعقد المؤتمرات وإنشاء الجبهات والاتحادات والمنظمات الموازية مستخدمين قضايا وملفات إسلامية ومزورين موقف الرياض منها أو مزايدين عليه، إضافة إلى التحالف مع دول يهمها استهداف المملكة أو تلك التي يمكن استمالتها بأموال الغاز القطرية.
اليوم يتبنى أردوغان الطريقة الإيرانية في العبث بالمشاعر المقدسة وتسيير المظاهرات لتحقيق منافع ومصالح سياسية، ولم تكن الهتافات التركية في الحرم المكي الشريف معزولة عن التحركات التركية الخشنة ضد السعودية منذ عشرة أعوام، وكأننا في منتصف الثمانينات عندما كان الإيرانيون يسيرون المظاهرات ويتعمدون الاحتكاك بالحجاج والمعتمرين المسلمين بترديد شعارات سياسية مختلف عليها ولا تتناسب مع هيبة المكان وقدسيته، إضافة إلى مهاجمة رجال الأمن السعوديين في محاولة لإثارة الفتنة.
الأكثر بشاعة من فعل الخميني أن أردوغان نقل الهتافات والغوغائية التي كان يمارسها الإيرانيون من شوارع مكة إلى داخل الحرم المكي الشريف، إنها جرأة على أقدس أقداس المسلمين، لم يسبق أردوغان إليها إلا القرامطة وأبرهة الحبشي.
* كاتب سعودي
massaaed@