أرسل لي أحد الأصدقاء مقطع فيديو لشخص يتكلم عن أن سكان فلسطين لم يُحرروا أنفسهم من غازٍ عبر التاريخ. وفعلاً عندما استرجعت أحداث التاريخ وجدت أن مَن حرر فلسطين من اليهود كان بختنصر (نبوخذ نصر الثاني) ملك بابل. كما حرر العرب بقيادة عمرو بن العاص فلسطين من الاحتلال الروماني. وحررها صلاح الدين الأيوبي من الاحتلال الصليبي. وكذلك فعل الحاكم المصري سيف الدين قطز عندما دفع بالتتار بعيداً عن فلسطين، بعد أن قام ركن الدين بيبرس بالقضاء على الحامية التتارية في غزة.
عبر التاريخ لم تنجح انتفاضة سكان فلسطين في دفع أي غازٍ أو مستعمرٍ. ولا يَخفى علينا كيف أن كثيراً من القيادات الفلسطينية تاجروا بالقضية، وكونوا أحزاباً وميلشيات عدة، وقتلوا من بعضهم بعضاً أكثر مما قتل الصهاينة.
ولا يَخفى علينا أن فلسطينيي الشتات في سوريا ولبنان والأردن كانوا أكثر قسوة وأشد وطأة على بني جلدتهم وعلى إخوانهم من العرب من الصهاينة.
إن الفلسطيني الذي يسعى لحياة كريمة يُعتبر سلعة يُتاجر بها أغلب القيادات الفلسطينية. ولقد فرطت هذه القيادات في كل الفرص التي أُتيحت لحل القضية، وتآمرت على الدول المُضيفة لفلسطينيي الشتات.
هذه القيادات لم يكن يعنيها الوصول لحل يحقن الدماء، بقدر اهتمامها بالمال والسلطة والكرسي. والمعونات التي كان يتبرع بها العرب في مختلف البلدان ذهبت لجيوب بعض هؤلاء القادة، ونال الذين قدموا المال والدعم من العرب وعلى رأسهم السعودية النكران والكراهية من أصحاب القضية.
والقدس وظفت لاستدرار العواطف النبيلة، وتمرير السياسات التآمرية الإيرانية برعاية من حماس والمندسين على القضية.
الفلسطينيون المخلصون من سكان الضفة وغزة مغلوبون على أمرهم. وما نُشاهده اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر أن غضب وسخط الفلسطينيين في أغلبهم ضد جيرانهم العرب وعلى الأخص دول الخليج.
علينا أن نتذكر أن الجزائريين لم يستنجدوا بالجيوش العربية لإنقاذهم من الاحتلال الفرنسي. كما لم يفعل ذلك الفيتناميون، وبأنفسهم حرروا بلادهم.
إذا أراد الفلسطينيون أن ينعتقوا ويتخلصوا من قياداتهم الفاسدة فعليهم بالمطالبة بحل الدولة الواحدة؛ لأن الفلسطينيين الذين في إسرائيل أحسن حالاً من فلسطينيي القطاع على سبيل المثال.
إن حل الدولتين في وجهة نظري أصبح حلاً غير واقعي في ظل قيادات فاسدة مرهونة للأعداء المتربصين للأمة العربية من فرس وعثمانيين.
قد يكون هذا المقال صادماً لكثير من الذين آمنوا بالقضية الفلسطينية التي دمرت الأمة العربية قبل أن تدمر فلسطين، ولكن لقد حان الوقت لمراجعة الأخطاء، ومعرفة أين يكمن الخلل؛ فلا يمكن أن يكون هناك حل يُزايد به المنتفعون، ولن يكون هناك سلام يقوده أصحاب المصالح.
الحل يكمن في إعادة القضية لأصحابها الحقيقيين، ليقوموا بحلها بأنفسهم. وأرى أنه من خلال حل الدولة الواحدة سوف تنتهي مشاكل الفلسطينيين ويعيشون بسلام في أرض أجدادهم بعيداً عن سطوة الفاسدين المُزايدين المنتفعين من معاناة الأبرياء.
* كاتب سعودي
yamani.osama@gmail.com
عبر التاريخ لم تنجح انتفاضة سكان فلسطين في دفع أي غازٍ أو مستعمرٍ. ولا يَخفى علينا كيف أن كثيراً من القيادات الفلسطينية تاجروا بالقضية، وكونوا أحزاباً وميلشيات عدة، وقتلوا من بعضهم بعضاً أكثر مما قتل الصهاينة.
ولا يَخفى علينا أن فلسطينيي الشتات في سوريا ولبنان والأردن كانوا أكثر قسوة وأشد وطأة على بني جلدتهم وعلى إخوانهم من العرب من الصهاينة.
إن الفلسطيني الذي يسعى لحياة كريمة يُعتبر سلعة يُتاجر بها أغلب القيادات الفلسطينية. ولقد فرطت هذه القيادات في كل الفرص التي أُتيحت لحل القضية، وتآمرت على الدول المُضيفة لفلسطينيي الشتات.
هذه القيادات لم يكن يعنيها الوصول لحل يحقن الدماء، بقدر اهتمامها بالمال والسلطة والكرسي. والمعونات التي كان يتبرع بها العرب في مختلف البلدان ذهبت لجيوب بعض هؤلاء القادة، ونال الذين قدموا المال والدعم من العرب وعلى رأسهم السعودية النكران والكراهية من أصحاب القضية.
والقدس وظفت لاستدرار العواطف النبيلة، وتمرير السياسات التآمرية الإيرانية برعاية من حماس والمندسين على القضية.
الفلسطينيون المخلصون من سكان الضفة وغزة مغلوبون على أمرهم. وما نُشاهده اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر أن غضب وسخط الفلسطينيين في أغلبهم ضد جيرانهم العرب وعلى الأخص دول الخليج.
علينا أن نتذكر أن الجزائريين لم يستنجدوا بالجيوش العربية لإنقاذهم من الاحتلال الفرنسي. كما لم يفعل ذلك الفيتناميون، وبأنفسهم حرروا بلادهم.
إذا أراد الفلسطينيون أن ينعتقوا ويتخلصوا من قياداتهم الفاسدة فعليهم بالمطالبة بحل الدولة الواحدة؛ لأن الفلسطينيين الذين في إسرائيل أحسن حالاً من فلسطينيي القطاع على سبيل المثال.
إن حل الدولتين في وجهة نظري أصبح حلاً غير واقعي في ظل قيادات فاسدة مرهونة للأعداء المتربصين للأمة العربية من فرس وعثمانيين.
قد يكون هذا المقال صادماً لكثير من الذين آمنوا بالقضية الفلسطينية التي دمرت الأمة العربية قبل أن تدمر فلسطين، ولكن لقد حان الوقت لمراجعة الأخطاء، ومعرفة أين يكمن الخلل؛ فلا يمكن أن يكون هناك حل يُزايد به المنتفعون، ولن يكون هناك سلام يقوده أصحاب المصالح.
الحل يكمن في إعادة القضية لأصحابها الحقيقيين، ليقوموا بحلها بأنفسهم. وأرى أنه من خلال حل الدولة الواحدة سوف تنتهي مشاكل الفلسطينيين ويعيشون بسلام في أرض أجدادهم بعيداً عن سطوة الفاسدين المُزايدين المنتفعين من معاناة الأبرياء.
* كاتب سعودي
yamani.osama@gmail.com