انقضت مهزلة الانتخابات البرلمانية الإيرانية دون ضجة في الغرب، وتحديدا (اليسار، أحزاب، وأعلام، ومؤسسات مدنية أو خلافه). حيث لم تكن هناك عاصفة إعلامية، ولا افتتاحيات صحف كبرى، طوال الأيام الماضية!
يحدث ذلك رغم منع مجلس صيانة الدستور، الذي يعين المرشد الإيراني أعضاءه الاثني عشر، ٦٨٥٠ إيرانيا من الترشح للانتخابات للمنافسة على ٢٩٠ مقعدا برلمانيا وذلك لمزاعم منها «عدم الولاء للإسلام»! فعل نظام الملالي كل ذلك دون أن نرى عاصفة انتقادات، أو افتتاحيات، غربية. وبدون أن يصرخ الديموقراطيون، ولو بمقدار ما فعلوه من تشنج بعد أن قامت إدارة الرئيس ترمب بقتل الإرهابي قاسم سليماني رأس الدمار بإيران والمنطقة! فبعد مقتل سليماني، مثلا، فعلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي كل ما بوسعها لانتقاد عملية استهداف سليماني، لكنها تلتزم الصمت الآن وآلاف الإيرانيين يمنعون من حق الترشح، والانتخاب!
وهنا لا أتحدث عن النفاق اليساري، أو الديموقراطي، أو نفاق بعض المؤسسات الإعلامية، وكذلك المدنية في الغرب، بل عن خطورة جهلهم، وسوء تقديرهم للخطر الإيراني، ليس على الإيرانيين وحسب، بل وعلى المنطقة. النظام الإيراني، نظام الخميني، هو فايروس قاتل للتقدم، والإصلاح، بمنطقتنا، وأشد فتكا من أي فايروس. فعندما يمنع ٦٨٥٠ إيرانيا من الترشح للانتخابات فهذا ليس خطرا على إيران نفسها، بل المنطقة ككل، لأن هذا ما تفعله إيران أيضا في العراق، منذ ٢٠٠٣، وتفعل إيران أسوأ من ذلك في لبنان، حين تشكيل الحكومات، أو عندما يقوم حلفاؤها بتصفية خصومهم، ومنذ اغتيال رفيق الحريري. وتفعل إيران في سوريا، وغزة، وصنعاء، ما هو أسوأ.
فايروس الخميني هذا الذي يغض البعض في الغرب الطرف عنه يعني أن لا أمل في التقدم، والإصلاح، في المنطقة، ويعني أن مقدرات، وخيرات، وآمال الشعوب، في إيران، والعراق، ولبنان، وسوريا، ستكون في مهب الريح، كما تعني أن معامل تفريخ التطرف، والجهل، تعمل على مدار الساعة، وستطال الجميع دمارا طالما أن فساد إيران السياسي مستمر، ولا يزال ينشر فايروس الخميني بالمنطقة.
ولذا فمذهل أن تمر مهزلة الانتخابات هذه بإيران، ورغم حجم المقاطعة الشعبية لها، وحرمان النظام آلاف المرشحين من الترشح، دون أن نرى افتتاحيات، أو أخبار وتقارير مفصلة، غربية تشرح خطورة ما يحدث على الإيرانيين أنفسهم، بل والمنطقة برمتها. الحقيقة أن تساهل الديموقراطيين، واليسار، مؤسسات، ومنظمات، مع إيران هو أسوأ دعاية للديموقراطية بمنطقتنا، وترويج خطر لفايروس الخميني القاتل لكل فرص مستقبل أفضل.
* كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
يحدث ذلك رغم منع مجلس صيانة الدستور، الذي يعين المرشد الإيراني أعضاءه الاثني عشر، ٦٨٥٠ إيرانيا من الترشح للانتخابات للمنافسة على ٢٩٠ مقعدا برلمانيا وذلك لمزاعم منها «عدم الولاء للإسلام»! فعل نظام الملالي كل ذلك دون أن نرى عاصفة انتقادات، أو افتتاحيات، غربية. وبدون أن يصرخ الديموقراطيون، ولو بمقدار ما فعلوه من تشنج بعد أن قامت إدارة الرئيس ترمب بقتل الإرهابي قاسم سليماني رأس الدمار بإيران والمنطقة! فبعد مقتل سليماني، مثلا، فعلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي كل ما بوسعها لانتقاد عملية استهداف سليماني، لكنها تلتزم الصمت الآن وآلاف الإيرانيين يمنعون من حق الترشح، والانتخاب!
وهنا لا أتحدث عن النفاق اليساري، أو الديموقراطي، أو نفاق بعض المؤسسات الإعلامية، وكذلك المدنية في الغرب، بل عن خطورة جهلهم، وسوء تقديرهم للخطر الإيراني، ليس على الإيرانيين وحسب، بل وعلى المنطقة. النظام الإيراني، نظام الخميني، هو فايروس قاتل للتقدم، والإصلاح، بمنطقتنا، وأشد فتكا من أي فايروس. فعندما يمنع ٦٨٥٠ إيرانيا من الترشح للانتخابات فهذا ليس خطرا على إيران نفسها، بل المنطقة ككل، لأن هذا ما تفعله إيران أيضا في العراق، منذ ٢٠٠٣، وتفعل إيران أسوأ من ذلك في لبنان، حين تشكيل الحكومات، أو عندما يقوم حلفاؤها بتصفية خصومهم، ومنذ اغتيال رفيق الحريري. وتفعل إيران في سوريا، وغزة، وصنعاء، ما هو أسوأ.
فايروس الخميني هذا الذي يغض البعض في الغرب الطرف عنه يعني أن لا أمل في التقدم، والإصلاح، في المنطقة، ويعني أن مقدرات، وخيرات، وآمال الشعوب، في إيران، والعراق، ولبنان، وسوريا، ستكون في مهب الريح، كما تعني أن معامل تفريخ التطرف، والجهل، تعمل على مدار الساعة، وستطال الجميع دمارا طالما أن فساد إيران السياسي مستمر، ولا يزال ينشر فايروس الخميني بالمنطقة.
ولذا فمذهل أن تمر مهزلة الانتخابات هذه بإيران، ورغم حجم المقاطعة الشعبية لها، وحرمان النظام آلاف المرشحين من الترشح، دون أن نرى افتتاحيات، أو أخبار وتقارير مفصلة، غربية تشرح خطورة ما يحدث على الإيرانيين أنفسهم، بل والمنطقة برمتها. الحقيقة أن تساهل الديموقراطيين، واليسار، مؤسسات، ومنظمات، مع إيران هو أسوأ دعاية للديموقراطية بمنطقتنا، وترويج خطر لفايروس الخميني القاتل لكل فرص مستقبل أفضل.
* كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com