رحل صديق بلادنا، قولاً وعملاً. رحل القائد العقلاني الصادق فخامة الرئيس محمد حسني مبارك إلى جوار ربه بعد حياة صارعته، وصارعها. عاش شبابه مقاتلاً في السماء، ورحل راسخاً في أرض الكنانة.
هذا ليس رثاء، وإنما شهادة حق في زمن التزوير، زمن يزور به ما شهدنا، ورأينا، بأمهات أعيننا. رحل الرئيس مبارك محباً لوطنه، حارب ذوداً عن سمائه وأرضه بحروبٍ هي من صميم الهوية المصرية. جنح للسلم، وحفظ السلام، ودعا له دون مواربة. جابه الإرهاب في مصر، ونجا من الاغتيال، كما جابه آلة القتل المعنوي، أخبث آلة في منطقتنا، وهي آلة التخوين المحسوبة على الإخوان المسلمين.
أعاد مصر للعرب، وأشعر العرب أن مصر لهم جميعاً. فعلها بلا شعارات. لم يلجأ للشعبوية قط. لم يبع العرب وهماً، كما يفعل أردوغان. كان يجابه، ويفند، ويعري الخصوم. لم ير يوما أن السياسة فن الكذب، بل فن الممكن، حيث لم يكن بشار الأسد.. معاذ الله. ولم يكن متلوناً في نهجه مثل الإخوان.
كان الرئيس الراحل مبارك رجل مواقف، ولا تنسى له بلادنا، ولا الكويت، ولا الخليج، موقفه الصارم يوم احتلال العراق للكويت. وقف مدافعاً عن أمننا، عرى الخصوم، كان جبهة بمواقفه.
مصر مبارك، أول سنين حكمه، اقتصادياً، لم تكن مصر قبله، حيث استلمها بعد حروب، هزائم، وانتصارات، وللحرب كلفة، وللنصر كلفة. سار بمصر إلى بر الأمان، أطال الإقامة بالمرفأ، لم يترجل في الوقت الصح، داهمه العمر، وداهمته الظروف، وتكالبت عليه، لكن مبارك، ابن المؤسسة العسكرية المصرية الأصيلة كان قائداً وقت الألم، والاهتزاز، لم يترجل عن مصر مخلفاً إياها مثل ليبيا، ولا سوريا، ولا اليمن، ولم يرض مصير بن علي، رحمه الله، بل قرر التنحي والبقاء في مصر مواجهاً قدره.
وليت المسؤولين السعوديين، والإماراتيين، يروون للتاريخ قصصهم مع رفض الرئيس الراحل لكل العروض المذهلة من أجل أن يغادر مصر، ويستقر بدولة خليجية. رفض، رغم أن العروض كانت لا تقاوم، وكان قال قبل العروض، وأثبت أنه يعنيها، مقولته الشهيرة التي ستظل مصاحبة لذكراه حين ألقى خطاب ما قبل التنحي قائلا: «إن حسني مبارك الذي يتحدث إليكم اليوم يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها.. إن هذا الوطن العزيز هو وطني، مثلما هو وطن كل مصري ومصرية. فيه عشت، وحاربت من أجله، ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه، وعلى أرضه أموت.. وسيحكم التاريخ علي، وعلى غيري، بما لنا أو علينا..».
رحم الله مبارك، وهكذا نتذكره.
هذا ليس رثاء، وإنما شهادة حق في زمن التزوير، زمن يزور به ما شهدنا، ورأينا، بأمهات أعيننا. رحل الرئيس مبارك محباً لوطنه، حارب ذوداً عن سمائه وأرضه بحروبٍ هي من صميم الهوية المصرية. جنح للسلم، وحفظ السلام، ودعا له دون مواربة. جابه الإرهاب في مصر، ونجا من الاغتيال، كما جابه آلة القتل المعنوي، أخبث آلة في منطقتنا، وهي آلة التخوين المحسوبة على الإخوان المسلمين.
أعاد مصر للعرب، وأشعر العرب أن مصر لهم جميعاً. فعلها بلا شعارات. لم يلجأ للشعبوية قط. لم يبع العرب وهماً، كما يفعل أردوغان. كان يجابه، ويفند، ويعري الخصوم. لم ير يوما أن السياسة فن الكذب، بل فن الممكن، حيث لم يكن بشار الأسد.. معاذ الله. ولم يكن متلوناً في نهجه مثل الإخوان.
كان الرئيس الراحل مبارك رجل مواقف، ولا تنسى له بلادنا، ولا الكويت، ولا الخليج، موقفه الصارم يوم احتلال العراق للكويت. وقف مدافعاً عن أمننا، عرى الخصوم، كان جبهة بمواقفه.
مصر مبارك، أول سنين حكمه، اقتصادياً، لم تكن مصر قبله، حيث استلمها بعد حروب، هزائم، وانتصارات، وللحرب كلفة، وللنصر كلفة. سار بمصر إلى بر الأمان، أطال الإقامة بالمرفأ، لم يترجل في الوقت الصح، داهمه العمر، وداهمته الظروف، وتكالبت عليه، لكن مبارك، ابن المؤسسة العسكرية المصرية الأصيلة كان قائداً وقت الألم، والاهتزاز، لم يترجل عن مصر مخلفاً إياها مثل ليبيا، ولا سوريا، ولا اليمن، ولم يرض مصير بن علي، رحمه الله، بل قرر التنحي والبقاء في مصر مواجهاً قدره.
وليت المسؤولين السعوديين، والإماراتيين، يروون للتاريخ قصصهم مع رفض الرئيس الراحل لكل العروض المذهلة من أجل أن يغادر مصر، ويستقر بدولة خليجية. رفض، رغم أن العروض كانت لا تقاوم، وكان قال قبل العروض، وأثبت أنه يعنيها، مقولته الشهيرة التي ستظل مصاحبة لذكراه حين ألقى خطاب ما قبل التنحي قائلا: «إن حسني مبارك الذي يتحدث إليكم اليوم يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها.. إن هذا الوطن العزيز هو وطني، مثلما هو وطن كل مصري ومصرية. فيه عشت، وحاربت من أجله، ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه، وعلى أرضه أموت.. وسيحكم التاريخ علي، وعلى غيري، بما لنا أو علينا..».
رحم الله مبارك، وهكذا نتذكره.