انقلب العالم رأساً ولم يعد أصغر فرد فيه يرى العالم كما كان يراه قبل الحملات المنظمة التي تحدثت عن ضرر (الاحتباس الحراري) على هذا الكوكب. ورغم ضعف الحملات وتوَهانها في عالم بات مشغولاً بالإنترنت والتقنيات الحديثة في الألعاب والسيارات والمدارس والشوارع وكل مناحي الحياة؛ إلا أن الجميع بات يدرك حقيقة التأثير السلبي للإنسان على الأرض، حتى أولئك الذين يصدحون بعدم اكتراثهم. وفي خضم كل ذلك، كان المجتمع السعودي أحد أقل الأمم التي يدرك مواطنوها خطورة الأمر- ربما بسبب أننا نعيش في المنتصف تماماً- وربما لأننا كنا محبوسين حضارياً!
كان المجتمع السعودي يشتاط ويثور لمناقشة مسألة إفطار من لم يبلغ الحلم، أو هل يجوز الترحم على المشرك، ولكنه لم يكن ليعرف معنى (ما) لـ«الاحتباس»، حتى أولئك المتعلمين لم يكونوا ليناقشوا الأمر بجدية. بعيدون جداً كنّا عن الحضارة. كنا نعاني من متلازمة الغفوة العقلية، مستسلمين - إرادياً وغير إرادياً- لكل من يتحدث باسم الدين حتى باتت الحياة محصورة بين أمر شيخ وفتوى مستشيخ. نشأت أجيال -بين بداية السبعينات وبداية التسعينات- على الخنوع التام أمام أصحاب الأفكار المتطرفة والأيديولوجيا التي نشأت نتيجة للخطابات الخارجية التي كانت ترى في مجتمعنا أرضاً خصبة لنشر أفكارهم وتنفيذ مخططاتهم.
نشأتُ كسواي في تلك البيئة التي وضعت حدوداً ضيقة للتفكير وتقنين الأفكار الإنسانية لما يخدم تلك الأجندة. كثيرٌ ممن أعرف انجرف نحو تلك الأيديولوجيا تماماً كما ذكرها أستاذي عبدالله ثابت في روايته (الإرهابي 20). كنت على وشك السقوط في ذلك الوحل لولا مشيئة الله ثم بقرارات جريئة من حكومة المملكة صاحبة النظرة الحكيمة. ومن فضل الله أن الأمر لم يدم لأكثر مما كان يطمح له الطامعون فينا؛ حتى جاء القائد الحكيم الملك سلمان ليقضي تماماً على ذلك الوجود المقيت. وجاءت قرارات ولي عهده المجدد محمد بن سلمان الذي أجهز تماماً على بقايا تلك الأفكار ومنح المجتمع السعودي ما يستحق. عدنا مسرعين نحو القمة، وبتنا قبلة للأمم في النمو والازدهار والتجدد والتحضّر. أصغرنا الآن بات يعرف كل شيء عن كل شيء. مواليد الألفية الثالثة باتوا يتنافسون -عالمياً- على إيجاد حلول تنقذ الكوكب. بات لأبنائنا كوكيبات تحمل أسماءهم. بات الشاب السعودي علَماً بارزاً في كل المجالات العلمية. بات أقراني أهراماً عالية في الطب وريادة الأعمال والابتكار والتقنية والثقافة والإعلام. بتنا جميعاً نحاول إيجاد الحلول الحقيقية لإنقاذ العالم، وسوف نفعل ذلك في القريب.
كان المجتمع السعودي يشتاط ويثور لمناقشة مسألة إفطار من لم يبلغ الحلم، أو هل يجوز الترحم على المشرك، ولكنه لم يكن ليعرف معنى (ما) لـ«الاحتباس»، حتى أولئك المتعلمين لم يكونوا ليناقشوا الأمر بجدية. بعيدون جداً كنّا عن الحضارة. كنا نعاني من متلازمة الغفوة العقلية، مستسلمين - إرادياً وغير إرادياً- لكل من يتحدث باسم الدين حتى باتت الحياة محصورة بين أمر شيخ وفتوى مستشيخ. نشأت أجيال -بين بداية السبعينات وبداية التسعينات- على الخنوع التام أمام أصحاب الأفكار المتطرفة والأيديولوجيا التي نشأت نتيجة للخطابات الخارجية التي كانت ترى في مجتمعنا أرضاً خصبة لنشر أفكارهم وتنفيذ مخططاتهم.
نشأتُ كسواي في تلك البيئة التي وضعت حدوداً ضيقة للتفكير وتقنين الأفكار الإنسانية لما يخدم تلك الأجندة. كثيرٌ ممن أعرف انجرف نحو تلك الأيديولوجيا تماماً كما ذكرها أستاذي عبدالله ثابت في روايته (الإرهابي 20). كنت على وشك السقوط في ذلك الوحل لولا مشيئة الله ثم بقرارات جريئة من حكومة المملكة صاحبة النظرة الحكيمة. ومن فضل الله أن الأمر لم يدم لأكثر مما كان يطمح له الطامعون فينا؛ حتى جاء القائد الحكيم الملك سلمان ليقضي تماماً على ذلك الوجود المقيت. وجاءت قرارات ولي عهده المجدد محمد بن سلمان الذي أجهز تماماً على بقايا تلك الأفكار ومنح المجتمع السعودي ما يستحق. عدنا مسرعين نحو القمة، وبتنا قبلة للأمم في النمو والازدهار والتجدد والتحضّر. أصغرنا الآن بات يعرف كل شيء عن كل شيء. مواليد الألفية الثالثة باتوا يتنافسون -عالمياً- على إيجاد حلول تنقذ الكوكب. بات لأبنائنا كوكيبات تحمل أسماءهم. بات الشاب السعودي علَماً بارزاً في كل المجالات العلمية. بات أقراني أهراماً عالية في الطب وريادة الأعمال والابتكار والتقنية والثقافة والإعلام. بتنا جميعاً نحاول إيجاد الحلول الحقيقية لإنقاذ العالم، وسوف نفعل ذلك في القريب.