اتصل بي صديقي وزميلي المستشار أحمد خالد السديري معلقاً على مقال «فوائد حل الدولة الواحدة» وأخبرني بأنه قرأ كتاباً بالفرنسية عن القضية الفلسطينية لكاتب فرنسي معروف عن الفرص الضائعة التي لم يغتنمها القادة الفلسطينيون.
وللأسف الشديد أن الباحث في القضية الفلسطينية يجد أن مقولة «ملوك الفرص الضائعة» كما يُطلق عليها الكاتب المعروف الأستاذ مشعل السديري صادقة صادمة.
إن المصالح الشخصية لبعض القادة الفلسطينيين غلبت وطغت على المصلحة القومية والوطنية. هذا المشهد نجده دائماً ظاهراً وبقوة في كل تاريخ القضية الفلسطينية التي استغلتها الجماعات السياسية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين بهدف الوصول لكرسي الحكم في بلادهم.
الإنسان الفلسطيني ومصالحه ومستقبله كان دائماً الغائب عن ذهن وفكر هؤلاء القادة. وذلك يظهر من خلال الفرص التي كانت مُتاحة ولم تُستغل نظراً لتضاربها مع المصلحة الشخصية للمستفيدين والمنتفعين. ومؤتمر لندن هو بداية مسلسل الفرص الضائعة.
مؤتمر لندن (1939) أو مؤتمر قصر سانت جيمس، الذي عُقد في الفترة من 7 فبراير إلى 17 مارس 1939، الذي دعت إليه الحكومة البريطانية للتخطيط لحكم فلسطين في المستقبل ووضع نهاية للانتداب.
حضر المؤتمر الملك فيصل والملك خالد، يرحمهما الله، ممثلين عن حكومة المملكة العربية السعودية. كما شاركت في المؤتمر مصر ودولة شرق الأردن واليمن والعراق.
وظهر النزاع الفلسطيني الفلسطيني جلياً في هذا المؤتمر، حيث رفض الشيخ أمين الحسيني من بيروت قبول أي مندوبين من حزب الدفاع الوطني، فالمصالح الشخصية أصلح بيئة للخلاف والنزاع.
وهذا السيناريو أو المشهد اعتدنا عليه بين الفصائل الفلسطينية؛ فالقتل والتصفية هما الوسيلة المُفضلة لدى بعض القيادات الفلسطينية. وهو ما حدث مع فخري النشاشيبي الذي قررت قيادة الثورة إصدار حكم بإعدامه لخروجه على إجماع الأمة. وقد تم قتله في بغداد أثناء زيارته لها بدعوة من صديقه في العراق نوري باشا السعيد.
كان مؤتمر لندن فرصة لدولة واحدة بأغلبية فلسطينية تلتزم فيها الحكومة البريطانية بوقف وتقنين الهجرة اليهودية وقيام دولة مستقلة من الطرفين. وفي ٦ مارس طار عضو في وزارة الخارجية المصرية من القاهرة إلى بيروت في محاولة للحصول على موافقة أمين الحسيني على المقترحات البريطانية.
في شهر مايو، أعلن وفد اللجنة الوطنية العليا رفضه للكتاب الأبيض الذي يُمثل المُقترحات، وفرض هذا الرأي على أغلبية المندوبين الذين يؤيدون قبوله، من أجل أن يحافظ أمين الحسيني على قيادته وسلطته في فلسطين.
إن القضية الفلسطينية لن يحلها قادة فلسطينيون منتفعون أصحاب مصالح. هكذا يخبرنا التاريخ. وأخيراً أما حان الوقت لرفع يد هذه القيادات الفاسدة عن أصحاب القضية؟
* كاتب سعودي
yamani.osama@gmail.com
وللأسف الشديد أن الباحث في القضية الفلسطينية يجد أن مقولة «ملوك الفرص الضائعة» كما يُطلق عليها الكاتب المعروف الأستاذ مشعل السديري صادقة صادمة.
إن المصالح الشخصية لبعض القادة الفلسطينيين غلبت وطغت على المصلحة القومية والوطنية. هذا المشهد نجده دائماً ظاهراً وبقوة في كل تاريخ القضية الفلسطينية التي استغلتها الجماعات السياسية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين بهدف الوصول لكرسي الحكم في بلادهم.
الإنسان الفلسطيني ومصالحه ومستقبله كان دائماً الغائب عن ذهن وفكر هؤلاء القادة. وذلك يظهر من خلال الفرص التي كانت مُتاحة ولم تُستغل نظراً لتضاربها مع المصلحة الشخصية للمستفيدين والمنتفعين. ومؤتمر لندن هو بداية مسلسل الفرص الضائعة.
مؤتمر لندن (1939) أو مؤتمر قصر سانت جيمس، الذي عُقد في الفترة من 7 فبراير إلى 17 مارس 1939، الذي دعت إليه الحكومة البريطانية للتخطيط لحكم فلسطين في المستقبل ووضع نهاية للانتداب.
حضر المؤتمر الملك فيصل والملك خالد، يرحمهما الله، ممثلين عن حكومة المملكة العربية السعودية. كما شاركت في المؤتمر مصر ودولة شرق الأردن واليمن والعراق.
وظهر النزاع الفلسطيني الفلسطيني جلياً في هذا المؤتمر، حيث رفض الشيخ أمين الحسيني من بيروت قبول أي مندوبين من حزب الدفاع الوطني، فالمصالح الشخصية أصلح بيئة للخلاف والنزاع.
وهذا السيناريو أو المشهد اعتدنا عليه بين الفصائل الفلسطينية؛ فالقتل والتصفية هما الوسيلة المُفضلة لدى بعض القيادات الفلسطينية. وهو ما حدث مع فخري النشاشيبي الذي قررت قيادة الثورة إصدار حكم بإعدامه لخروجه على إجماع الأمة. وقد تم قتله في بغداد أثناء زيارته لها بدعوة من صديقه في العراق نوري باشا السعيد.
كان مؤتمر لندن فرصة لدولة واحدة بأغلبية فلسطينية تلتزم فيها الحكومة البريطانية بوقف وتقنين الهجرة اليهودية وقيام دولة مستقلة من الطرفين. وفي ٦ مارس طار عضو في وزارة الخارجية المصرية من القاهرة إلى بيروت في محاولة للحصول على موافقة أمين الحسيني على المقترحات البريطانية.
في شهر مايو، أعلن وفد اللجنة الوطنية العليا رفضه للكتاب الأبيض الذي يُمثل المُقترحات، وفرض هذا الرأي على أغلبية المندوبين الذين يؤيدون قبوله، من أجل أن يحافظ أمين الحسيني على قيادته وسلطته في فلسطين.
إن القضية الفلسطينية لن يحلها قادة فلسطينيون منتفعون أصحاب مصالح. هكذا يخبرنا التاريخ. وأخيراً أما حان الوقت لرفع يد هذه القيادات الفاسدة عن أصحاب القضية؟
* كاتب سعودي
yamani.osama@gmail.com