-A +A
طارق الحميد
نددت السعودية بسلوك إيران غير المسؤول لقيامها بإدخال مواطنين سعوديين إلى أراضيها دون وضع ختم على جوازاتهم في وقت تنتشر فيها الإصابة بفيروس كورونا مما أدى إلى وصول الفيروس للسعودية ودول الخليج العربي، والعراق، ولبنان، ودول أخرى.

البيان السعودي محق تماما عندما حمّل إيران «المسؤولية المباشرة في التسبب في تفشي الإصابة بالفيروس وانتشاره عبر العالم، وتشكيل خطر صحي يهدد سلامة البشرية»، كونه «يعد تقويضاً للجهود الدولية لمكافحة فيروس كورونا». وهذا السلوك الإيراني الشرير لا يستهدف السعودية وحدها، والمنطقة، بل والإيرانيين، مما يعني صعوبة الثقة بنظام الملالي. وبالتأكيد أنه لا شماتة بمرض، أو مصائب، وإنما أخذ العبر، لأن علاقات الدول لا تقوم على عاطفة.


السلوك المستهتر، والشرير، من طهران يفترض أن يخلق وعيا دوليا بخطورة النظام الإيراني الذي لا يتوانى عن التضليل، والأكاذيب، حتى بسلامة مواطنيه، وجيرانه. كيف يمكن تخيل إيران نووية بعد أزمة فيروس كورونا؟ وكيف يفكر البعض في الغرب مجرد التفكير بتقاسم النفوذ مع طهران بالمنطقة، حسب ما كان يردد الرئيس السابق أوباما؟ وكيف يمكن الوثوق بإيران وسبق أن قال مرشدها الأعلى علي خامنئي إن الـ«أعداء» سعوا لإثناء الناس عن التصويت في الانتخابات البرلمانية بـ «التحجج بالمرض والفيروس»، بينما يتجاوز عدد المصابين بالفيروس في إيران اليوم ثلاثة آلاف؟

وهنا مثال آخر على العبث، حيث نشرت وكالة «ارنا» الإيرانية خبرا مفاده: «أكد وزير الخارجية» في اتصال هاتفي مع نظيره الكويتي استعداد إيران «لتقديم أي تعاون في سياق تبادل الخبرات للقضاء على وباء كورونا، مؤكدا أن مكافحته تتطلب تعاونا إقليميا، ودوليا»!

بينما قالت وكالة الأنباء الكويتية: «أجرى وزير الخارجية» اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني معبرا له عن «الألم لما تواجهه إيران من أوضاع صحية صعبة نتيجة تفشي، وانتشار فيروس كورونا». وإن الوزير نقل توجيهات الشيخ صباح «للتواصل»، واستعداد الكويت «لتقديم المساعدة لمواجهة انتشار فيروس كورونا» وليس تبادل الخبرات كما نسب للوزير الإيراني! من نصدق؟ الكويت بالطبع.

دليل كذب طهران هو تصريح نقلته نفس الوكالة الإيرانية للمتحدث باسم الخارجية الصينية يقول فيه إن بلاده «أرسلت مساعدات طبية تشمل العدة الطبية (كيت) لتشخيص الفيروس، وكميات من الأجهزة الطبية إلى إيران منذ تفشي الفيروس فیها، وسنواصل دعمنا لها قدر الإمكان». فكيف لطهران أن تتبادل الخبرات مع الكويت، وهي تتلقى المساعدات الطبية من الصين؟

وعليه فإن المثل يقول: «عدو عاقل خير من صديق جاهل»، لكن الإشكالية مع إيران أنها لا هي بالعدو العاقل، ولا الصديق الجاهل، بل الجار الشرير.