لا ينبغي أن يكون التعامل مع تفشي فايروس كورونا المتجدد على الطريقة الإيرانية، أو الهستيريا. الطريقة الإيرانية كانت إنكارية حتى وقعت الكارثة، وتفشى المرض في إيران، ثم انتقل لدول الخليج، والدول العربية.
أما الهستيريا فهي المبالغة بالأخبار المتعلقة بالفايروس، وبث الرعب في نفوس الناس بلا مبرر حقيقي. المفروض هو أخذ الاحتياطات، بنشر الوعي، لأنه أولى خطوات الوقاية من خطر الفايروس، ثم التعامل مع المرض وفق واقع انتشاره، وليس الخوف منه، لأن للمبالغة انعكاسات سلبية، حيث تثير الهلع بين الناس، وفي حال انتشار المرض فعلياً، لا قدر الله، تصبح هناك حالة من اللامبالاة.
هذا لا يعني التساهل، أو تبسيط الأمور، وإنما يعني مزيداً من الهدوء، والانضباط، وعدم بث الذعر بين الناس، إعلامياً. مثلاً، لا أعلم ما الذي يهم المتابع عندما تتوالى العواجل الإخبارية، لتقول لنا عن تسجيل أول حالة إصابة بفايروس كورونا في مالطا، أو بولندا، أو ارتفاع نسبة الوفيات في الصين، وعلى مدار الساعة! وتلك أخبار يمكن تغطيتها في تقرير مفصل، ومخصص، عبر إحدى نشرات الأخبار.
صحيح أن الفايروس مخيف، وينتشر في العالم، لكن المبالغة في تغطية أخبار فايروس كورونا ليست الحل، فالأجدى تكثيف أخبار التوعية لتفادي المرض، وتقديم النصائح، وهنا لا بد من الإشادة بالإعلان التوعوي لوزارة الصحة الذي يبث على القناة الأولى السعودية، فهذا الأفضل بدلاً من بث الذعر بين الناس.
خذ مثلاً، مذيع نشرة أخبار يتحدث عن أن كبار السن أكثر عرضة لمخاطر هذا الفايروس. رد فعلي الأولي كان: يا رجل اتق الله. وكما قال الشاعر، وجوه اللفظ شتى والمعاذير فنون. حيث كان يمكن صياغة الخبر بشكل أكثر حرفية، بمعنى: حسنا، من هم الأكثر عرضة لمخاطر المرض. ثم يعكف على ذكر الأعراض الصحية التي قد تؤدي لتفاقم الإصابة بالفايروس، وطرق الوقاية، والعلاج.
من أهداف الإعلام التوعية، وليس بث الذعر، ولذا فالمفروض أن يكون هناك هدوء، وتذكير الناس الدائم بطرق الوقاية، والتأكد من الاستعدادات الصحية لدى الدولة، أي دولة، وليس تسخير القنوات، والصحف، لبث الهلع. ولا أطالب الإعلام بأن يتجمل، بل أن يكون أكثر مسؤولية، ويقدم تقارير عبر متخصصين طبياً، دون مبالغة. وبالنسبة للدولة، أي دولة، فمن المهم أن يكون هناك مؤتمر صحافي يومي، في حال انتشار الفايروس، لمناقشة المستجدات. ومن المفيد أن تكون هناك توعية مستمرة للطلاب والطالبات بالمدارس، وتوعية للأسر أيضاً.
ملخص القول إن للدولة حق اتخاذ الإجراءات الاحترازية كيف ما رأت، بل هذا واجبها، لكن على الإعلام عدم بث الذعر في الناس من خلال «الخبر العاجل» كل ما سجلت حالة إصابة في مكان ما في العالم.
* كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
أما الهستيريا فهي المبالغة بالأخبار المتعلقة بالفايروس، وبث الرعب في نفوس الناس بلا مبرر حقيقي. المفروض هو أخذ الاحتياطات، بنشر الوعي، لأنه أولى خطوات الوقاية من خطر الفايروس، ثم التعامل مع المرض وفق واقع انتشاره، وليس الخوف منه، لأن للمبالغة انعكاسات سلبية، حيث تثير الهلع بين الناس، وفي حال انتشار المرض فعلياً، لا قدر الله، تصبح هناك حالة من اللامبالاة.
هذا لا يعني التساهل، أو تبسيط الأمور، وإنما يعني مزيداً من الهدوء، والانضباط، وعدم بث الذعر بين الناس، إعلامياً. مثلاً، لا أعلم ما الذي يهم المتابع عندما تتوالى العواجل الإخبارية، لتقول لنا عن تسجيل أول حالة إصابة بفايروس كورونا في مالطا، أو بولندا، أو ارتفاع نسبة الوفيات في الصين، وعلى مدار الساعة! وتلك أخبار يمكن تغطيتها في تقرير مفصل، ومخصص، عبر إحدى نشرات الأخبار.
صحيح أن الفايروس مخيف، وينتشر في العالم، لكن المبالغة في تغطية أخبار فايروس كورونا ليست الحل، فالأجدى تكثيف أخبار التوعية لتفادي المرض، وتقديم النصائح، وهنا لا بد من الإشادة بالإعلان التوعوي لوزارة الصحة الذي يبث على القناة الأولى السعودية، فهذا الأفضل بدلاً من بث الذعر بين الناس.
خذ مثلاً، مذيع نشرة أخبار يتحدث عن أن كبار السن أكثر عرضة لمخاطر هذا الفايروس. رد فعلي الأولي كان: يا رجل اتق الله. وكما قال الشاعر، وجوه اللفظ شتى والمعاذير فنون. حيث كان يمكن صياغة الخبر بشكل أكثر حرفية، بمعنى: حسنا، من هم الأكثر عرضة لمخاطر المرض. ثم يعكف على ذكر الأعراض الصحية التي قد تؤدي لتفاقم الإصابة بالفايروس، وطرق الوقاية، والعلاج.
من أهداف الإعلام التوعية، وليس بث الذعر، ولذا فالمفروض أن يكون هناك هدوء، وتذكير الناس الدائم بطرق الوقاية، والتأكد من الاستعدادات الصحية لدى الدولة، أي دولة، وليس تسخير القنوات، والصحف، لبث الهلع. ولا أطالب الإعلام بأن يتجمل، بل أن يكون أكثر مسؤولية، ويقدم تقارير عبر متخصصين طبياً، دون مبالغة. وبالنسبة للدولة، أي دولة، فمن المهم أن يكون هناك مؤتمر صحافي يومي، في حال انتشار الفايروس، لمناقشة المستجدات. ومن المفيد أن تكون هناك توعية مستمرة للطلاب والطالبات بالمدارس، وتوعية للأسر أيضاً.
ملخص القول إن للدولة حق اتخاذ الإجراءات الاحترازية كيف ما رأت، بل هذا واجبها، لكن على الإعلام عدم بث الذعر في الناس من خلال «الخبر العاجل» كل ما سجلت حالة إصابة في مكان ما في العالم.
* كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com