-A +A
هيلة المشوح
احتفلنا -كغيرنا- الأحد الماضي 8 مارس بيوم المرأة العالمي، وأقيمت المحافل والدعوات والندوات والملتقيات والمناسبات في كثير من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية؛ تقديراً لدور المرأة الاجتماعي والرسمي، ودورها في البناء والتنمية، كونها شريكا أساسيا في الحياة ككل.

كم ارتاح حين أقول (كغيرنا)، فهذه الكلمة بحد ذاتها نجاح يشعرني بأننا اجتزنا مسافة طويلة جداً وقطعنا شوطاً كبيراً، رغم أننا تخطيناها إلى بداية جديدة ومختلفة عن كل من سبقونا، بداية تحمل الكثير من الطموح وتضعنا في مكاننا الحقيقي المتميز بين شعوب العالم كجزء منه ولسنا بمعزل عنه، فالمرأة حول العالم هي المعيار الحقيقي لتقدم أمة أو تأخرها، وتمكينها من حقوقها وتمثيلها كامل أدوار الحياة في مجتمعها هو مقياس استقامة تلك الأمة، وقد تجاوزنا بفضل رؤية سديدة وقيادة حكيمة هذا كله، حين أصبحت المرأة هاجس صانع القرار وأيقونة إنجازه بتمكينها ودعمها وانبثاق رؤيته.


تعد الخطوات المباركة لتمكين المرأة في المملكة العربية السعودية ضربة حزم قاصمة لكل منابر التحريض التي اتخذت حقوق المرأة سيفا سلط على رقابنا لعقود وثغرة بثت من خلالها سموم المكر والتأجيج والتشويه ضدنا عند كل حادثة عارضة أو حكاية ملفقة، فكنا بين فكي التشدد الذي ألغى وجود المرأة، وبالتالي رفض حقوقها وتلك المنابر التي لاتتوقف عن تشويهنا ونشر أدق تفاصيل حياتنا.

المرأة السعودية اليوم وبفضل هذا التمكين العظيم تثبت نفسها بقوة في موقع القرار وتسنم المسؤوليات الكبرى حتى أصبحت سفيرة في أعظم دولة، ودخلت غمار السياسة والعلم والأبحاث والابتكارات والاقتصاد، فيسأل سائل أحياناً: أين كانت المرأة بكل هذا الحضور والإبهار؟ والجواب هو أنها موجودة، ولكنها برزت حين أتيحت لها المجالات وفتحت لها أبواب التمكين فدخلت غمار التحدي وتفوقت على نفسها.. فأصبحت جديرة بالتمكين، بل أصبحت أيقونة التغيير والرؤية، وهذه باختصار المرأة السعودية.